![]() |
الرقعة صغيرة والشق كبير
الرقعة صغيرة والشق كبير
يتأمل أحدنا أحوال الأمة ، ويتحسر و يقلب شأنها ، فتخرج من رأسه فكرة قد يراها سخيفة ، عندما يرى ضئآلتها تجاه حجم المشاكل التي تمر بنا ، فينكمش حزينا متمتما بالمثل العربي (الرقعة صغيرة والشق كبير ) . وتجد عشرات الملايين من يفكر بنفس الطريقة ، وينكفئ بنفس الطريقة أيضا، ظانا انه لا طائل من جهده تجاه الترهل الحاصل في جسم الأمة ، وقد يسعف الحظ أحد المثقفين الذين يقرءوا عن أحوال الشعوب ، أن أوروبا قد ضحت بأربعة أجيال من المعاناة والقهر حتى وصلت الى ما وصلت اليه وان الصين واليابان و غيرها من الأقطار قد ضحت هي الأخرى حتى وصلت ما وصلت اليه. فيسكت لحظة ويقول ، أما نحن فقد ضحينا بأكثر من كل أبناء العالم بأجيال منذ حوالي ألف عام ولم نصل الى ما نصبو اليه ، لا بل نتراجع عما كان عليه قبلنا من أجيال لماذا ؟ فتعود اليه بارقة أمل خفية ، تخرج من ثنايا قصة الضفدع الذي كان يملأ فمه بالماء ليسهم في إطفاء بيدر مشتعل ، وعندما سأله أحدهم هل يا ضفدع تعتقد بأنك قادر على إطفاء هذا الحريق الكبير ، أجاب أنا أعمل ما أستطيعه و أفترض بالآخرين أنهم يحذو حذوي . نعم عندما نفترض الخير بمن حولنا ويقدم أحدنا نحو العمل الجاد مفترضا أنه آخر واحد قد هب لعمل الخير ، فإننا سنتوجه نحو التقدم . وعندما تتناغم جهودنا فإنها بالتأكيد ستعزف لحن حياة كريمة متعاونة ، لا يستهين أي منا بجهده عندما يحس أنه جزء من كل يعمل باتجاه واحد نحو التقدم . ولا نعود وقتها نحس بانعدام وزننا . فقطرة الماء مع غيرها من القطرات الكثيرة قد تغدو شلالا هادرا . والحصوة الصغيرة مع مثيلاتها قد تبني مدنا فيما لو وظبت و أعدت ضمن مخطط هندسي . و الرقعة الصغيرة اذا ما فر نسيجها والتحم مع غيره من الخيوط فانه يغطي كل عورات الأمة . ولا يعود وقتها الشق كبير و الرقعة صغيرة . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.