أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رد على منكر عذاب القبر (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=5582)

بهاء الدين 02-03-2001 07:12 PM

رد على منكر عذاب القبر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأشرف المرسلين وبعد:ـ
فعذاب القبر ثابت في القرءان والحديث وإجماع الأمة ومن رده فهو ضال مُضل لا بد من ردعه والتحذير منه .

يقول الله تعالى في القرءان الكريم :{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } روى ابن حبان في صحيحه أن الرسول فسرها بعذاب القبر .
وقوله تعالى :{ وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }. قال القرطبي في الجامع ( 8/ 163) قوله تعالى :{ سنعذبهم مرتين } قال ابن عباس: بالأمراض في الدنيا . وقيل العذاب الأول الفضيحة باطلاع النبي عليه على ما يأتي بيانه في المنافقين والعذاب الثاني عذاب القبر . وقال الحسن وقتاده: عذاب الدنيا وعذاب القبر وأما قول بعض الناس بأنه لا يوجد عذاب قبر بدليل الآية :{ وقالوا ربنا ءامتنا اثنتين وأحينا اثنتين } الآية ، فقالوا لو كان هناك عذاب قبر لصار هناك حياة ثالثة وهذا ضد القرءان فهذا قول بلا دليل لأن هذه الآية وأية :{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } لا دخول للحياة البرزخية فيهما إنما هاتان الحياتان الأولى بدخول الروح في الجسد وعروجه ومعيشته في الدنيا ثم الحياة التي بعد الموت يوم يبعث الله من في القبور والميتتان هما الأولى لما كانوا نطفاً لا روح فيها والميتة الثانية بإخراج الروح من الجسد فلا دخول للحياة البرزخية. أما الدليل عليها فهي قوله عليه الصلاة والسلام لما أسري به ورأيت موسى قائماً يصلي في قبره معناه حيٌ هذا رواه مسلم . الحديث. وكذلك قوله تعالى في القرءان في سورة غافر:{ النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب } قال الفخر الرازي في تفسيره (9/ 521): اجتمع أصحابنا في هذه الآية على إثبات عذاب القبر قالوا الآية عرض النار عليهم غدواً وعشياً وليس المراد منه يوم القيامة لأنه قال:{ ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب }. وليس المراد منه أيضاً الدنيا لأن عرض النار عليهم غدواً وعشياً ما كان حاصلاً في الدنيا فثبت هذا العرض إنما حصل بعد الموت وقبل القيامة وذلك يدل على عذاب القبر .
وكذلك ثبت في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي مر على قبرين فقال:" إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم قال: بلا ، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرأ من بوله ثم أخذ عوداً رطباً فكسره باثنين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ".

وفي صحيح البخاري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ". وفي صحيح البخاري أيضاً والنسائي في كتاب السهو عن مسروق عن عائشة أنها سألت النبي عن عذاب القبر قال:" نعم عذاب القبر حق " قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر فإذاً حديث عذاب القبر متواتر والمتواتر ما رواه جمع عن جمع يستحيل عادة تواطئهم على الكذب . فقد قال أبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي في كتابه لفظ اللالىء المتناثره في الأحاديث المتواترة (ص/213): الحديث الثالث والستون سؤال الميت في القبر .
وقال الكتاني أيضاً في نفس المرجع (ص/ 133). وقال القلشاني في شرح الرسالة: بلغت الأخبار في فتنة القبر وعذابه مبلغ التواتر وكذلك في …. في شرح مسلم في الكلام على أحاديث الاستعاذة من عذاب القبر عن شارح الإرشاد أنه تواتر كل من فتنة القبر وعذابه، وأجمع عليها أهل الحق .
وقال أبو المضفر الاسفراييني في كتاب التبصير في الدين (ص/108) وقد ورد في إحياء الموتى في القبور ملا يحصى من الآي والأخبار والآثار حتى لا يوجد موافق ولا مخالف إلا هو يقرأ في التشهد ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وقنا برحمتك عذاب القبر وعذاب النار . فكذلك عذاب القبر متواتر والمتواتر أقوى الصحيح . وقد نقل الحافظ عبد القاهر بن طاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق( ص/ 348) الإجماع على وجود عذاب القبر وقال:" وقطعوا أن المنكرين لعذاب القبر يعذبون في قبورهم ".

فبعد هذا البيان من أنكر عذاب القبر فقد كذب القرءان والحديث المتواتر والإجماع فيكون كافر إن مات على ذلك سيعذب في قبره وفي جهنم إلى ما لا نهاية له .

نسأل الله الثبات والسلامة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وءاله وصحبه الطيبين الطاهرين .




Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.