![]() |
أحببتها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببتها ... صحبتها ...آخيتها على حب الإله ... ثم فرقتنا الأيام .. ولما يمض على تعارفنا سوى عشرة أشهر ... ففي يوم الجمعة 24 / 4 / 1420 هجرية خرجت أخيتي وعائلتها للنزهة ... فنزل الوالد الحنون ليعد لهم المكان ... فلم يرعه إلا حركة السيارة وهي تنحدر من ارتفاع ثلاثة آلاف متر تقريبا , وصراخ الشهادة يردده ثمانية أفراد كانوا في السيارة بين أم وخالة وأخت وزوجة وابن وخادمة ... فحاول أن ينقذهم , وأخذ يرمي الصخور أمام السيارة لتتوقف عن الانحدار , ولكن القدر نافذ , ومشيئة الله قبلها ؛ فلم يعد يرى السيارة , ولم يسمع صراخهم , فبدأ يصرخ بحالة هستيرية , ومن لطف الله به أن كان الوقت ليلا , فكيف لو رأى والدته أو زوجه أو فلذة كبده وهو يتقطع ...؟ وهوت بهم السيارة , وارتطمت بكل قاس صلب , فمات كل من فيها بعد أن تفرقت تلك الأجساد والأعضاء , ولم تجمع إلا بواسطة الطيران العمودي . ولكن... نجت (عفاف) ذات الاثني عشر ربيعا , وأصيبت بكسور ورضوض أليمة , وسبحان من كتب لها الحياة. في هذه السيارة كانت أخت لي في الله وهي أم عماد , الذي لم يكمل الربيع الأول من عمره ... أخت عرفتها مؤمنة , محافظة , مصاحبة لكتاب الله , في كل سكناتها وحركاتها ذكر , لا تقول مقالا إلا وتستشهد بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم . صحبتها فترة لم تدم طويلا هي فترة عملنا في التربية الميدانية قبيل التخرج . لم يزل يرن في أذني صوتها عندما قالت لي : إن شاء الله نتقابل يا بنات مرة ثانية , قلنا : وأين وكل منا من جهة مختلفة ؟ قالت : **(( إن هناك مكانا سنلتقي فيه , وما علينا إلا عمل شيء يسير , فهل تعلمنه ؟ ))**. قلنا : نعم أكيد ؛ فقالت : **(( من عمل الصالحات فمأواه الجنات , وتحت ظل العرش نلتقي إن شاء الله تعالى ))**. ويهتز كياني كلما تذكرت موقفها عندما أردنا إلقاء محاضرة عن الصلاة فقالت : **(( بل نجعلها عن الموت وسكراته ............................. وفجأته .))**. فقامت بإلقاء المحاضرة المعبرة عن الموت وعظاته !!!. أسكنك الله يا أخيتي فسيح جناته وغفر لك ولصحبك . . سهام البشيري _ الباحة . (( نقلا من مجلة مساء ص33 (العدد11) ربيع الآخر 1421 هجرية , والتي تصدرها مجلة الأسرة , مقال : أختاه ذكراك باقية ...)) . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.