أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حكم تارك الصلاة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=5496)

سلوى 25-08-2001 07:13 AM

حكم تارك الصلاة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، فقال الإمام أحمد بن حنبل: "تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة، يقتل إذا لم يتب ويصل".

وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي: "فاسق ولا يكفر".ثم اختلفوا فقال مالك والشافعي: "يقتل حداً..". وقال أبو حنيفة: "يعزز ولا يقتل
وإذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع، فالواجب ردها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لقوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} (الشورى:10)، وقوله: {فإن تنازعتم في شيء،فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويل} (النساء:59).

ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر، لأن كل واحد يرى الصواب معه، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل عل كفر تارك الصلاة، الكفر الأكبر المخرج عن الملة.

قال تعالى في سورة التوبة: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} (التوبة:11).

وقال في سورة مريم: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً} (مريم:59،60).

ووجه الدلالة من الآية الأولى، آية سورة التوبة، أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين، ثلاثة شروط:

· أن يتوبوا من الشرك.

· أن يقيموا الصلاة.

· أن يؤتوا الزكاة.

فإن تابوا من الشرك، ولم يقيموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا.

وإن أقاموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا.

والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية، فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر.

ألا ترى إلى قوله تعالى: في آية القصاص من القتل: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} (البقرة:178)، فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول، مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر، لقول الله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} (النساء:93).

ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} إلى قوله: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} (الحجرات:9،10)
، فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة والطائفتين المقتتلتين، مع أن قتال المؤمن من الكفر، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر]. لكنه كفر لا يخرج من الملة، إذ لو كان مخرجا من الملة، ما بقيت الأخوة الإيمانية معه. الآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال.
وبهذا علم أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة، إذ لو كان فسقا أو كفرا دون كفر، ما انتفت الأخوة الدينية به، كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله.
__________________________________________
من كتاب حكم تارك الصلاة
للشيخ ابن عثيمين رحمة الله

أبو عاصم 25-08-2001 10:27 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .. وجعل هذا الموضوع المهم في ميزان حسناتكم ...


ورحم الله علمائنا وحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفياً ..

أخوكم / أبو عاصم

عبد الله الصادق 25-08-2001 01:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الواقع أختي الكريمة أن هذه المسألة ليس فيها تنازع بين العلماء، إنما حصل فيها خلاف..

وما عليه جمهور الفقهاء هو عدم تكفير تارك الصلاة كسلاً (أي التكفير المخرج من الملة) لوجود الدليل على ذلك من القرآن الكريم والحديث الصحيح..

وقد رأى الإمام أحمد تكفير تارك الصلاة لحديث مسلم: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة"

إلا أن سائر الفقهاء والمفسّرين حملوا ذلك على إعظام ذلك الذنب.. وذهب بعض الحنابلة إلى القول بأنه كفر دون كفر أي ليس بخروج من الملة..

ولا نزاع بين العلماء ولا خلاف على أن تارك الصلاة ذنبه كبير جدًا يكاد يكون كفرًا والعياذ بالله بل ومن شؤمه أنه يقود الإنسان إلى الكفر الذي يؤدي إلى الخلود الأبدي في نار جهنم والعياذ بالله..

ولا خلاف بينهم على أن تارك الصلاة جحودًا (أي منكرًا لفرضيتها) هو كافر خارج من الملة لإنكاره أحد أركان الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة..

والله تعالى يقول: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".

ثم نجد الإمام المبجل أحمد بن حنبل رضي الله عنه يروي حديثًا صحيحًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد أن يدخله الجنة إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة"

فمن قوله صلى الله عليه وسلّم "وإن شاء أدخله الجنة" فهمنا أن تارك الصلوات الخمس إن تحت خطر المشيئة أي إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بلا عذاب وهذا لا يكون للكافر.. فتبين بذلك قول الجمهور بأن تارك الصلاة كسلاً ليس بكافر كفرًا ينقل من الملة..


ومن المعلوم عندنا (أي أهل السنة والجماعة) بأننا لا نكفّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلّه..

ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه..

وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحّدون وإن لم يكونوا تائبين..

والله تعالى أعلم وأحكم

بنت الدنيا 25-08-2001 02:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله
اختي سلوى
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

مشهور 25-08-2001 03:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الصادق
جزاك الله خيرًا على هذا البيان

سلوى 25-08-2001 05:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اخوتي واخواتي
اخي في الله عبد الله قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله
فإن كثيراً من المسلمين اليوم تهاونوا بالصلاة، وأضاعوها حتى تركها بعضهم تركاً مطلقاً تهاوناً.

ولما كانت هذه المسألة من المسائل العظيمة الكبرى التي ابتلى بها الناس اليوم، واختلف فيها علماء الأمة، وأئمتها، قديماً وحديثاً
فيجب التوضيح فيها
قال الله تعالىسورة مريم: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً} (مريم:59،60).فوجه الدلالة أن الله قال: في المضيعين للصلاة، المتبعين للشهوات: {إلا من تاب وآمن} فدل، على أنهم حين إضاعتهم للصلاة، واتباع الشهوات غير مؤمنين.
وقال صلى الله عليه وسلم: [إن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة]. (رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر]. (رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).
والمراد بالكفر هنا، الكفر المخرج عن الملة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين، ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام، فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين.

وفي صحيح مسلم، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع]. قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: [لا ما صلوا].

وفي صحيح مسلم أيضا، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم]. قيل: يا رسول الله: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: [لا ما أقاموا فيكم الصلاة].

ففي هذين الحديثين الأخيرين، دليل على منابذة الولاة، وقتالهم بالسيف، إذا لم يقيموا الصلاة، ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم، إلا إذا أتوا كفرا صريحا، عندنا فيه برهان من الله تعالى، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: [دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا، ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله]. قال: [إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله فيه برهان] (متفق عليه).وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم، منابذتهم وقتالهم بالسيف كفرا بواحاً عندنا فيه من الله برهان.

فإن قال قائل: (ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحدا لوجوبها؟!).

قلنا: (لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين:

الأول: إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به.

فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود.

ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة، دون الإقرار بوجوبها لم يقل الله تعالى: فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة. أو العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة، فمن جحد وجوبها فقد كفر.

ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن الكريم، قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} (النحل:89).

وقال تعالى مخاطبا نبيه: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}. (النحل:44).

الثاني: اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطا للحكم:

فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك.

فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط، وأركان، وواجبات، ومستحبات، لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافرا مع أنه لم يتركها.

فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها غير صحيح، وأن الحق أن تارك الصلاة كافرا كفرا مخرجا عن الملة، كما جاء ذلك صريحا فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال : أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تشركوا بالله شيئا، ولا تتركوا الصلاة عمدا، فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة].

فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هو عمود الدين والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها. وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيمانا مع التارك.
وصلى الله على نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين
___________________________________________
حكم تارك الصلاة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين رحمة الله

[ 25-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: سلوى ]

أبو عاصم 26-08-2001 11:11 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة على هذا التوضيح والبيان .. وهذا الدفاع عن إمام العصر وفقيهه العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ... والله أسأل أن ينفع بكِ الإسلام والمسلمين وأن يجعل هذا الجهد في موازين حسناتكِ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ... آمين


أخوكم أبو عاصم

سلوى 26-08-2001 11:29 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولك مثله اخي في الله ابا عاصم ونسأل الله ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وأسال الله لك اعلى مراتب الجنان
رحم الله علمائنا ومشايخنا ونفعنا الله بعلمهم
وحشرنا الله مع نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ومع صحابته الكرام وعلمائنا الافاضل
اللهم آمين

mohamed_c 26-08-2001 11:32 AM

;) بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه وبعد: نقول هذه مسألة خلافية تكلم فيها الفقهاء ومذهب الجمهور هو ما ذهب إليه الأخ عبد الله لذلك نحن نحترم الإمام أحمد والأئمة الذين أخذوا بقول التكفير القطعي لكننا نجد في نفس الوقت أن ترك ذلك أسلم لأن تكفير المسلمين ليس بالأمر الهيّن لهذا نرى أن حكم تارك الصلاة أنه عاصٍ ومذنب ذنبًا كبيرًا قارب الكفر (نعوذ بالله)
ولا نشك في أن تاركها منكرًا لوجوبها كافر بالله
والسلام عليكم.

البكري 26-08-2001 11:52 AM

السلام عليكم
الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، وللعلماء في مسألة ترك الصلاة أقوال مفصلة في كتب الفقه.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.