![]() |
صحبة الدب
صحبة الدب
يحكى أن رجلا كان يقتني دبا ، يسترزق من خلال صحبته ، ويطعمه ويقيم عنده ، وكان الدب وفيا للرجل ، لدرجة مذهلة . وفي أحد الأيام الحارة استظل الرجل تحت شجرة أثناء سيره مع الدب ، فحطت ذبابة على وجه صاحبه ، فخشي أن توقظه بإزعاجها ، فحمل قلعة وضرب بها الذبابة فقضى على صاحبه بالموت .. أتأمل أحيانا تلك الحكاية ، و ألتفت يمينا وشمالا ، فأرى أن هذا النموذج من الوفاء ، قد تغلغل في نفوس أبناء عروبتنا ، لدرجة صرت أعتقد أن منشأنا من سيبيريا .. حيث لا دببة عندنا ، فكيف لتلك الحكاية أن تؤثر بسلوكنا كل هذا التأثير ؟ تصوروا أن أحدا أطلق على ولده ثمانية رصاصات بحجة أنه لا يتغطى في نومه جيدا ، ويخشى عليه من البرد ! وان كان الدب قد رأى الذبابة بأم عينيه ، فان المتأثرين بسلوكه قد تخطوا وفاءه بدرجات ، فهو رأى وتصرف ، وهذا يجعله معذورا ، لكن نماذجنا تستشعر عن بعد فقبل أن تحط الذبابة ، يرشون مواقعها بمبيدات تقتل الحياة على عمق أمتار ! فسن القوانين المقيدة للحريات ، وملاحقة من يهمس ، و تضييق الخناق عليه وعلى أولاده ، حيث يحرمون من بعثات دراسية أو يصار الى تعيينهم بأماكن بعيدة ، من باب رفع العتب .. كل ذلك حتى لا يظهر أثرهم ولو بعد حين .. هل رأيتم كيف أننا نتفوق حتى على الأساطير بالمبالغة بالحرص ؟ وصحبتنا مع حكامنا فاقت صحبة الدب ؟ إنهم يحرصون علينا من خطر أنفسنا .. نعم ! |
لا تلتفت يمينا ولا شمالا اخي الكريم
ولا داعي لتنبش الاصل ان كان من سيبيريا ام من اي غابات الارض ؟؟ فالاصل في العقول ومن العقول والمسالة مسالة الحمق الذي قال فيه بعض من نظم الشعر نقلا عن سيدنا المسيح عليه السلام قال : عالجت كل اكمهْ ........ وأبرصٍ مشــــوّه لكنني لم أطــــقِ ........ قطّ علاجَ الأحمقِ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.