بطلان شبهة تأليه نبي الله الكريم عيسى بن مريم عليه السلام، نقلاً وعقلاً.
بطلان شبهة تأليه نبي الله الكريم عيسى بن مريم عليه السلام، وعلى والدته رضوان الله تبارك وتعالى، نقلاً وعقلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى الحق وسواء السبيل، وإلى صالح الأعمال، وإلى خير الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الذي أخرج الله به الناس من عبادة العباد إلى عبادته وحده، ومن جور الأديان، إلى عدلِ الإسلام، والذي أبان الله عزَّ وجل َّ به الحق من الباطل، والضلال من الهدى، أما بعد: فيما يختص ببطلان مزاعم النصارى في تأله نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وعلى أمه البتول الطاهرة المصطفاة رضوان الله. والذي يسُرُ المسلمين مساعدتهم، دوماً، على إثبات بطلانه وتوثيق ذلك من مصادرهم المعتمدة، التي لا يقدرون على نكرانها، وكذلك بالبراهين العقلية الدامغة لِلباطل، والمجلية لِلحق لِمن كان يطلب النجاة من غضب الله المنتقم الجبار،المتحقق لا محالة بمعصيته ومخالفة أوامره، ويرغب في بلوغ رضوانه والتمتع بجِنَانه. فبعد أن تحدثنا بالتفصيل حول الكثير من البراهين النقلية الموثقة من صحائف المسيحيين، أرغب أن أضيف لباغِ الحق حججاً عقلية وعلمية على أساس منطقي سليم للراغب في الوصول إلى الحق، لأن هذا أحد أهم أركان أو أسس العقيدة المسيحية. أولاً: من كان ينطلق من مفهوم ديني، ويؤسس دعواه على براهين إلهية، فأنا لا أخاطب العلمانيين في هذا الحديث، فإنه لا يختلف معنا أن كل ما في هذا الكون مخلوق لله تبارك وتعالى، بلا أي استثناء، الأرض والسماوات، والكواكب والنجوم، وكافة أشكال الحياة وأهمها الإنسان والذي من أهم ممتاز به العقل والإرادة والقدرة على الاختيار بحرية، وكذلك الأنظمة الكونية المختلفة. ثانياً: إن الله عزَّ وجلَّ هو المسيطر والمهيمن عزَّ وجلَّ، وأن كل مَنْ ومَا في الكون يخضع لهيمنة وسيطرة الله المتفرد بالسلطان والقوة عليهم، وبالنتيجة فإنه عزَّ وجلَّ لا يخضعُ لِسيطرة ولا لِهيمنة أي من مخلوقاته في هذا الكون الذي نعيش فيه. ثالثاً: المكان ( أو الحيز ) والزمان مخلوقين من مخلوقات الله البارئ المصور. وهذه الحقيقة أكثر وضحاً في هذا الزمان عن ما مضى، حيث أثبت العلم التجريبي أن الوقت عبارة عن نظام، يتحدد بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، فيتكون الليل والنهار والفصول المختلفة، إذن فهما ( المكان والزمان ) من مخلوقات الله تبارك وتعالى. رابعاً: يتفق الجميع مسلمون ونصارى على أن عيسى ولد لِلبتول بعد حمل إنساني إعجازي سوي، وولد ولادة طبيعية بعد تسع أشهر من الحمل. وليس موضوعنا الآن عن كيفية حصول الحمل ذاته، فهنا بيننا تباين شديد. وبعد ما تقدم أتسأل تسالاً منطقياً على أساس علمي عقلي بحت، كيف يمكن لمخلوقين من مخلوقات الله عزَّ وجلَّ، التحكم والهيمنة والسيطرة عليه؟ فقد كان في مكان واحد طوال تسع أشهر لا يملك من أمره شيئاً! أي أنه خضع لِقهر المكان والزمان، بلا حول ولا إرادة مِنْهُ. مِمَّا يُؤكدُ إنسانيتَهُ وليس ألوهيتَهُ. بينما استطاع الإنسان العادي، وهو مخلوق آخر لله، التحكم والسيطرة والهيمنة على هذين المخلوقين، منذ قديم الزمان. فلقد طور الإنسان فنون البناء ليتمكن من السيطرة على المكان ويزيد استفادته من المسحات المحدودة فاستطاع بتعدد الأدوار مضاعفة الحيز. كما أنه حاول السيطرة على الزمن واستطاع، وفي صور متعددة، منها في مجال السفر والانتقال من مكان إلى آخر بتطوير وسائل الانتقال نفسها، فاستطاع اختصار الزمن بدءً من الخيل وانتهاءً بالطائرة. كما أنه طور الآلة الصناعية لينتج كميات كبيرة من البضائع في أوقات قياسية وكل ذلك في محاولات لسيطرة والتحكم في الوقت. فكيف يقبلُ عقلُ إنسانٍ سوي حقيقة تحكم هذان المخلوقان في " إله أو ابن إله " ؟ إن هذه المحاجة تدفع ببطلان أُلوهية نبي الله الكريم عيسى بن مريم عليه السلام وعلى والدته البتول المصطفاة رضوان الله تبارك وتعالى. هذا لمن كان يبحثُ عن الحقِ وينشدُ الهدى. كما لا يفوتني أن أعبر عن شكري وتقديري لِكل من جدد الفرصة لموصلة البحث في هذا الموضوع، بإثارة الحوار حول معتقدات المسيحيين، على في أقسام الكثير من المنتدى، من المسيحيين ظانين أن المسلمين لن يستطعوا الرد عليهم، فهذا لِتبيان سفه هذه المزاعم الباطلة عقلاً ونقلاً. ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. ولو كره الكافرون. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم في الله / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. لِلتوعد بطمأنينة |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.