| الوافـــــي | 
			05-06-2005 06:33 PM | 
		 
		 
		
		 
		
		
			قــف يا زمـــــــان ....!!!   
		
		
		
		
 قف يا زمان  
الدكتور / أحمد بن عبد الله العمري 
أستاذ مساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 
 23/2 /1426هجرية
 يقول الشاعر : 
 تأملت ما يفوه به فقهاء الجرائد من المقالات العجيبة منذ فترة من الوقت فهاجت على خاطري هذه الأبيات الّتي أرجو أن ينفع الله بها 
 
قفْ يا زمانُ أبوحُ بالأشجان = فلعلَّ في الشكوى دواءَ جناني  
قف يا زمانُ أقصُّ ما حَفِلَت به = أيامُنا من ذلّةٍ وهوانِ  
قفْ يا زمانُ لكي تُقارنَ حالنا = بالصِيدِ من آبائنا الشجعانِ  
قفْ يا زمانُ أبُثُّك الشكوى التي = من هولِها يتحدثُ الملوانِ  
نطق الرويبضُ يازمانُ فقل معي = آهٍ على الآثارِ والقرآنِ  
قوم تلوكُ الفقهَ لوكَ « لُبانةٍ » = في كلِ مسألةٍ لها قولانِ  
يتهافتون على شِقاقِ نبينا = والمصلحينَ تهافتَ الذُّبانِ  
لا يأبهونَ بما أتى عن مالكٍ = والشافعيِّ وأحمدِ الشيباني  
بل ما أتى عن سيد الثقلين ضد = شذوذِهم يُرمى بدون تواني  
يُرمى بتأويلٍ سخيفٍ بارد = من باردِ النظراتِ والإيمانِ  
وتجاوزَ الأمرُ الحدودَ جميعَها = حينَ استباحوا حرمَةَ القرآنِ  
تُصغي لواحدهم فتعجبُ عندما = يتأولُ القرآنَ بالهذيانِ  
فيقولُ عند الشافعيِ وعندنا = من أنتَ يا مسكينُ في الميزانِ  
حُبُ النصارى واليهودِ فريضةٌ = في فقهِ طائفةٍ بذي الأزمانِ !  
والملحدون وكلُ صاحبِ بدعةٍ = أضحوا وأصحاب الهدى سيانِ  
ماذا الجفاءُ لغيرنا كلٌّ له = دينٌ يدينُ بهِ بلا نُكرانِ  
إنْ قلتَ قد جاء الكتابُ ببغضهمْ = نصٌّ صريحٌ من عظيم الشانِ  
قالوا لنا تتبدل الفتوى على = مرِّ الزمانِ تبدلَ القمصانِ  
أمّا الغناءُ فقام شهمٌ حاذقٌ = فأباحَهُ بالنايِ والعيدانِ  
وتعسّفَ الآثارَ دون هوادةٍ = وتأولَ المقصودَ بالتبيانِ  
وأتاكَ من هذا اللفيفِ جماعةٌ = ببواقعٍ يندى لها الخدانِ  
قالوا لنا :تليَ الرئاســةَ طَفْلةٌ = فرعاءُ من عدنانِ أو قحطانِ  
وتدينُ آلافُ الفحولِ لأمرها = بلْ والشعوبُ تُساقُ كالقطعانِ  
ويجوزُ أن تليَ القضاءَ خريدةٌ = في جِيدها شَبَهٌ من الغزلانِ  
في حينها لا تأتِ سُــدَّةَ حاكمٍ = واهجرْ حِماهُمْ أيّما هِجرانِ  
ولتأتِ قاضيةَ النساءِ فإنها = تُذكي الغرامَ بثديها الفتانِ  
واسمعْ مقالةَ جهبذٍ منهم أتى = بمصيبةٍ تربوا على ثهلانِ  
لا تتبعوا إن مات منكم مسلمٌ = هديَ النبيِ المُصطفى العدناني  
لُفّوه في كيسٍ وواروه الثرى = من دون تغسيلٍ ولا أكفانِ  
قالوا : وكلّ مصيبةٍ في أرضنا = من هيئةِ المعروف والنكرانِ  
دوماً يصيحون « الصلاةَ» أما لهم = شغلٌ بغيرِ أذيةِ الجيرانِ  
وفقيهةٌ أُخرى تنادي قومنا = الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ  
يا مجلس الشورى تنحّوا واتركوا = ثُلُثَ الكراسي السودِ للنسوانِ  
والدورةُ الأُخرى تكون ُ جميعُها = محجوزةً لخديجةٍ وحنانِ  
وهنا يكون الرأيُ رأياً ثاقباً = يرضى به القاصي ويرضى الداني  
وأتاك جمعٌ في الجرائدِ زمجرتْ = أقلامُهمْ غضباً على الشِّيخانِ  
قالوا سلبتمْ حقَ ساحرةِ اللّما = يا ويلكمْ من سطوةِ الدّيانِ  
قلتُمْ لها تبقى حبيسةَ دارِها = هل تُحْبَسُ الأقمارُ في الأكفانِ  
هذا كلامٌ لا يليقُ بعصرنا = قدْ كانَ حينَ جهالةِ النسوانِ  
والمَحرمُ المذكورُ في أسفاركم = يَقْضي على «السِّتاتِ» بالنقصانِ  
ماذا الرّقيبُ كأنها مسلوبةٌ = لا عقلَ يعقِلُها عن العصيانِ  
دعها تُسافرُ في الفضاءِ وحيدةً = وتهيمُ سافرةً بكلِّ مكانِ  
هذا الحجابُ يحُدُّ من حركاتها = في مرقصٍ لكواعبٍ وغواني  
مِنْ عادةِ الأعرابِ ليسَ عبادةً = فدعوا عوائدَ سالفِ الأزمانِ  
قدْ جوّزَ الشيخُ المهيبُ صلاتَها = مكشوفةَ الأكتافِ والسيقانِ  
فَلِمَ الخيامُ على مكامنِ حسنِها = حتّى تُرى في السوقِ كالغربانِ  
دعها تُباشرُ في المطاعمِ كيْ تَرى.. = يتدافعُ الرّواد كالطوفانِ  
دعها تكونُ مُديرةً ووزيرةً = وسفيرةً في سائرِ البلدانِ  
دعها تقودُ الجيشَ تدفعُ صائلاً = وتُقاومُ النيرانِ بالنيرانِ  
لا تعجبنَّ إذا التقيتَ بضابطٍ = يوماً وفي أحشائهِ طفلانِ  
دعها تقودُ بأرضنا سيارةً = وتسيرُ سائحةً على الشُطئآنِ  
تَلقى الحبيبَ , وهل تراها أجرمتْ = يا صاحِ إنْ باتتْ معَ الخلاّنِ ؟  
دعها تكونُ إمامةً ومؤذناً = حتّى يبوءَ الجمعُ بالغفرانِ !  
وترى الشبابَ الفاسدينَ جميعَهم = خلفَ الإمامَةِ خشيةَ الرحمنِ !  
أوَما رأيتَ إمامةً غربيةً ؟ = تاهتْ على الدنيا بحسنِ بيانِ !  
أثنى عليها ثُلّةٌ من قومنا = بالفقهِ معروفونَ كالنعمانِ !  
رفعتْ إلى المأمومِ مأكمةَ الهوى = فهوى صريعَ الحُبِّ كالسكرانِ  
عجباً لكم يا مسلمونَ ألمْ يحنْ = وقتٌ يُقامُ العدلُ بالميزانِ !  
لا تقبلونَ شهادةَ النسوانِ في = حدٍّ وتزويجٍ وأمرٍ ثاني !  
وشهادةُ الرجلِ الوحيدِ مُقامَةٌ = كشهادةِ «السِّتَينِ » يا لِهواني  
وظلمتم الحسناءَ في ميراثِها = فجعلتمُ الضعفينِ للذكرانِ  
يا معشرَ « الفقهاءِ » فقه جرائدِ = هلاّ احترمتم شِرعَةَ الرحمنِ  
عجباً لمن يدعو لنهجِ محمّدٍ = وتغيبُ تحتَ ثيابِهِ القدمانِ  
أمّا اللحى فكأنهم قدْ كُلّفوُا = بِحِلاقِها في مُحكمِ القرآنِ  
وعِداؤهم دوماً لخيرِ شيوخنا = من « هيئةِ العلماءِ » في الميدانِ  
بينا تراهم يُحسنونَ تصنّعاً = لخصومِنا في الدِينِ والديّانِ  
يَصِفُون أمريكا بكلِ جليلةٍ = ويوبخونَ قتيلها الأفغاني  
هل يا زمانُ رأيتَ مثلَ مُصابِنا = حتّى أُسلي النفسَ عن أحزاني  
يا دولةَ الحرمينِ عشتِ مُصانةً = من كيدِ حُسّادٍ ومن فتّانِ  
محفوظةً بالدين ... في جنباتها = مأوىً لكلِّ معلمٍ رباني
 <******>doPoem(0)******>
 
تحياتي
 
:)
   
	 |