وسافر النجم ... ابن عثيمين
 

انا لله وانا اليه راجعون
مضى راحلاً حاملاً معه دموع تلاميذه انات المساجد بوابات مكة تنتظر خطوات اقدامه نفحات تراب المدينة يستلقي على الارض بانتظار خطاه المسلمون ينتظرون ان يجيب على فتواهم حتى في لحظات مرضه جاهد والقى محاضراته الا ان القى النفس الاخير فبكاه هذا النفس واستحال دماً نعاه الصمت المدوي اين صوت شيخنا قد مضى لكنه سيبقى سيبقى سيبقى ايها الصمت وهاهي تسجيلاته ، هاهي كتبه فتاواه تلاميذه لن يموت عالم زرع علمه نبراس امة لكننا نخشى ان ان نموت نحن الاحياء باختفاء العلماء نعم ياشيخ والله لانبكيك ايها الرجل المؤمن لكننا نبكي انفسنا من للعلم رحلت ونحن ننتظر محاضرتك القادمة رحلت ونحن نرتقب صابرين ردك المقيم على ابنائك اللهم انك قد اخترت عالماًالى جوارك اللهم فارحمه وادخله جنات الخلد واسكنه فسيح جناته وابدلنا امثاله كثر اللهم وارزقنا الجنة اللهم امين
انا لله وانا اليه راجعون .

الحمد لله قضائه ونسأله للإمام العلامة الرحمة والمغفرة ورفيع الدرجات ورفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
كم كان في خسوف القمر ليلة البارحة من عضة فخسف القمر في السماء وودعت الأرض بدرها هذا المساء عالم السنة وقامع البدعة منارا من مناراتها بحر في علمه حبر في فهمه نصير للحق ظهير على البدع فمتى تنجب الأرحام علما كابن عثيمين بل متى تجد الأمة في تلاميذه من هو أهل لخلافته في حلق العلم ونصرة الحق والذود عن حياض السنة بل متى نجد العالم الذي نطمئن لاجتهاده وفتواه تلك والله الرزية الكبرى والفجيعة العظمى
ألا لا نامت أعين المبتدعين ولا قرت عيون الفسقة والمضلين ولئن رزأت الأمة في روح وجسد وشخص ابن عثيمين فإن في تركته فقها وعقيدة وعلما لن تبرح تنهل منه الدهور تلو الدهور

وإلى من سرهم موته نقول : مات ابن تيمية وما مات علمه ولا تراثه وبقي غصة في حلوق المبتدعة واليوم يفارقنا إمامنا ولكن علمه باق فينا يبين لنا كتاب ربنا وسنة نبينا دون زيغ أو اتباع هوى وغدا نلتقي بين يدي رب عدل لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك والحمد لله على قضائه ورحمة الله عليك يا سماحة الوالد الإمام

رحمه الله وجميع المسلمين

حارب البدع وأحرق الخرفات وابان السنن وجاهد وصارع المرض نحسبه كذلك والله حسيبه

كذا الدنيا نزول وارتحال

رحمة الله عليه وعلى المسلمين والمسلمات جميعا وغفر الله لنا وله.

رحمه الله رحمة واسعة .. وعوّض الأمة بعده خيرا .