الأب الحاضر الغائب ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد !**(-"-_؟؟..!!..< الحاضر الغائب >..!!..؟؟_-"-)**! عاد الأب من عمله كعادته متوترا ليجد ابنه ذا السنوات الست ينتظره عند الباب . _ أبي , هل يمكن أن أسألك سؤالا ؟ _ بالتأكيد , ما هو سؤالك ؟ _ أبي , كم تتقاضى على عملك في الساعة ؟ أجاب الأب بانزعاج : _ ولماذا تسأل هذا السؤال ؟ قال الابن متوسلا : _ فقط أريد أن أعرف , أرجوك أخبرني كم تتقاضى في الساعة ؟ _ حسنا أنا أتقاضى مائة ريال في الساعة . أطرق الابن وبدأ يحسب بأصابعه , ثم نظر إلى أبيه وقال : _ أبي ... أريد أن تسلفني خمسين ريالا . انفجر الأب غاضبا : _ إذا كنت تريد أن تشتري لعبة أو أشياء تافهة , فاطلب ذلك مباشرة ولا تضع وقتي بأسئلتك السخيفة , هيا انصرف عن وجهي , فأنا أكدح الساعات الطوال من أجلك , ولا وقت لدي لمثل هذه الترهات. اتجه الطفل إلى غرفته بهدوء وأغلق الباب . بعد ساعة .. هدأ الأب وبدأ يعاتب نفسه , وأحس بأنه قسى على ابنه بعض الشيء . فاتجه فورا إلى غرفة ابنه وفتح الباب : _ هل نمت يا بني ؟ _ ليس بعد يا أبي . _ أظن أنني قسوت عليك بعض الشيء , فقد كنت مرهقا من تعب العمل .. هاك الخمسين ريالا . نهض الابن من فوره وهو ينظر إلى النقود ويصيح : _ شكرا لك يا أبي ! ثم دس يده تحت الوسادة ليخرج بعض الأوراق النقدية المكرمشة , ظهر العجب على وجه الأب , وسأل باستغراب : _ إذا كان لديك مال , فلماذا تطلب المزيد ؟ رد الابن ببراءة : _ لأنه لم يكن يكفي , أبي .. لدي الآن مئة ريال , فهل بإمكاني أن أشتري ساعة من وقتك ؟!! مجلة مساء التي تصدرها مجلة الأسرة (( العدد 11 الصفحة 25 مشاركة الأخت علياء منجد_ الظهران بعنوان << الحاضر الغائب >> )) . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.