( دع أفعــالك تتحـــــدّث عنــك بلسان قوي ..! )
 

-

دعوى الإيمان بلا عمل في واقع الناس ،
كدعوى الشجرة أنها تثمر وهي جرداء في فصل الخريف ..
أو كدعوى العاقر أنها حامل في شهرها التاسع ..! وليس معها إلا حمل كاذب ..!
ألا ما أكثر الدعاوى التي تدور بها الألسنة ،
والتي يحتاج كل منها إلى مجموعة بينات وبراهين ..!
( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كَبرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
فتجاوز يا أخي خداع الدعاوى ،
لتقفز إلى دوائر العمل في رحاب الطاعات ،
فيكون لحديث أعمالك أقوى برهان على قوة الإيمان الذي يمور في قلبك ..
وتذكر قول القائل :
وقصائد ( الأعمال ) أبعدها صدى **** وأشدها خطراً وأنبلها فما
وزبدة الكللام :
دع أفعالك تتحدث عنك بأقوى لسان ، وتأمل قوله تعالى :
( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين )
دعا إلى الخير ، وعمل صالحاً ، ثم قال .. فافهم ..
.

-
وصل لما سبق :
-----
قالوا : ما أسهل أن تتكلم ، وما أصعب أن تفعل .!
ويفهم البعض أن معنى ذلك أن لا يتكلم بخير حتى يفعله ويطبقه ..!
وهذا وهم وخطأ ..
لابد أن نتكلم بما نعرف من حق وخير ونلفت الأنظار إليه ، وإن كنا مقصرين ..
وفي الوقت نفسه نجاهد أنفسنا على أن نلتزم ..
وذكر علماؤنا أن فائدة الإصرار المتواصل على هذا ،
سيولد في النفس إيحاء ذاتي _ ولو بعد حين _ فينتفع بما يقوله إن شاء الله
أما ترك النصيحة بدعوى عدم التطبيق ،فقد قالوا:
أن هذا يرتكب مخالفتين : الأولى ترك العمل ، والثانية : عدم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر
ثم إن ترك القول _ بالإضافة إلى ترك العمل _ ذلك قرة عين إبليس ..!
للأسف كثيرون لا يفطنون لذلك ، فوجب التذكير ..
.