أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

باريس- أ ش أ- إسلام أون لاين.نت/ 19-7-2005

وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي

أعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده سوف تجرد الأئمة الفرنسيين الذين يدعون إلى ما وصفه بـ"إسلام متطرف" من جنسيتهم الفرنسية، كما ستتوسع في طرد الأئمة الأجانب الذين يتميز خطابهم الديني بالتطرف والتشدد، على حد وصفه.

وقال ساركوزي في حديث لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية نشرته اليوم الثلاثاء 19-7-2005: إنه سوف يهتم كثيرًا "بالإجراءات التي تسمح بتجريد الأئمة الفرنسيين من جنسيتهم الفرنسية إذا ما ثبت أنهم يدعون إلى إسلام يشجع على التطرف والعنف".

وأضاف الوزير الفرنسي أنه سوف يعمل كذلك "على طرد الأئمة الأجانب بشكل منتظم في حال ثبوت أنهم لا يحترمون القيم الفرنسية.. وزارة الداخلية سوف تكون أكثر يقظة في مواجهة أئمة المساجد التي يتردد عليها عناصر متطرفة".

يذكر أنه من المستحيل -وفقًا للقوانين الفرنسية- أن يتم تجريد فرنسي أصلي من جنسيته الفرنسية؛ لأنه سيصبح بدون جنسية، وهذا يُعَدّ مخالفًا لهذه القوانين، غير أنها تسمح في الوقت نفسه بتجريد فرنسي من جنسيته لو كان من أصل غير فرنسي، شريطة أن يكون قد ارتكب بعض الجرائم خاصة تلك المتعلقة بالإرهاب.

وقامت فرنسا في السنوات الأخيرة بتجريد عدد من المسلمين الذين اتهمتهم بالترويج لأفكار متطرفة من جنسيتهم الفرنسية التي كانوا قد حصلوا عليها سواء بالإقامة أو بالمولد في فرنسا.

وفي حالة الأئمة الذين يحصلون على الجنسية الفرنسية، فالمسألة تكون أكثر تعقيدًا؛ لأنه سيكون من الصعب اتخاذ قرار بتجريد الإمام الفرنسي من جنسيته؛ نظرًا لصعوبة التفرقة بين الخطاب الذي يؤدي إلى إسلام متشدد إلى حد ما وبين الخطاب المتطرف الذي يحرض على ارتكاب عمليات انتحارية بصورة غير مباشرة، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الوسط.

تمييز عنصري

وتقول الوكالة: إن مسلمي فرنسا "يعانون من التمييز العنصري غير المباشر، حيث تمتنع على سبيل المثال العديد من الشركات الفرنسية الكبرى عن تشغيل طالب للعمل عندما يتبين أن اسمه محمد أو فاطمة، مما رفع من معدلات البطالة بين المهاجرين ومعظمهم من العرب من المغرب العربي إلى ثلاثة أضعاف مثيلاتها لدى الفرنسيين الأصليين".

وشهدت السنوات التي أعقبت هجمات سبتمبر 2001 تصاعد الاعتداءات والمواقف المعادية للمسلمين في فرنسا وهو ما دفع الحكومة الفرنسية قبل أكثر من عام إلى الإقرار بأنه يجب التصدي لـ"الإسلامفوبيا" في البلاد.

وكان تقرير للمخابرات الفرنسية قد صدر بداية هذا العام قد حذر من أن المسلمين في فرنسا يعانون من الانعزال لدرجة أنهم بدءوا يعيشون في جيتوهات شبيهة بالجيتوهات التي كان يعيش فيها السود في جنوب أفريقيا خلال حكم الأقلية البيضاء.

في الوقت نفسه أكد ساركوزي على "ضرورة مكافحة التطرف عن طريق إدماج المسلمين الفرنسيين في نسيج المجتمع الفرنسي".

وكان ساركوزي يؤيد ما وصف بأنه "تمييز إيجابي" لحل مشكلة البطالة لدى المهاجرين، بمعنى تخصيص حصة معينة في كل شركة تمنح كوظائف للفرنسيين المهاجرين. غير أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك رفض هذا الحل وطالب بإجراءات تسهل تشغيل المهاجرين دون اللجوء إلى أية إجراءات تقوم على تمييز الدين والعرق حتى لو كانت تصب في مصلحة المهاجرين.

ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا نحو 6 ملايين نسمة من بين إجمالي عدد السكان البالغ 62 مليونا، بما يجعل الإسلام ثاني ديانة في فرنسا، ويجعل المجتمع المسلم أكبر أقلية إسلامية في أوربا.