![]() |
شباب من الجريب فروت
نحن لم نعرف بعد ان كانت مبيعات الجريب فروت عند اخوتنا بائعي الخضروات قد زادت في الاونة الاخيرة، كما لا نعرف ان كانت العطور المستخلصة من الفاكهة اياها قد نفدت من محلات التجميل، فلقد نشرت الصحف خبرا مثيرا مفاده ان شذا الجريب فروت يجعل المرأة تبدو اصغر من عمرها بست سنوات بالتمام والكمال، بعد دراسة اجراها معهد غربي متخصص في هذه الشؤون!
ست سنوات كاملة قد تختصرينها عزيزتي المرأة ان انت استخدمت الشذا اياه.. يا سلام، وسلمت ايدي الباحثين الغيورين على شبابنا نحن النساء وجاذبيتنا امام الرجال. في المقابل، ترى ما هو شذا الفاكهة الذي يجعل الرجل يبدو اصغر من عمره؟ ام ان الرجل يفترض ان يكون مقبولا في كل عمر وفي كل حالاته؟ هل نسوا ان لنا آراءنا في الرجال ايضا؟ مماحكة قد تبدو سخيفة، لكنها نتيجة يجب ان تبدو طبيعية امام الدوامة الجهنمية التي عملت آلات الاعلام المغرضة على القاء المرأة فيها هذه الايام. فالدعوات الصارخة والمبطنة مستمرة لنلقي انفسنا بين ايدي جراحي التجميل لاختصار السنوات من اعمارنا، اي تزييفها، بالمعنى الاصح! انهم يفترضون ان تقدم المرأة في العمر خطيئة يجب الاعتذار عنها ولو نجم عن ذلك الآلام والجروح والبهدلة، وذلك لنبقي على شبابها وجاذبيتها المصنوعة! والسر الفاضح لكل ذلك، هو زعمهم انهم اكتشفوا بان الرجل يحب الاثنى بوجه طفولي وبجسد مكتمل الانوثة، لذلك عملوا على نفخ الخدود والشفاه، وعلى تصغير الانوف بشكل مبالغ فيه، وعلى اعطاء العيون استدارة عيون الاطفال، اما الجسد فاعيد تشكيله بما يروق لمزاج الرجل، فمارسوا هذا العبث المجنون بسنن الطبيعة مفترضين ان هم المرأة الوحيد في دنياها اجتذاب الرجل.. وهذا افتراض خطير وتهمة اجزم ان معظم نساء الارض بريئات منها تماما. والاخطر من ذلك افتراضهم ان الرجل كائن مسير بغريزته فقط، وتلك لعمري تهمة مشينة، على الرجل ان ينتفض لنفيها والتبرؤ منها، ان قرر الدفاع عن انسانيته ورجولته الحقيقية. واذا شئنا الموضوعية في الطرح، فليس منا من هو ضد الشكل المقبول واللائق والانيق، لكن هذا امر مختلف تماما عن تلك المعركة الشعواء التي قرر بعضهم شنها ضد الزمن وآثاره، على المرأة وحدها فقط. وماذا بعد؟ اتركونا نكبر بسلام، ونستمتع بسحر كل مرحلة عمرية، وتذكروا انه قد لا يهم المرأة من كل الرجال سوى شريك واحد يحبها في شبابها وكهولتها على السواء، تماما كما يسعدها ان تفعل هي. اتركوا مساحة ما للعواطف النقية والنبيلة والجميلة، ولا ترجعونا الى عصر الحريم.. وعصر الرجال المتخمين بالترف والضحالة والفجور |
مقال جميع ورائع أختنا هبة الله وأكثر ما أعجبني فيه خاتمته .. إقتباس:
|
شكراً لك اخي الكريم دايم العلو ، مقالي زاد جمالاً بمرورك العطر .
|
إقتباس:
كلام اكتر من رائع اختي هبة الله....... نعم فليتركوا للعواطف النقية فسحة للخروج الى عالم الجنون هذا..........فكل ما يهمنا ان يحبنا النصف الاخر في الشباب.... وفي اخر لحظات العمر اللمزوجه بعبق الشيخوخة..... شكرا لك اختي هبة |
إقتباس:
صغيرتي هبة الله ما اجمل ان تغار الواحدة منا على جمالها الطبيعي وهبة الله لها وما اجمل ان تفكر بان ما يميزها ليس جسدا مترعا بالسيليكون ومهارات جراحي التجميل:New12: ولكن يا عزيزتي الشخوخة شبح مخيف:New7: يجعلك تعيد التفكير في كل تفاصيل الماضي وانجازاته ويجعلك تحمل هموم المستقبل فيكون عبئا ثقيلا غامضا بحذر وتوجس المراة بالتاكيد عقل ورح ومن ثم "خلقة ربانية " ولا تنقص جاذبيتها بتقدم العمر لان كل مرحلة عمرية تمر بها لها رونق خاص ولها جاذبية خاصة فمن الطفولة ببرائتها الى المراهقة بشيطنتها الى الشباب بحيويته وصولا الى الشيخوخة بحكمتها موضوع جميل " هيج المواجع وفتّح جروحٍ نديه" اختي هبة الله هذه وجهة نظر عن قرب ولي عودة ان شاء الله |
عزيزتي بيلسان ،العنود النبطيه شكرا على مروركن الجميل (بس يبني و بينكم الا ليت الشباب يعود يوماً )
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.