بعض دول اليمن قبل الاسلام
 

بعض دول اليمن قبل الاسلام

كانت اليمن من أخصب أجزاء الجزيرة العربية ، وقد شهدت أرقى مستوى من الحضارة العربية قبل الاسلام ، وأعلى درجة من تنظيم الدولة والمجتمع . ومع أن الزراعة كانت عاملا مهما في اقتصادها ، الا ان رخاء حضرموت واليمن وقوتها استندت الى التجارة .

ويلاحظ أن العربية الجنوبية ، لم تكن موحدة ، اذ قامت فيها أربع ممالك : معين وعاصمتها (قرناو ) وسبأ وعاصمتها (مأرب) ، وقتبان وعاصمتها (تمنع) ، وحضرموت وعاصمتها (شبوة) .

وكانت الحضارة المعينية ، تستند كليا على التجارة ، ولها مراكز تجارية في الخارج مثل ديدان شمال الحجاز . وكان حكم ملوك معين يتم من مجالس من المشاورين والوجهاء والأعيان .

أاما السبئيون فقد كانوا أعظم فرع من فروع السلالة الجنوبية ، ويمتد عصرهم من (750ـ115ق م) كان القائم على الدولة يسمى (المكرب) وهو يجمع بين الملك والكهانة . وكانت عاصمتهم قبل مأرب هي (سرواح) . وكانوا يعبدون القمر .. ومن ملوكهم (يدعيل) .. وفي الفترة الثانية من دولة سبأ ، تجرد الحاكم من دوره الكهنوتي .

وقد بني في عهدهم سد(مأرب) حوالي 600ق م ، وأن الذي بناه هو (يثعمر بين )، و أبوه اسمه (سمهعلي ينوف) ، وقد أجريت له ترميمات في عهد الملك (شرحبيل يعفر ) 449 ـ 450م .

[] الدولة الحميرية الأولى :
منذ 115 ق م ، فان ملك الجنوب ، تظهره النقوش حاملا لقبا جديدا : (ملك سبأ و ذو ريدان) ، وبقيت دولة الحميريين حتى 300م ، وحمير هي وريثة سبأ حضاريا ونسبا .. وكانت عاصمتهم (ظفار) وأشهر ملوكهم (شرح يحضب) .

[] الدولة الحميرية الثانية :
حوالي سنة 300م ، أصبح اللقب الملكي في جنوب بلاد العرب هو ( ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ) ، ثم أأضيف الى هذا اللقب قسما آخرا ( وعربهم في الجبال وفي التهامة ) .

ثم غزا الأحباش البلاد العربية ، فلم يطل أمدهم فيها ( 340 ـ 378م) وما لبثوا أن فارقوها .. فاسترجعت حمير سيادتها .. واسترد ملوكها القابهم الضخمة الى ما يقارب 525م .. وتركت لنا الرقم أسماء تسعة ملوك من ملوك حمير في تلك الحقبة . ومنهم من ذكرته الآداب الاسلامية بلقب (تبع ) .. وهؤلاء هم التبابعة المعروفون ..

أحدهم يسمى ( شمر يرعش) وقد دونت أخباره الأساطير العربية ، وجعلته يخضع الأقطار حتى ( سمرقند) ..وزعمت أن اسم هذه البلد مشتق من اسمه .. وملك آخر اسمه (ابو كرب أسعد كامل) نحو 385ـ 420م .. وقد حكى أنه اكتسح بلاد فارس فاخضعها واعتنق اليهودية بعدئذ .

وامتازت هذه الحقبة الأخيرة من تاريخ اليمن بدخول النصرانية واليهودية الى اليمن .. وقد انفجر سد مأرب عام (542 ـ 543م) ، وعلى اثرها نزح بنو غسان الى حوران ثم سوريا .. وبنو لخم الى أرض الحيرة ..

[] اليمن والفرس:
تكررت غزوات الأحباش لليمن ، وكان اليمنيون يستعينوا بالفرس احدى الامبراطوريتين الكبيرتين في ذلك الوقت .. وانهم لم يستعينوا بالروم ، كونهم يعتنقوا الديانة المسيحية التي يعتنقها الاحباش ..

ويقال ان النصرانية دخلت الى الحبشة عن طريق تاجرين سوريين ، تم تقريبهم من الملك ، حيث وزر أحدهما ويدعى ( فرمنتيوس) وهو الذي عينه بطريرك الاسكندرية .. أول اسقف على الحبشة ..

وفي أيام ( سيف بن ذي يزن ) الذي يرجع نسبه الى أسرة عريقة المجد من ملوك حمير الماضين .. استعان بالفرس وطرد الاحباش من اليمن .. و أقام لنفسه مجلسا في قصر ( غمدان ) القديم ..

ولكن الفرس أخذوا يتدخلون في شؤون اليمن .. فأدرك اليمنيون أنهم استبدلوا سيدا أجنبيا بسيد أجنبي آخر .. وفي سنة 628م اعتنق ( باذان ) عامل الفرس على اليمن الاسلام .. وانتهت بذلك سيرتهم للأبد .

أخي ابن حوران

خلاصة لطيفة ومفيدة أخي الكريم وليتك تزودنا بهكذا فوائد على الدوام
ولكن مسألة عبادة السبئيين للقمر فيها نظر ، فما جاء في القرآن الكريم على لسان الهدهد هو أنهم كانوا يعبدون الشمس

وأما العربية الجنوبية فلا أعرف هل تقصد بها القسم الجنوبي من اليمن ؟

موضوع رائع أبحث عنه منذ زمن عن تاريخنا .. هل تسمح لي بنقل هذا الموضوع؟

أخي الكريم
آمل منك أن تدلنا على المصدر الذي تنقل منه مواضيعك ..

أخي الفاضل يتيم الشعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانا عندما تسألني عن المصدر .. فإنني أحتاج للبحث عنه أكثر من الوقت الذي تأخذه كتابة مقالة ، أو حلقة من الحلقات التي أقوم بتنزيلها .. وذلك لسبب سأذكره حتى يكون هناك تصور للإبطاء في الرد ..

في بداية التسعينات لاحظت ارتباكا شديدا في التكوين الثقافي لأعضاء مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، كنت مسئولا عن الجانب التثقيفي فيها .. وكانت الملاحظة تكمن في جهل التاريخ ، وتركيب صور مهزوزة للمثقفين عن رؤاهم بين ما يحلمون به وما تكون لديهم من صور عن ماضي أمتهم .. فخطر ببالي كتابة مؤلف أسميته ( البسيط في قراءة التاريخ العربي) .. أنجزته بعد سنتين من القراءة المتواصلة و كتبته بخط يدي ( بخط نسخ ) .. فخرج بحجم حوالي 220 صفحة .. وقمت بتصويره مئات الصور .. ولم أطبعه في مطبعة .. ووضعت المراجع في آخره .. فكان بين شرح مبسط لفلسفة التاريخ ، وذكر مقتضب عن دول العرب قبل الإسلام .. ولما كانت مكتبة البيت مليئة بكتب التاريخ منها ما ورثته عن جدي ووالدي ومنها ما أضفته للمكتبة حتى غدت حوالي خمسة آلاف كتاب ..

وكون الجهة التي وجهت لها هذا العمل ، يهمها بالدرجة الأولى المعلومة ، فقد فاتني أن أبين كل معلومة ومصدرها .. لكن هذه أكثر الكتب التي اعتمدتها في كتاباتي المتعلقة بتبسيط قراءة التاريخ ، لغير المختصين طبعا :

1 ـ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / د جواد علي / دار العلم للملايين /بيروت /1966
2 ـ الموسوعة السياسية / د عبد الوهاب الكيالي و آخرون / المؤسسة العربية للدراسات والنشر .. تم طرح أجزاءه تباعا ..
3ـ الموسوعة العربية الميسرة / محمد شفيق غربال دار إحياء التراث العربي / بيروت 1965
4ـ تاريخ العرب / د فيليب حتي و آخران / دار غندور 1986 ط 7
5 ـ قضايا عربية معاصرة / ابراهيم خليل أحمد / جامعة الموصل 1988
6 ـ معجم الأعلام / بسام عبد الوهاب الجابي قبرص 1987
7 ـ مروج الذهب / المسعودي دار الفكر بيروت 1989
8ـ مقدمة ابن خلدون / نسخة قديمة ورثتها مطبوعة في مصر بالقرن التاسع عشر
9 ـ العقد الفريد / ابن عبد ربه الأندلسي / تحقيق محمد سعيد العريان
10 ـ دراسات في فلسفة التاريخ / د هاشم الملاح جامعة الموصل 1988
11 ـ فتوح البلدان / البلاذري / حققه عبد الله أنيس الطباع / مؤسسة المعارف بيروت 1987
12 ـ نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب / القلقشندي / تحقيق ابراهيم الأبياري / دار الكتاب المصري ط2 1980
13 ـ الوجيز في تاريخ المغرب و الأندلس / د صالح محمد الفياض / اربد ـ الأردن / مطبعة الكتاني 1988
14 ـ تاريخ فلسطين الحديث / د عبد الوهاب الكيالي / المؤسسة العربية للدراسات والنشر /1973
15 ـ مقدمة في دراسة المجتمع العربي والحضارة العربية / د الياس فرح / ط2 / دار الطليعة بيروت 1980
16/ كيف ينهض العرب / عمر فاخوري / دار الآفاق 1981
17ـ الكامل في التاريخ ـ إبن الأثير / مؤسسة التاريخ العربي/ بيروت
18 ـ تاريخ الطبري / ط3 دار الكتب العلمية بيروت

بالإضافة لمعظم كتب الأساطير و موسوعاتها ، وغيرها من كتب التاريخ ، مع الكتاب المقدس ( التوراة والإنجيل لندن 1966)

فيما يخص عرب ما قبل الإسلام و الممالك والدول ، فإن القسم الأكبر من المعلومات .. عن المفصل للدكتور جواد علي .. رحمه الله ..

هذا عندما أقوم بكتابة ما أستخلصه من ( البسيط ) .. لكنني بما أكتب حديثا فإنني أراعي تثبيت المراجع أول بأول ..

مع احترامي و تقديري