حطها براس عالم و بات سالم .
كلكم تعرفون بلا شك قصة عمر بن الخطاب و الأعرابي , و لمن لا يعرفها فهي إحدى دعائم توزيع
الثروة في التشريع الأسلامي , و تدور أحداثها في بيت الله ( المسجد ) و بالتحديد بعد توزيع غنائم إحدى الغزوات حيث كان هناك كمية من القماش , وبعد توزيعه على المستحقين , تبين أن نصيب الفرد لا يكفي لصنع ثوب كامل , و عندما صعد الخليفة عمر بن الخطاب المنبر فوجئ الأعرابي أن عمر يلبس ثوبا كاملا من نفس قماش الغنيمة , فإعترض عليه الأعرابي و قال لا نسمع و لا نطيع حتى نعرف كيف إستأثرت بنصيب أكثر منا و كلكم تعرفون بقية القصة وكيف أن الخليفة الراشد قد أخذ حصة ولده عبدالله , ونقول هل يا ترى جكامنا أفضل من عمر و العياذ بالله , أم إننا نحن الذين لا نسوى نعال الأعرابي ؟؟؟ |
قد يتسائل البعض عن علاقة العنوان بالموضوع , ونقول أن العلاقة وطيدة , فلو لا الكم الهائل من
الفتاوى التي تحرم إنتقاد الحاكم وتقويمه حتى بالقلب والذي هو أضعف الأيمان , لكنا كلنا مثل هذا الأعرابي , بإنتقاد الخطأ وتصويبه , ولو لا هؤلاء العلماء الذين باعوا الدين بالدنيا , لإستقام أمر هذه الأمة , و لكن يخرج علينا المثبطون ويقولون : " حطها براس عالم وبات سالم ". أي عليكم أيها الناس الأكتفاء بفتاوى علماء السلاطين وسوف يكون الذنب برقابهم يوم لا ينفع مال ولا بنون . ولكن هل حقا سوف يعذرنا الله على سكوتنا عن المنكر ؟ |
مما لا شك فيه إن معظم علماء الأمة يعيش في الزمن ألأموي و العباسي وكثير منهم يتهيّب أن يساير العصر و كأن ديننا لا يصلح إلا لذاك الزمان , وهذا لعمري خلق فجوة كبيرة بينهم وبين الأمه مما شجع الحكام إلى إحتوائهم , فأصبحت مهمتهم محصورة بالآتي :-
-تحريم نقد الحاكم - تجريم كل من يعارض الحاكم - تطويع الفتاوى بما يوافق آراء الحاكم - تحريف الدين لضمان بقاء الحاكم على كرسيه لأطول فترة ممكنه |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.