أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الأدب مع الله !!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58296)

أبو إيهاب 17-10-2006 03:35 PM

الأدب مع الله !!!
 
من القرآن الكريم فى شهر القرآن الكريم ، نتعلم كيف نتكلم مع الله وكيف نتكلم عن الله سبحانه وتعالى ، وهذه الآية من سورة الحجرات هى العمدة التى نعتمد عليها فى الأدب مع الله سبحانه وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {1}" :::

(1) .. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ {1}

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7} سورة الفاتحة


سورة الفاتحة تعلمنا كيف نطلب من الله ، وندعوه سبحانه وتعالى ، فنبدأ بحمده ، وذكر صفاته الحسنى ، وتذكر الموت ، والتوسل إليه بأعمالنا الصالحة ، إن كانت خالصة لوجهه الكريم . وذلك كما ورد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين احتجزوا فى الغار .

(2) .. وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ {41} سورة ص

(3) .. وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} سورة الأنبياء


وفى هذه الآية الكريمة نرى الأدب مع الله سبحانه من سيدنا أيوب ، فمعلوم أن الله سبحانه وتعالى هو المقدر ولكن سيدنا أيوب كان فى غاية الأدب فنسب الفعل إلى الأداة التى سخرها الله ، وهذا فيه إعتراف ضمنى بالذنب ، لأنه سبحانه لا يسلط الشيطان على أحد إلا بذنب اقترفه .
وكذلك فى الآية الثانية نسب الضر للمجهول ولم ينسبه لقدر الله . فيقول أنت قدرت على كذا .


(4) .. رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ {24} سورة القصص

وهنا منتهى الأدب فى الطلب ، فبدأ سيدنا موسى عليه السلام ، أولا بتأكيد أن الرزق من الله سبحانه وتعالى ، ثم أشفع به طلبه بأنه فقير إليه .

(5) .. وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47} سورة هود

علما بأن الله سبحانه وتعالى سبق أن حذره من أن يسأله عمن سبق عليهم القول ، قائلا .

• وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {37} سورة هود

• فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {27} سورة المؤمنون


وطلب سيدنا نوح عليه السلام فى الآية رقم (47) من سورة هود ، يعلمنا الخطأ فى الطلب من الله سبحانه ، فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، كما أن طلب سيدنا نوح فيه شئ من مراجعة أمر لله ، فقد نبهه سبحانه بألا يسأله عن القوم الظالمين كما ورد فى آية (37) من سورة هود ، وكذلك الآية (27) من سورة المؤمنون . فما دام ابنه هلك ، فهو من الظالمين . وهكذا بين له سبحانه أن سؤاله هذا عمل غير صالح ، ولذلك سارع عليه السلام فى الإستغفار من السؤال .

(6) .. أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً {79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً {80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً {81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82} سورة الكهف

هنا فى آية سورة الكهف نتعلم كيف نتكلم عن الله سبحانه وتعالى ، فسبحانه هو الذى قدر كل شئ وأمر به والخضر ما هو إلا منفذ لأمره ، ولكنه حينما يأتى ليتكلم عن فعل الشر ينسبه لنفسه ، وعندما يتكلم عن فعل الخير ينسبه مباشرة لله سبحانه . فهو الذى عاب السفينة ، وهو الذى قتل الغلام ، وهنا ملحظ هام ، فخرق السفينة عمل عادى ، أما قتل الغلام فهو شئ آخر ، لأنه سبحانه هو الذى "خلق الموت والحياة" ولو انفرد الخضر بنسبة القتل لنفسه دون أن يشير لأمر الله ، فإنه يكون كالنمرود حينما حاجه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فكان لابد من أن يشير إلى أمر الله فيقول " فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً " ... ثم يتبعه " فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً " وذلك لأن هذين الفعلين ليسا فى مقدور عبد ، فهناك غيب اطلع عليه سبحانه وأطلع عليه الخضر ، وهناك إبدال بخير من الصبى وهذا ليس لأحد إلا الله . وأما عن الغلامين فذكر رحمة الله بهما لكى يبلغا أشدهما فيستخرجا كنزهما .

(7) .. قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً {87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً {88} سورة القصص

ويأتى ذو القرنين ليذكر فعله هو أولا بالظالم ثم يتبعه بفعل الله به ، أما فى المحسن فيبدأ بفعل الله ، ثم بفعله هو . وهذا أدب التكلم عن الله .

ما جعلنى أتتبع هذه اللمحات ، موضوع أثارنى كثيرا ظل يتردد فى المنتديات عن إمرأة قالت لسيدنا داوود عليه السلام فى سؤال له "هل ربك عادل ؟؟؟" (ملحوظة : كنت لا أود ذكر السؤال ولكن لابد من ذكره لأنبه عليه لنتقى مثل هذه السقطات) فشعرت بضيق شديد فى صدرى من ذكر هذا السؤال الوقح ، الذى ليس فيه إجلال له سبحانه وتعالى ، وحتى لو فرض جدلا بأن الحادثة صحيحة ، فلا يجوز لنا إجلالا له سبحانه أن نرددها ، وإلا أصبحنا مثل قائلها والعياذ بالله ، وأطلب منكم إذا وجد أحدكم مثل هذه السفاهات فى أى منتدى أن ينبه عليها .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.