أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   خطرات رجل يقتله الثراء (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47696)

المشرقي الإسلامي 13-09-2005 03:46 PM

خطرات رجل يقتله الثراء
 
وحيداً دون أفراح المساء = وأنسى ما الجمال وما النساء
وما تدري الخليقة حال عبد = يسهده التأوه والبلاء
تداعبه المصائب حين يأتي = وتندبه السعادة أنى جاء
غريب الدار مغترب بعيد = ملابسه معاطف من هواء
شريد البيت لا تدري سراه = منازله سحابات الفضاء
تراه سائراً من غير هدي = فتحسبه رياحاً في السماء
طويّ البطن صوام نهاراً = وليلاً حين يأكل فالخواء
أيا بنت الشمائل ما دهاكي = فأجهشت طويلاً في البكاء؟
أتبكين الفقير إذا تريه ؟ = وأنت من الذوات الأغنياء؟
أتبكين البئيس طوال يوم = وتهديه المدامع والرثاء؟
أتبكين الذي ما عاد يحوي = شراكاً للنعال أو الحذاء؟
لعمر الله قد خيبت ظني = فصرنا الآن في بؤس سواء
حسبتك تندبين صغير قط = إذا ما سار فرداً في المواء
حسبتك تندبين إذا رأيتي = قُطيرات تلامسك الرداء
حسبتك تندبين إذا علمتي = بأن الجرو في الطرقات قاء
حسبتك تندبين إذا خُبرتِ = بأنك دون كل الأثرياء
دعيني ليس يسليني المراثي = ولا أبيات ذا الشعر الهراء
ولا يسلي فؤادي ألف بيت = يفصل أهلها معنى الرياء
دعيني يائساً في حال بؤسي = فما للنور في عيني رجاء
لعمري تلكم الأمال تردي = ويحميني القنوط من العناء
وأحيا العمر طوافاً وأسعى = إلى يوم ألبي ذا النداء
تراود تلكم الآحلام عيني = وأنسج من رؤاها ما أشاء
فأعجز أن أرى فيها بصيصاً = ودرباً في الدجى يوماً يضاء
وأشكو ليس يسمعني أناس = كأني قد شكوت إلى الهواء
ويحدجني مناد بالتهكم ْ= ويلقاني سفيهٌ بالهزاء
وأصبح ممسياً والصبحَ أمسي= وأسهد بالصباح وبالمساء
يراني الناس ليس لدي برد = وأُلحف حين أُُلحف بالعراء
وأضحك سامعاً للناس شكوى = من الضنك المؤسّي والغلاء
إذا يبكي الذي يعضده مال = فكيف يكون من مثلي البكاء؟
إذا يبكي الذي يحويه ثوب = فكيف يكون ذو الرقع البـِِلاء؟
إذا أنّ الذي يمشي بنعل = فكيف يكون ذو القدم الحفاء؟
إذا رؤي السرادق قلت هل لي = أم الأموات يُفتتح العزاء؟
قضيت العمر معزولاً كأني = أجربُ سائر ٌ بعضال داء
فلو أن الغني يجيء جرباً = لقال الناس (في يده) الدواء
به يشفى العليل بإذن ربهْ = ويفعل في النفوس كما يشاء
يحوّل تعسة الآنام فرحاً = ويكسبها المودة والولاء
ويُرجع سبة الآنام مدحاً = وشكواهم شكوراً بالثناء
ليلبس أهله أثواب ذلٍّ = ويسلبهم رداء الكبرياء
فيُطهِرُ لبسُهُ أثوابَ بغيٍ = ويُعهِرُ خلعُهُ ثوب الحياء
وينثره ببذخ عبد لهو ٍ = ليُكتب في سجل الأتقياء
وتكسوه الدراهم بُرد تقوى = ليُغرق في نعوت الأولياء
ترجيت الحياة بأن تُبدّل = فإذ باليوم عما قبل ساء
ومنيت الفؤاد بأن أُلهّى = فكان الفقر عن حالي لهاء
وقلت الأثرياء اليوم يعطوا = فأعطوني الحثالة والهباء
ألا كلٌّ تصدى عن سؤالي = وردوا في امتعاض وازدراء
بأن الله رب الناس يعطي = فلا تنسى تواليه الدعاء
وكلٌّ للإله له فقيرٌ = ونكره في مقادره المراء
إذا سمع الثري حروف اسمي = يهرول مسرعاً يبغي اختباء
سئمت العيش من شظفات عيش = أطير بغمها نحو الفناء
لبؤسي لحنوا آلاف لحن = ومادوا بالترنم والغناء
ويسري الفقر في الأرجاء يعطي = فقيراً ما الإله به أفاء
فإن رفع الأنام لواء نصر = فعَوزي العمر مرفوع اللواء
وأنعس حالماً بفتات خبز = وقصعة جفنة أو كوب ماء
فإن نيل الغداء عرفت أني = سأحرم بعده نيل العشاء
ويُعظم لوعتي دخان قوم = أتوا يوم اعتراس بالشواء
أبيت إذا أبيت عليّ شيء = فليس يفوقني إلا كساء
وأُحرق في حرارة كل صيف = وأجمد حين يأتيني الشتاء
شبعنا يا رجال الشعر قولاً = يبعثر ثم ينقصه الوفاء
سئمنا القول أزجالاً ونظماً = ورَجلاً كل حين واقتراء
فأرجع يا إله الكون يوسف = يعيد بلادنا أرض الرخاء
رخاءً ليس فيها أكل مال ٍ = بغشٍ واختلاسٍ وافتراء
رخاءً ليس داراً للمرابي = ولا ورق المقامر وارتشاء
رخاءً ليس يحويها اكتنازٌ = لأعيان البلاد الأبرياء
رخاءً ما تكون بدار وقف ٍ = على جمع الكرام الأقرباء
رخاءً ليس ُتسلبها الزكاة ُ = وُتهضم في بطون الأقوياء
رخاءً لا يكون الحُلم فيها = تناول مُدّ بَقلٍ للغذاء
رخاءً لا يكون الأمر فيها = لعصبات الرجال الأوصياء
أيا بنت الأكارم لا تأني = فإني عن مظاهرهم غَناء
وحولك أغصن ما مات فيها = سوى أهل القلوب الأزكياء
سقاك الله محزوناً أعنت = بعبرات الضعاف الأنقياء
وما أملتني بكثير قول = وصدق الفعل معدوم خواء
سقاك الله تي العبرات أبغي = فليت لغيرك منك احتذاء
ولست العمر أرجوهم بخير = وليس لحاجة فيها ابتغاء
أمير المؤمنين فدتك أمي = وأهلي والعشير الأصفياء
تجولْ سائراً في أي أرض = ترى من فقرها جدب اللحاء
فتصرع إن رأيت الحال غماً = كأن رمادة فيها اغتناء
<******>doPoem(0)[/poem][/color][/color][/poem][/poem][/poem]

المشرقي الإسلامي 13-09-2005 04:00 PM

تجولْ سائراً في أي أرض = ترى من فقرها جدب اللحاء
فتصرع إن رأيت الحال غماً = كأن رمادة فيها اغتناء
ويعجز حبرنا نظماً ونثراً = ويُعجـٍز وصفُها حرفَ الهجاء
وفقر الناس عنوان لعمري = وكان معرّفاً ألف وباء
فليس الفقر إن أبصرت همي = وما كان اختباراً وابتلاء
فإن بليتي إسراف قوم = وقتلهم المعالي والنَّداء
ونهبهم الحقوق بكل جرم ٍ = وقولهم التبجح بانتشاء
فكم ذا الإثم عاشوا يبدعوه ُ = وكانوا أهل سبق وابتداء
وما من خير إلا أسقطوه =ُ وكانواعنه أغراباً براء
ويكسو جلدهم لؤماً وخبثاً = بياعٌ للشمائل واشتراء
ويحسد قبحهم إبليس يوماً = كأن بقبحهم منه الغطاء
عباد دراهم وعباد نفع = و جُحّاد النعيم مع الثراء
فصفهم إن أردت فهم لعمري = يدُعّون اليتيم بلا مِراء
فمنهم إن أردت عذاب قوم = أتوا من كل جُرمٍ ذا الجزاء
وجازوا النجم لا في المجد لكن = بطول البعد عنّا والنواء
وكانوا الصخر لا في البأس لكن = جموداً في الخلائق والجفاء
وآذان تحوط الأرض وقراً = وأعينُ حاطها منهم غشاء
لغير المال همُ عمٌي وصمٌ = لغير الشر أفئدة خواء
أراهم سائرين فليس قولي = سوى بعداً لجمعهم الغثاء
وتتخم بطنهم من كل صنف = لعمري شر ما يحوي الوعاء
فماذا تنعتنّي يا ابن أوس ٍ؟ = وماذا ترثينّي أبا العلاء؟
وماذا ترتجي من وحل نفسٍ = تنادي للمكارم بالإباء؟
وتنعت يا ابن شوقي قلت ذئباً ؟ = فصار الذئب مفخرة الوفاء
إذا فاضلته بفعال قوم = كأن بلؤمهم مجرى الدماء
كأن بقولنا لا تحرمونا = تطاولنا عليهم واعتداء
ونرجو لا نمل الصخر سؤلاً = ودون الصخر خيرهم ارتجاء
لئن صدق الغراب بفأل نحس = يروّعُ فوق بيتهم الثواء
وليس بغير سبهم مديحاً = وليس بغيرمدحهم هجاء
فأنى من شرورهم نجاة = وأنى من شرورهم احتماء؟
كأن حياتهم منهاجسور = لأيام الجواري والإماء
لئام في الملاهي لا المعالي = أباطرة التكرم والسخاء
وجاسوا في الشمائل كل يوم = فكانوا للدُّنُوٍّ ذوي اصطفاء
إذا كان العذاب عليه مال = فهم أحضانه فيها ارتماء
فليس لغير فعلهم احتقار = وليس لغير صنفهم عداء
وليس لغير جمعهم بوصف = كلاب دون ذكر الأوفياء
فيسر يا إلهي كل خير = وارحم معشر الُبطُن الطُّواء
وامنن بالكرام وأهل جود = وأنعم بالجزيل وبالعطاء
<******>doPoem(0)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.