عندما يستقبل القلم نسمات الصباح، وينثر عبق كلماته بين الورد والريحان، لِيُكوّن عطرًا يبهج الأنفاس.
فيصدم بأن من يستقبل هذا العطر مصابًا بزكام شديد، وتتساوى لديه جميع الروائح، الطيب والنتن !!.

حينها..تتحطم الأقلام ..

عندما يعانق القلم الأوراق البيضاء ويجرح نفسه ليقطر عليها من دمه، وما إن تلامسها إلا وتحولت إلى ياقوت أحمر.
ولكن إذا كان مصيرها إلى سلة المهملات !!.

فحينها..تتحطم الأقلام ..

عندما يشهر القلم نفسه في وجه الباطل، ويدمغه بالحق الواضح المبين، وعندما يضع أقوال أهل العلم والفضل، ويعرف لها قدرها ويجلها كأصحابها.
ولكن يأتي من يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويجعل الحق كالباطل بل أسفل منه !!.

حينها تتحطم الأقلام..

وعندما يسقط القلم ويتحطم، فلا يكون أمامه إلا خيارين اثنين، لا ثالث لهما.
فإما أن يبقى حيث سقط، ولا يفكر بالنهوض مجددًا، ويلحق بمن سبقه إلى حاوية المهملات..
وإما أن يلملم حطامه ويجبر كسره، ليعود كسابق عهده، ويبدأ من جديد لينشر ما يحويه من عبق العطور، والدر المنثور، والحق المنشور.
فإذا قرر هذا القلم على وضع العلامة على الخيار الأول.

فحينها فعلاً..تتحطم الأقلام !!.

وبما أنه يحمل في جعبته الدرر.. ولا ينشر إلا ما كان على الحق والأثر..فلا ولن يقبل إلا بالخيار الثاني..

سينهض قبل أن يسقط..
وتلتئم جراحه قبل أن تنزف..
لأنه لا يحمل ولا يكتب إلا الحق، والحق فقط..
لذلك لن يرضى بتحطم الأقلام..
----------------------------------------------------
وكتبته،
أم حمزة الأثرية ،،