![]() |
قصيدة رائعة في خادمي الحرمين.....عزاء ......وبيعة
شاعرٌ سَحَّتْ قَرِيحَتُهُ بِالنَّظْمِ البَدِيعِ ، أبى إلا أن يشاركَ في التعزيةِ بموتِ خادمِ الحرمينِ فهد بنِ عبدِ العزيزِ - رحمهُ اللهُ - ، وفي نفسِ الوقتِ يبايعُ لخادمِ الحرمينِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العزيز ، عنون لها : " عَزَاءٌ وَبَيْعَةٌ " .
عَزَاءٌ وَبَيْعَةٌ في وفاة الملك فهد رحمة الله ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيده الله.. شعر: صالح بن علي العمري - الظهران مَضَى عَنْكِ يَا دُنْيَا نَبِيٌّ وَمُرْسَلُ * * * وَكلُّ عِبَـادِ اللهِ للهِ رُحّــلُ!! قَضَى اللهُ أَلاَّ خُلْدَ إلاّ لِوِجْهِـهِ * * * وَكلٌّ لَهُ فِي سَاحَةِ المَوْتِ مَنْزِلُ فَمَا مُدْلِــجٌ إلاّ إلى اللهِ آيبٌ * * * وَلا فَارِسٌ إلاّ الصَرِيعُ المُجَنْدلُ وَلا سَائرٌ إلاّ لَهُ عَيْنُ رَاصـدٍ * * * وَفي دَرْبِهِ يَسْطُو القَضَاءُ المُؤَجَّلُ هوَ المَوْتُ فتّاكٌ عَلى حِيْنِ غَفْلةٍ * * * وَمَا للمَلا عَنْ وِرْدِهِ مُتَحَوّلُ !! هوَ الحَتْفُ مِثْلُ السَّيفِ في حَدّهِ الرَّدى * * * إذا غَاصَ في آمَالِهِ المُتَأمِّلُ هوَ الحَقُّ لا تَفْسِيرَ في غَدَواتِهِ * * * وَقَدْ حَارَ في تَفْسِيرهِ المُتَأوِّلُ !! تَخَطَّى رِقَابَ المُلْكِ والجَاهِ والغِنَى * * * فَإنْ حَانَ لاتَسْألْهُ مِنْ أينَ يُقبِلُ !! فَمِنْ كفّهِ كَمْ أُوْتِرَ الخِلُّ خِلّـهُ * * * وَرُوّعُ مِنْهُ الآمِنُ المُتَسَرْبِلُ !! أَيَا فَهْدُ قَدْ شُيّعتَ فِي سُننِ الهُدَى * * * مَضَى أوّلٌ منَّا عَليْهَا فأوّلُ جِنَازَتُك السُّنيّةُ اليَومَ عِبْرةٌ * * * يُجَلّلُهَا الإيْمَانُ والدَّمعُ مُسْبَلُ تُظَلِّلُها سُحْبُ الخُشُوعِ كأنَّهَا * * * مَوَاعِظُ يَتْلُوهَا الرَّدى المُتَرَّجِّلُ تَسِيرُ عَلَى الأكْتَافِ مِثْلَ غَمَامةٍ * * * وَخَلفَكَ مِنْ شَوْقِ المُحبّينَ جَحْفَلُ فللّهِ كَمْ فَاضَتْ عَلَيْهَا مَدَامِعٌ * * * وَأشْجَانُها للحُبِّ والبِرِّ مَحْفَلُ وَمَا شَابَهَا فينَا غُلُوٌ وَ بِدْعَةٌ * * * وللوَحْي فِيَهَا مَشْهَدٌ مُتَسَلْسِلُ وَمَا قُرِعَتْ فِيهَا طُبُولٌ ومَا جَرَتْ * * * خُيُولٌ.. وهَدْيُ اللهِ أَزْكَى وأَجْمَلُ وَمَا نُصِبتْ فِيَهَا قِبَابٌ وَمَرْمَرٌ * * * وإنَّ عَطَاءَ اللهِ للعَبْدِ أَجْزَلُ وَمَا جُصّصَ القَبْرُ الوَطِّيُّ وإنَّمَا * * * يَسُرُّ الفَتَى في القَبْرِ مَا كانَ يَعْمَلُ فَنَعْشُكَ أجفانٌ، وَرَكْبُكَ أَعْيُنٌ * * * وَما زَهْرُنا إلاّ دُعَا وَ تَبَتُّلُ وَذِكْرَاكَ تِمْثَالٌ زَهَا فِي قُلُوبِنَا * * * وَفي الذِّكْرِ عُمْرٌ للأَبرّينَ أطْولُ رَحَلْتَ ولِلعِلمِ انْتِشَارٌ وَنَهْضَةٌ * * * وآيُ الهُدَى فينا تَقُولُ وَتَفْعَلُ رَحَلْتَ وللصَحْراءِ وَجْهٌ مُفَرْدَسٌ * * * وفي الرَّوضِ مِنْ جَدْوَاكَ زَرْعٌ وُسُنْبُلُ رَحَلْتَ وللبَيْتَينِ بَعْدَكَ أَمْنَةٌ * * * يَؤمُهُمَا مِنْ كُلِّ فَجٍّ مُؤَمِّلُ رَحَلْتَ وللدَّاعِينَ للهِ حُظْوَةٌ * * * وهُمْ فِي دَيَاجِينَا سِرَاجٌ وَمِشْعَلُ رَحَلْتَ وللآراءِ حَوْلَكَ مَجْمَعٌ * * * وَلِلحَالِ إِصْلاحٌ هُنَا وتَجَّمُّلُ فَفِي ذِمَةِ الرَّحْمَنِ جُوْدَاً وَرَحْمَةً * * * لَهُ الأَمْرُ.. جلَّ المُنْعمُ المُتَفَضِّلُ وَقَفْنَا نُدَارِي فِي العَزَاءِ قُلُوبَنَا * * * وفي البَيْعَةِ العَصْمَاءِ نَرْجو ونَأْمُلُ نُبَايعُ عَبْدَاللهِ سَمْعَاً وَطَاعَةً * * * مَليكاً.. بإذن اللهِ نِعْمَ المُؤَمَّلُ.. حَمَلتَ لِوَاءَ العَهْدِ فِي الدَّهرِ حِقْبَةً * * * وَحِمْلُكَ فِينَا اليومَ أعْتَى وَأَثْقَلُ فَيَا مَنْ لَهُ حُكْمُ المَقَادِيرِ صُنْ بِهِ * * * جَنَابَ الهُدَى يَا مَنْ عَليهِ المُعَوَّلُ وَشَيّدْ بِهِ رُكْنَ العَدَالةِ وَالتُّقى * * * فَإنَّ حُصُونَ العَدْلِ أَقَوَى وَأطْولُ وبَطّنْهُ مَنْ تَرْضَاهُ تَقْوى وَحِكْمَةً * * * فَمِنْ خِلِّهِ يَعْلُو الخَلِيْلُ ويَسْفُلُ.. وأَحْي بِهِ فِيْنَا كِتَـاباً وَسُنَّــةً * * * عَلَى نُوْرِهَا تَصْفُو القُلُوبُ وَتَنْهَلُ وَأَيْقِظْ بِهِ رُوَحَ التَّضَامُنِ والفِدَا * * * وَأَظْهرْ بِهِ مِنْ عِزِّنا مَا يُؤَمَّلُ فَكَمْ للأَعَادِي في الإخِا مِنْ مَذلَةٍ * * * إذا نَسْنَسَتْ رِيْحُ الأُخُوّةِ زُلْزِلوا وَحَررّ بِهِ الأَقْصَى، وَحَقِّقْ به مُنى * * * يُسَرُّ بِهَا جَارٌ وَعَانٍ وَ مُثْكِلُ وأَيدْ بِهِ عِلْمَاً وَشُوْرَى وَحِسْبَةً * * * وَفِي العَمَلِ الخَيْريِّ مَجْدُ مُؤَثَّلُ وأمّنْ بِهِ ضَيْفَ المَنَاسِكِ، واكْشِفَنْ * * * بَطَالَتَنَا.. فَالعُسْرُ قَيْدٌ مُكَبِّلُ وصُنَّا عَنْ التَّغْرِيبِ فِي صَوْلةِ العِدَا * * * فَفِي نَزْعَةِ التَّغْريبِ صَدْعٌ وَمَقْتَلُ وَأَصْلِحْ بِهِ شُبَّـانَنَا وَنِسـَـاءَنا * * * فقد جدَّ في إفسادهنَّ المُضَّلِلُ أَبَا مُتْعِبٍ : أَلْقَى لكَ اللهُ بِالعُرَى * * * وَمَا للمَلا عَنْ شَرعِهِ مُتَحَوَّلُ بَسَطْنَا لكَ اليُمْنى إِمَامَاً وَرَاعِيا * * * وَفِي أَمْرِنَا أنْتَ الحَفِيظُ المُوّكَّلُ فَقُدْهَا بِشَرْعِ اللهِ حُكْمَاً وَ دَعْوَةً * * * كَمَا قَادَهَا القَرْنُ الأَغَرُّ المُفَضَّلُ.. تستاهلون يا خدم البيتين |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.