أربعون وزير في كردستان !
أربعون وزير في كردستان !
هناك من يقول أن عدد الأكراد في العراق يصل الى أربعة ملايين وهناك من يقول إنهم بالكاد يصلون الى مليونين .. ولنفرض أنهم خمسة ملايين ، فليس هذا بتلك الأهمية الآن .. خصوصا إذا عرفنا أن أكثرية الأكراد في العراق قد انخرطوا في عراقيتهم منذ زمن يزيد عن ألف عام .. فتزاوجهم بالغير من العراقيين غير الأكراد ، وتشاركهم في مصالح اقتصادية ، وسكنهم في مناطق مختلفة من القطر العراقي ، وحتى في الأقطار العربية المجاورة ، جعل من الصعب على أي متسامح أن يميزهم عن أخوتهم في المواطنة .. بل قد نزيد على ذلك ، بأن هموم الأمة التي يكونون جزءا من نسيجها ، يشغلهم منذ أيام العباسيين إن لم نقل قبل الإسلام .. فقد ظهر منهم مبادرين في استمرار لتصدر هموم الأمة دون تقديم كرديتهم على الأمة التي تعايشوا معها عبر الزمان القديم .. بل لقد ظهر منهم في العصر الحديث فلاسفة إسلاميون وشيوعيون و قوميون ( عرب ) .. مما يؤكد تنحي همهم الخاص عن الهموم العامة في أولويات تفكيرهم العام ..شأنهم في ذلك شأن الكثير من أبناء العراق غير العرب .. عندما يخترع قادة الأكراد الذين طفوا على السطح في زمن عولمة الخيانة ، مناصب لأربعين وزيرا ، فيقولوا وزير الداخلية ووزير الشؤون الداخلية ، وزير البيشمركا ووزير شؤون البيشمركا .. وغير ذلك من ثنائيات ستوضع لهم في موسوعة (جينيس ) للأرقام القياسية .. عندما يحدث ذلك فان هناك حقيقة مرة في واقع الأكراد لم يتعرف عليها من لا يحسن الإطلاع .. وهذه الحقيقة تفضح ما يلي من حقائق غابت عن الكثير : 1 ـ إن الأكراد في العراق ، ليسوا جماعة طبيعية متجانسة ، بل هم عروق مختلفة عاشت في منطقة ، ولم تشفع لهم وحدة المكان ليكونوا جماعة متجانسة ، ومن يطلع على لهجاتهم فسيكتشف ذلك بسهولة ، حيث اختلاف لهجة ( الهركية) والذين يعتبروا أكبر تجمع من بين الأكراد ، ولكن الصورانيين والزيباريين ينظرون لهم كجماعة بدوية متخلفة ، فلا يدرجون زعاماتها لينالوا نصيبهم من القسمة كما يحدث للآخرين .. وهناك منهم من يتبع لمذاهب دينية مختلفة ، ومع ذلك في التعداد يحسب مع الأكراد ك ( الشبك والفيلية والجرجر والفليحي واليزيديين ) .. 2 ـ هناك حالات انكماش لمجموعات سكانية ، تكون دائرة علاقات ساكنيها لا تتجاوز الأربعين كيلو مترا ، مثل مناطق ( تليارة ، وباريمة ، وأبو جربوعة ، والدراويش ، و أورطة خراب وما حولهم ) .. ودوائر مثل (الشيخان و أبو بكر العدوي وما حولهما) ودائرة مثل سنجار وما حولها ، ودائرة مثل بروالي بالا وما حولها ، ودائرة مثل ( برطلة و بعشيقة والفاضلية وما حولها ) ، ودائرة مثل تلعفر وما حولها .. الخ ذلك من الدوائر والتي يحسبها الأكراد ضمن إقليمهم ، ولكنها وحدات كأنها جزر منفصلة عن بعض ، وولاء الكثير من تلك الدوائر ، للدولة العراقية كان باستمرار يفوق حتى ولاء المناطق المحسوبة على أنها موالية ! 3 ـ إن القوة الزائفة للمجموعات التي طفت على السطح منذ حصار العراق ، ليس دالة على حالة الرضا والانسجام بين المجموعات الطافية على السطح ، وكلنا يتذكر كيف استعانت مجموعة مسعود البرزاني بالجيش العراقي في حربها مع مجموعة الطالباني .. ولم تأخذ مسألة اجتياح إقليم كردستان الا عدة ساعات ، وكلنا شاهدنا كيف أن أهل (حلبجة ) التي صدعوا بها رؤوس العالم بفرية الأسلحة الكيميائية ، كيف خرجوا عن صمتهم قبل أسابيع ، ليبصقوا في وجه من تسول على قضيتهم الأكذوبة ، في حين يعانوا شأنهم شأن باقي العراقيين من الإهمال وقطع الكهرباء و تفشي البطالة ! 4 ـ إن المجموعات التي طفت على السطح في إقليم كردستان ، شأنها شأن البثور التي انتشرت على وجه العراق في كل مكان ، مجموعات من اللصوص والخونة ، سرعان ما يظهر خلاف أعضائها في اقتسام ما يسرقون . فتطول عملية تشكيل الوزارة خمسة شهور .. وتستحدث عشرات المناصب للترضية وتسكيت من يتبرم .. 5 ـ إن الكيفية التي وحدت صهاينة العالم ، حتى ظهروا وكأنهم أمة أو جماعة حقيقية ، وهم في الحقيقة جماعة مصطنعة ، يتشابه الأداء فيما بين أعضائها من التعاطي بكل ما هو مؤذي ومخل بالشرف .. فإن الجماعات التي انتشرت في عموم العراق بعد الاحتلال ، تتشابه في كونها مجموعة من الهمل الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية .. فمن هنا فإن الإشراف على عمل تلك المجموعات المنتشرة في العراق ، على صلة مع مجموعات الصهاينة العالمية .. ولكنهم لن يستطيعوا التوفيق بين لصوص العراق حتى لو جعلوا في كل قرية أربعمائة وزير ! |
شكرا على هذا الموضوع أخي ابن حوران
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.