أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   اخترت لكم.. (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=5304)

تسنيم 17-08-2000 12:45 AM

اخترت لكم..
 
مأساة ملتزمة..

تلك الطفلة.. ربت ونشأت.. لكن في غابة الهموم والأحزان.. وبعد حين من الزمان.. أتى الفرج بإذن الله بأن قيض لها من سيخرجها من هذه الغابة بلا إله إلا الله.. فخرجت إلى بستان الإلتزام.. خرجت.. طفلة.. بريئة.. قد برمجت البراءة في عينيها.. ونسجت فوق محياها..

خرجت.. تبحث عن الثناء الذي يرفع معنويات خبت مع مرور الزمان.. فقد أخذت سباع اليأس تنهش منها ما تنهش.. وثعابين الأسى.. تجرعها من السم غصصاً.. وأسدل ليل الغموض عليها ستاره.. فأنيسها غصن شوك.. يفتق جروح الماضي البئيس.. الكئيب المرير.. لونت حياتها.. بدماء الحيرة.. من جرحها النزيف.. فما زالت تتساءل.. وتتساءل.. وكل سؤال يقطع جزء منها.. ليدفنه في أرض الصمت.. خرجت على هيئة البريئة.. المشوهة..

بدت وأحزان العمر تغمرها.. ظهرت.. وقد ذاقت من البؤس ألواناً.. وتجرعت من العلقم كيزاناً.. بعد رغد العيش.. طفلة.. في السابعة عشرة من عمرها..

أخذت تبحث عن جمالها.. تبحث عن الرعايةوالإهتمام.. تنشد حناناً في مستنقع اللا موجود.. ترنو إلى الأنشودة العذبة المعطرة بعطر الرحمة.. تبحث عن الصدر الرحيم.. عن الحضن الدفئ بعد برد قارس.. جمد الحنان والعطف.. متى التصق بعظامها.. فبدت بيضاء.. فتت العظام.. وبنى من العظام سحن التأبيد المؤقت.. هدم جبال راسيات شامخات من الشخصية الفطرية..

وبعد أن أتى نار الإلتزام بدفئه.. أذاب الثلوج التي كستها.. وأبدلها بلباس التقوى.. لكنها طفلة في السابعة عشرة من عمرها..

بعد أن انحلت من قيودها.. وتحررت من وحشية السباع الثعابين.. بين أشجار الوحدة في تلك الظلمة.. إلى لا إله إلا الله..

تلك الطفلة الكبيرة.. البريئة.. تريد أن تجدد الماضي في الحاضر السعيد..في روضة الإلتزام.. تريد البوح.. بأشجان ما زالت تبحث عمن يزيل الغبار عنها.. فقد غشاها طول الزمان.. بعواصف الأحزان.. ومن يذيب دموع الثلج من قسوة الحرمان!؟

دموع من ثلج.. وآهات إعصارية.. آه.. على تلك الطفلة..

تريد أن تريكم جروحها.. ليقبلها بحنان من يشعر بها.. ويقول.. لا بأس.. لا بأس حبيبتي.. وهو لا يعلم أنه بهذه الكليمات.. أنقذ غريقاً.. في بحر اليأس.. من دموعه.. وجدت أن سن السابعة عشر.. لم يكن صالحاً لتتجدد فيه الكفولة.. المفقودة.. فبكل حنان القسوة.. تأد تلك الطفلة بداخلها..

فهي لا تقوى أن تقتلها.. فكيف بربك.. أن تقتل نفسها التي بين جنبيها..؟!

أصبحت تعيش صراع حاد مع نفسها.. تأدها أو لا تأدها.. ولكن الزمان والمجتمع.. يفرضان عليها ذلك.. ألآن.. نفتش عمن يحتضنها بدفء.. ويمسح دمعة حارقة حفرت خدوداً على وجنتيها الحمراء.. البريئة..

ويمسح رأسها ويقول: جميل.. ويراها بلبسها الجديد.. فيبادر.. أنيقة.. وحينما تعمل عملاً صالحاً.. يطرب لها ويقول: بارك الله فيك..

تبحث.. ولكن قد فات وقت البحث.. وهي في وقت بدل ضائع..

فيا طفلتي البريئة.. يا جميلتي.. يا عمري الماضي السليب.. الجريح.. الصامت.. الذي يتلفظ بحروف لا يفهمها إلا من يجد صداها في قلبه..

. أحزان وأشجان أفراح وأتراح..

بسمات باكية.. وشفاه صامتة.. وحروف الحزن الناطقة.. قد تآكلت من سوس الصمت الحزين..

فأوكلت الإفصاح إلى وجهها الذي رسمت عليه معالم حياتها.. وتاريخ نشأة الهموم.. فقسمات وجهها بينت ما لم يستطيع إيضاحه اللسان..

تتجلى فيه كل معاني الأمل السليب.. البريء..

من الجبين فالوجنتين إلى أخمص القدمين..

كل ينطق "بريء" حزين.. فرح.. يأس.. أمل.. في هذه الدنيا..

صراع ونضال.. عيون بريئة.. لا تعلم لم كل هذا.. نعم.. براءة.. وسؤال يتردد بين الفينة والفينة..

لم كل هذا..؟!

آه عليك يا طفلتي.. قد حان أجلك..

فاستعدي..

سمية بنت محمد
أم عمار
______________
تم نقل الموضوع من موقعاً آخر.

محمود درويش 17-08-2000 01:54 AM

الأخت تسنيم
بعد قراءتنا للموضوع واستمتاعنا بهذه المأساة التي قد تعودنا عليها
كانت المأساة الأكبر
أن الموضوع ليس موضوعك وأنه منقول
أليس من الأفضل
يا أختي أن تكتبي من بنيات أفكارك بدلا من ارهاقنا بمواضيع تضيع وقتنا
أو على الأقل ذكر ان الموضوع منقول في بداية الكلام
ولا يعني ذلك اننا نريد ازعاجك او ان نقلل من شأن وأهمية الموضوع
ولكن نفضل ان نتعرف على ابداعك الخاص
مهما كان مستواه
فهو الأفضل بالتأكيد
حياك الله وأبقاك ذخرا لهذه الأمة
والحرية للجميع
أخوك محمود درويش

تسنيم 17-08-2000 02:33 AM


الاخ محمود درويش.
في البداية اعتذر لما سببته لك من ارهاق وضياع لوقتك الثمين ، ولكن توقعت ان هذا الموضوع هام ويمس بعض افراد مجتمعاتنا نساء ورجال خاصة لمن من الله عليهم بالهداية ومعاناتهم لغربة بين ذويهم ، وقد اعتقدت ان الكاتبة ابدعت في الموضوع وربما لااتمكن من ذلك لو قمت بكتابته.
اشكرك يا اخي على حسن توجيهك وساكتفي في المستقبل بوضع عنوان الصفحة لمن لديه وقت للاطلاع على مقتطفات من مواقع اخرى.
جزاك الله خيراً.


محمود درويش 17-08-2000 03:32 AM

العزيزة تسنيم
اشكر لك بداية سرعة ردك
واعتذر لك ان صدر مني اي كلام فهم على انه تجريح
ولا اريد ان تخبرينا بعنوان الصفحة

ولكن اريد ان اقرا وارى ابداعا يمثل لغتك الخاصة
في تلخيص الاشياء ونقلها الينا بعاطفتك ومؤثراتك
والتي سأراهن عليها في المستقبل
والحرية للحميع
محمود درويش

YARA 17-08-2000 09:44 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أستغرب ردود الاخ كلما قرأ موضوع نقلته تنسيم
أولا: لا أعتقد أنه ممنوع على أي كان نقل أي موضوع
طالما إلتزم كاتبه أ, ناقله بأدب الحوار .
ثانيا: أستغرب نقدك أيها الاخ الكريم لسببين
الاول انك عبت عليها أنها نقلت وهذا ما لم تخفيه هي وذكرته
في البدايه بقولها (اخترت لكم ) وفي النهايه (بذكرها المصدر).
الثاني أنك تنهي كل رد لك بعباره (الحريه للجميع)فأين التطبيق ؟!
ثالثا" وأخيرا" :أرجو ان نقرأ قريبا" أيها الاخ الكريم موضوعا"
بقلمك للاستفاده منه فكل ما كتبته حتى الآن ….ردود .

محمود درويش 17-08-2000 09:57 AM

الاخت يارا :
مالك خاشة فينا شمال .
ارجو مراجعة الخيمة الادبية لتعلمي ان كنت اكتب ابداعات ام لا ..
و لنا وقفة اخرى ان شاء الله .
و الحرية للجميع
محمود درويش

تسنيم 17-08-2000 09:47 PM

.

الأخ محمود درويش
لا عليك يا أخي فلم ادخل هذه الساحات إلا لتبادل الأفكار والثقافات.
نعود إلى موضوعنا وهو النقل والتضمين ؛ كل ما يبنيه الفرد من فكر وثقافة ما هو إلا ثمار لما قرأ ونقل وسمع ،وربما بنقلي لموضوع ما إلى ساحة للحوار يفتح آفاق أوسع للنقاش ورب قارئ لما تم نقله .أوعى : أي اكثر وعياً لخفايا المعاني.
واشكر لك ثناؤك لردي في موضوع آخر ؛ولي وقفة أخرى هنا ، ما أدراك يا أخي ربما كان ذلك الرد الذي أعجبك فكرة قد سمعتها في شريط ولكن لم يحضرني المصدر في ذلك الرد.
وبناء على ما تقدم فقد يعجب المرء فكرة لا يكون أهل للكتابة عنها ولكنه يجدها هنا لا مانع من عرضها لتعم الفائدة .

الأخت يارا جزاك الله خيراً على ردك ؛ وان دل على شيء ليدل على حضور الذهن حتى لمن تعجبه فكرة الاقتباس والنقل.
أشكرك لإشارتك لعبارة الحرية للجميع ؛ ولكن هل الحرية هنا مطلقة ام مقيدة؟ أرجو من الأخ محمود درويش أن يتناولها . بشيء من التفصيل.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.