أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   فلسطين بين قفطان الأممية ونعال القطرية (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=53759)

ابن حوران 12-05-2006 06:18 AM

فلسطين بين قفطان الأممية ونعال القطرية
 
فلسطين بين قفطان الأممية ونعال القطرية

بليت فلسطين بلونين من المفاهيم التي تحدد العمل إزائها ، مفهوم الأممية ومفهوم القطرية .. فالأممية لها جناحان جناح مفرط بالإلحاد وجناح مفرط في الإيمان .. أما القطرية ، فهي الشماعة التي يعلق عليها المتخاذلون عجزهم ، عندما يقولون لمن يستنهض هممهم : ( يا رجل هل أنت ملكي أكثر من الملك ، فطالما أن أهل فلسطين يريدون كذا .. فما بالك أنت لا يعجبك العجب ! )

لو رمينا فكرة القومية جانبا ، و اعتبرناها أنها أكذوبة وخزعبلات كما يحلو للبعض من الطرفين الأممي و القطري تسميتها .. فإننا نجد أن فلسطين على مر التاريخ كانت بمثابة نبات عباد الشمس في الحقل ، فإذا ذوي عباد الشمس ، عرف العارفون أن الحقل يحتاج الى ري .. و كذلك كانت ولا تزال فلسطين ، فهي المؤشر العام للدلالة على صحة المحيط الجغرافي التي تتوسطه !

عندما أراد البابليون أن يمتحنوا قوتهم احتلوا فلسطين ، وسبوا اليهود منها ، وعندما أراد الفرس أن يزهوا بقوتهم اجتاحوا المنطقة وتجلت قوتهم باحتلال فلسطين ، و أعاد ( كورش الفارسي ) اليهود الذين سباهم ( نبوخذ نصر) ..

وهذا حصل مع اليونانيين والرومان والمسلمين والصليبيين وحتى وصل الى الإمبرياليين والصهاينة في العهد الراهن ..

من أولى بفلسطين لأن يدافع عنها ؟ .. أهلها بمحدودية عددهم وجغرافيتهم ، أم أهلها الذين كانت نشأتهم مرتبطة بالمنطقة المحيطة منذ أيام الكنعانيين و اليبوسيين الى الهجرات المتتالية التي امتزجت بدم شعب فلسطين فرسخت قربى المكان والزمان والعقيدة .. أم تدول قضيتها وتؤمم بحيث تطرح قضاياها بمشاعية لا تبان الرؤية من خلالها واضحة !

لقد تصاعدت المفاهيم الأممية منذ انحلال الدولة العثمانية ، وبروز دور الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى عالمية .. فأصبح البكاء على المجد الخلافي والترحم على موقف عبد الحميد الثاني الرافض لتوطين اليهود في فلسطين ، ملاذا للمتقاعسين ذوي النهج الإسلامي السياسي ، والتقوا بذلك مع الشيوعيين في تعويم النظرة إذ رهنت الدعوة لتحرير فلسطين عند الشيوعيين العرب بموقف الاتحاد السوفييتي الباحث عن مصالحه ، والناظر الى الصهيونية كحالة أفضل أو أقل سوءا من المشاريع العروبية التي كانت تتلمس طريق وجودها مع مواقف الغرب المخادعة ..

لقد استثمر الغرب الإمبريالي مواقف الأمميين ، استثمارا لئيما ، ورافق هذا الاستثمار ، سعي الصهاينة لربط مشروعهم بالمشروع الإمبريالي الغربي .. فتعمقت أزمة فلسطين وأهلها ..

وما كان أمام أهل فلسطين إلا أن يعتمدوا على أنفسهم ، ويوقفوا رجاءهم من أقرباءهم في العرق والدين .. ووجد هذا النزوع المشروع والوجيه ، من يستثمره ، حتى جاءت قرارات مؤتمر الرباط عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني ..

وتصاعدت استثمارات الغرب لتلك الناحية ، بين يأس فلسطيني من أخوة عربية غير نافعة ، وموقف عربي مبتهج للخلاص من الالتزام الأدبي تجاه قضية فلسطين .. حتى تجسدت مشيئة الغرب في مؤتمر مدريد 1991 في تفكيك الوفود العربية ، للإمعان في تقطير ( جعل قضية فلسطين قطرية ) ..

واليوم بعد أن تدرب العرب على نفض قضية فلسطين عن كاهلهم ، لم يكتفوا بهذا فحسب بل أصبحوا صدى للصوت الغربي ، أو حتى أصبحوا عازفين في أوركسترا الغرب فيما يخص فلسطين ..

وبقيت أصوات الأمميين ( اليساريين و الإسلاميين ) تذكر على استحياء وجهة نظرها ، لكن دون فائدة تذكر في منفعة أهلنا في فلسطين ..

حتى كدنا التسليم بأن فلسطين اقتربت من الضياع بين قفطان الأممية و نعال القطرية !


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.