أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

القدم اليسرى والكرة ..

عندما التحق مشهور بالجامعة كان عمره يساوي ضعف عمر أي طالب من الموجودين في كل الجامعة، فقد أمضى قسما من سني حياته في التدريس.. وقد هاله حجم الكذب المنتشر بين الطلاب الأصغر سنا منه .. فقد كان الطلاب من أقطار عربية مختلفة .. ونادرا ما تجد طالبا معروفا لدى الطلاب الآخرين، في ماضيه .. وقد استغل الطلاب تلك الخاصية، ليسردوا قصصا كلها كذب بكذب، عن ممتلكات أسرهم و مكانة أهلهم وبطولاتهم في القتال الخ ..

أراد مشهور أن يجاري هؤلاء الطلاب.. فأخبرهم قائلا: هل تظنون أن شهرة البرازيل في كرة القدم تعود الى (بيليه ) ؟ .. فأجابوا: نعم .. فقال: كلا إنها تعود لي، فسرد قصة كاذبة بأن فريق البرازيل في الستينات قد لعب مع فريق ألمانيا، والنتيجة كانت ثلاثة الى صفر في الشوط الأول لصالح ألمانيا .. والمعلق الرياضي يصيح بين لحظة والأخرى، أين أنت يا مشهور؟ أين أنت يا مشهور؟ فأخذ طائرة خاصة ونزل الى الملعب ولم يبق من المباراة إلا نصف ساعة، وطلب من كل اللاعبين (فريق البرازيل و فريق ألمانيا) أن يكونوا كلهم ضده .. فتناول الكرة من قدمه اليمين الى قدمه اليسار ومن قدمه اليسار الى اليمين، وقام بهجمة تلو الهجمة حتى عادل النتيجة .. ثم تقدم بآخر لحظة بهدف!

كل النظم السياسية في العالم المتقدم تقف على ساقين يرتبط بهما قدمان، أيمن وأيسر .. فالمحافظون والعمال في بريطانيا حزبان يشكلان ساقين للاعب إمبريالي واحد، والليكود والعمل ساقان للاعب صهيوني واحد والجمهوري والديمقراطي ساقان للاعب أمريكي إمبريالي مغرور واحد ..وأداء كل ساق وقدم يتناغم مع ما يخطط رأس اللاعب .. فلا فروق تذكر بين كل ساق في كل الأحوال.

عندما أحس لاعب أمريكا بخسائره الفادحة في العراق، أراد أن يستخدم قدمه اليسرى، فحدث التغيير بالانتخابات، لتنتقل الكرة من القدم اليمين الى القدم اليسار، لتقوم بمناورة تتخلص فيها من ورطتها .. فحدثت المناورات بالكونجرس، وتحرك أعضاء الحزب الديمقراطي للمنطقة للتحدث مع السوريين وغيرهم في المنطقة، عسى أن يهتدي أعضاء الوفد لثغرة يخرجون منها بأقل الخسائر .. وظن البعض من أبناء المنطقة أن الفرج قادم على أيدي الديمقراطيين .. وهذا دأبهم عندما كانوا يراقبوا (كبلهاء وليس كخبراء) أي انتخابات تحدث في الكيان الصهيوني أو بريطانيا أو أمريكا .. لقد تناسى هؤلاء الخبراء ملفات كل تلك الوجوه المختلفة من الأحزاب المتناوبة على الحكم، وما تحويه تلك الملفات من أذى لأمتنا و وطننا ..

والأدهى من ذلك أن قياداتنا تجتمع على طاولة مستديرة، أو مكورة، ويطلقون على تكورهم أسماء مهمة (مؤتمرات قمة) .. ويتهيئون ليمثلوا دور الكرة لتقذفها الأقدام .. وليس مهما من يقذفها قدم يمنى أو يسرى .. فلا فرق !