![]() |
حتى نكون أخوة في الله
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام. سنطرق احبتي في الله الى موضوع هام وذو ابعاد انسانية واسعة ويحتاج منا جميعا الصبر علي نهج سلفنا الصالح في تطبيق مفهومه ومقاصده لما له من حس انساني ومسلم ان جاز التعبير مرهف يعكس مدى حب المسلم الحق لاخيه المسلم وطلب العفو والغفران له ان ما زل او انحرف عن المسار والمسلك والمنهج السليم لمعطيات ديننا الحنيف والمنبثق من كتاب الله عز وجل ومن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وبعد فان الاخوة الاسلامية لها اهمية كبيرة ,ولذلك عنى الاسلام عناية تامة ورعاها رعاية كاملة, قال الله تعالى.. ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) (10 , الحجرات) وقال تعالى .. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ))(178 , البقرة) عبّرالله تعالى في هذه الآية القاتل اخا للمقتول مما يدل قيمة الاخوة الاسلامية واهميتها في المجتمع الاسلامي. ومما يدل باهميتها ان النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر الى المدينة ودخل فيها بدأ بعمله بناء مسجده ثم آخى بين المهاجرين والانصار في دار انس ابن مالك رضي الله عنه. ومما يدل باهميتها ان الله سبحانه وتعالى نهى ما يخل ويهدم الاخوة الاسلامية في آيات من القران الكريم قال الله تعالى.. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) ( 11-12 , الحجرات ) هذه الايات تدل على عدة من المحرمات الشرعية التي تقضي اتلاف الاخوة الاسلامية وتعطيلها بين المسلمين والتي تسبب العداوة والبغضاء بينهم ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى ومن هذه الحرمات:- 1- السخرية. 2- اللمز في الانفس. 3- التنابز بالالقاب الجاهلية. 4- الغيبة. 5- الظن السوء. 6- التجسس في شؤون الخاصة وتتبع عورات المسلمين. هذه الامور وغيرها مما لم يذكر الايات تسبب انكسار الاخوة بين المسلمين ولهذا يجب ايها الاخوة علينا التجنب عنها لئلا يحول بيننا بين اخواننا المسلمين. ومن هذه الامور احتقار المسلمين الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله.. ( المؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله الى قوله : بحسب امرء من الاثم ان يحقر اخاه المؤمن ) ومنها الظلم والتدابر والتهاجر – بدون دافع ديني – والنجش في البيع والخطبة على الخطبة والخدلان وعدم النصرة في مكانها. روى مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات. والاحاديث التي تدل على صيانة الاخوة واهميتها كثيرة لكن نكتفي قدر ما اشرناها لانها ستؤدي المقصود منها, وعلى كل مسلم ومسلمة صيانة الاخوة وترك ما يخل بها ليكون مجتمعنا الاسلامي مجتمعا متماسكا يوجد بين افراده المحبة والمودة الناشئة من الاخوة الاسلامية. ونسأل المولى ان يجمع كلمة وصف المسلمين واسأله ان يعين جميع المسلمين علي التمسك بتعاليمه والحذر من الانزلاق الى شهوات النفس ورغباتها التى ساهمت في تأخره وبطلان اهدافه الخيرة .. اللهم انر لنا طريق الحق وارزقنا اللهم اتباعه وابعدنا اللهم عن مزالق الشياطين واتباعه ونسألك بأسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت ان تعيد لنا عزنا وكرامتنا وتسيدنا علي جميع الامم بما يكفل لنا نشر دينك ونهجك الخالص من كتابك تباركت وتعاليت وما الهمت به نبيك نبي الرحمة المزجاة عليه صلواتك وسلامك.. اجمعنا اللهم جميعا اخوة واخوات في مستقر رحمتك بصحبة الاهل والاحبة انك بنا رؤوف رحيم وبالاجابة جدير. الكاتب : السحر الحلال (خاص بطريق الإيمان) |
Re: حتى نكون أخوة في الله
إقتباس:
أخي : أبومعاذ تقبل الله دعائك وبارك سعيك ومبتغاك |
|
أخي الكريم / عابر سبيل جزاك الله خيرا على نقلك لهذا الموضوع الهام وبالذات في هذه الحقبة من الزمان التي أصبحت فيه الماديات معيارا لقوة العلاقات حتى بين الأشقاء في داخل البيت الواحد والعياذ بالله وقد أعجبني ما كتبه أحد الإخوة في هذا الجانب قائلا : لما كانت الأخوة في الله امتزاج روح بروح ، وتصافح قلب مع قلب ولما كانت صفة ممزوجه بالإيمان، مقرونة بالتقوى ولما كانت لها من الآثارالإيجابيه والروابط الإجتماعيه هذا الاعتبار فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة ما يدفع المسلمين إلى استشراقها، والحرص عليها، والسير في رياضها ، والتنسم من عبيرها. قال تعالى: ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء بمكانتهم من الله " . فقالوا:يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال: قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنوا إذا حزنوا، ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون). وقال صلى الله عليه و سلم : ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه، و قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله، قال :أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفزع الناس و هم لا يفزعون ويخاف الناس و هم لا يخافون و هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، فقيل من هم يا رسول الله؟ قال:هم المتحابون في الله تعالى). و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد ؟ قال:أريد أخا لي في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا غير أني أحببته في الله تعالى، فقال الملك: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. تحياتي :) |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.