أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أيام الجَد (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=56428)

rasha 06-08-2006 03:46 PM

أيام الجَد
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائى أتمنى أن تكونوا بخير كما تركتكم, لا أعرف من بقى ممن أعرف هنا ولكن للجميع خالص الود
-------------



كنت صغيرة عندما رحل جَدى . لكنى مازلت أذكر ملامحه وبعض ذكرياتى الطفولية معه. البيت الكبير ذو الحجرات الكثيرة الواسعة والاسقف المرتفعة, كل شىء كبير فى عينىّ طفلة صغيرة, شجيرات الصبار المختلفة الأنواع عند مدخل الشقة وبالشرفة الواسعة حيث ضجيج الشارع ونداء بائع الروبابيكيا فى الصباح الباكر الذى مازلت اذكره جيداً " بيكيـــــــــــا" . أشجار الحديقة الوارفة التى كادت تصل لشرفتنا بالدور الثانى , نبات اللوف المتسلق يحتضن الجدران حتى نهاية المبنى, وأشجار الياسمين تطل بهية فى زهراتها البيضاء الجميلة الرائحة.
ما أجمل أن يكون للإنسان جَد, فهو للطفل لعب وحكايات لا تنتهى .
كانت زياراتنا له فى أجازة نصف العام أو فى أجازة الصيف بعد إنتهاء الامتحانات أجازة حقيقية مليئة بمغامرات الطفولة , فالجَد لا يمل من كثرة الحكايات واللعب. كان يكافأنى أنا وأخى بين وقت وأخر بقطع نقود معدنية جديدة لامعة يحفظها فى علب صغيرة متراصة لنتسابق لبائع الحلوى القريب نشترى منه ما نحب.
كانت حجرته عند أقصى اليسار من مدخل الشقة, كل شىء بها منظم , السرير الخشبى أسفل الشباك ,الدولاب الكبير بجوار السراحة تفصلهما شرفة صغيرة مزروعة بالصبار , المكتب الخشبى الأبيض ذو الأرجل الطويلة الرفيعة وعليه الأوراق وأقلام الكتابة وآيات قرأنية فرغ جدى من كتابتها , وقطع خشبية نشرها بمنشار الاركت ليصنع اباجورة رائعة أو علبة للمنبه أو قطعة فنية تزين حوائط الصالة.
أذكر أنه أول من علمنى قراءة الساعة بأن صنع لىّ ولأخى ساعة خشبية بسيطة من قرص خشبى مثبت عليه عقارب متحركة..
وعند إنتهاء الأجازة و عودتنا لبيتنا لم تكن الخطابات تنقطع بينى وبين جَدى, فهو من حببنى فى الكتابة وإمساك القلم مبكراً, فكنت أكتب له بلُغتى الطفولية وعلى طريقتى كل ما دار من أحداث الاسبوع وأنقل له سلام والدىّ وأخى, ولم يكن يفوته بالطبع أن يرسل لىّ كروت المعايدة فى المناسبات والنجاح.
وكان يوم يزورنا جدى حاملاً معه علبة البسكويت بالشيكولاته عيداً حقيقياً لا ينغص علىّ فيه سوى وقت توديعه لنا ليركب القطار.
فى هذا الوقت كنت صغيرة على إدراك قيمة وجود جَدى فى حياتى, تلك القيمة التى أدركتها الأن وافتقدها بشدة وأندم على أنى لم أختزن مزيداً من ذكرياتى معه.
والأن وقد رحل الجَد وبيع البيت لكن تظل أفضل أيامى هى تلك حيث كان الجد.. والبيت الكبير.

rainbow 07-08-2006 02:04 AM

ما أجمل أن يكون لكل منا هذا الركن الهادىء ... يلجأ إليه من حين لآخر ...

هذا الركن فى ذاكرة كل منا ... يحمل فيه لمحات للأماكن والأشخاص ...

حديقته الخاصة ... لا يستمتع بها كل من رآها من خارج الأسوار ...

فقط أصحابها يعرفون قدرها ... وسحرها ... وروعتها ... وزهورها وعطورها ....

ابن حوران 08-08-2006 06:54 AM

رحم الله جدك وجدنا

و أبقى لك هذه الذكريات الجميلة لتبقي أصالتك متجددة

احترامي و تقديري

rasha 08-08-2006 10:16 AM

rainbow

صدقت أخى الكربم, وتيقى الذكرى لمن يذكر.
دمت بود

rasha 08-08-2006 10:17 AM

ابن حوران

رحمهم الله جميعا واسكنهم فيسح جناته, اللهم اجمعنا بهم على خير.

خالص التقدير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.