![]() |
شعر لأحمد مطر
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر،
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا، وأنا ضعيف ليس لي أثر، عار علي السمع والبصر، وأنا بسيف الحرف أنتحر، وأنا اللهيب وقادتي المطر، فمتى سأستعر؟ لو أن أرباب الحمى حجر، لحملت فأسا فوقها القدر، هوجاء لا تبقي ولا تذر؛ لكنما أصنامنا بشر، الغدر منهم خائف حذر، والمكر يشكو الضعف إن مكروا؛ فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر، والسلم مختصر، ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدر، وموائد من حولها بقر، ويكون مؤتمر؛ هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذر، عاش اللهيب ويسقط المطر! |
لمن نشكو مآسينا؟
ومن يصغي لشكوانا، ويجدينا؟ أنشكو موتنا ذلا لوالينا؟ وهل موت سيحيينا؟ قطيع نحن والجزار راعينا؛ ومنفيون نمشي في أراضينا؛ ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا؛ ونعرب عن تعازينا لنا فينا؛ فوالينا، أدام الله والينا، رآنا أمة وسطا، فما أبقى لنا دنيا، ولا أبقى لنا دينا؛ ولاة الأمر : ما خنتم، ولا هنتم، ولا أبديتم اللينا، جزاكم ربنا خيرا، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا، وحققتم أمانينا، وهذي القدس تشكركم، ففي تنديدكم حينا، وفي تهديدكم حينا، سحبتم أنف أمريكا، فلم تنقل سفارتها، ولو نقلت - معاذ الله لو نقلت - لضيعنا فلسطينا؛ ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم، ويكفينا، تهانينا! |
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان،
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان، كل الذي أملكه لسان، والنطق يا سيدتي أسعاره باهضة، والموت بالمجان، سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران، أقول نصف كلمة، ولعنة الله على وسوسة الشيطان، جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين، تفقسان بعد جولتين عن ثمان، وبالرفاء والبنين تكثر اللجان، ويسحق الصبر على أعصابه، ويرتدي قميصه عثمان، سيدتي، حي على اللجان، حي على اللجان. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.