![]() |
أين الدليل على جواز صرف ألفاظ الصفات عن ظاهرها؟
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى اللهم عليه وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل- وكلتا يديه يمين".
وهو واضح في أن لله -عز وجل- يدان. والذي يصرف المعنى عن ظاهره مطالب بالدليل. أخوكم: هيثم حمدان |
الأخ هيثم
أراك دخلت بالمشاركة بدون تحية, ولا بأس بهذا الدليل واضح كالشمس, فلو كانت اليد بمعنى اليد الحقيقية, لكانت كل يد يمين, وهل علمت أحدا كلتا يديه يمين؟ لو كانتا جارحتين - وهذا كفر - لكانتا على جهة يمين فقط, فوجب الصرف عن الظاهر كما قال العلماء ومعنى الآية أن الله تعالى لا نقص في صفاته لأن الغالب أن اليد اليسرى أضعف, أما عن الدليل عن صرف الألفاظ عن ظاهرها, فهو ثبوته عن السلف من صحابة وغيرهم, فقد روى المفسرون أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال في تأويل قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق. يعني يوم يكشف عن شدة, لأنه يقال في اللغة: كشفت الحرب عن ساقها أي عن شدتها. وأنت تصرف الألفاظ عن ظاهرها جزما وإن لم تنتبه, لأنك تقول في قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم. أي معنا بعلمه, وليس المعنى أنه تعالى في كل مكان بذاته فهذا يدل على التجزؤ والله تعالى لم يلد ولم يولد وهو الصمد, فصرف الألفاظ عن ظاهرها واجب إن كان الظاهر يوهم تشبيها, ولهذا قال الإمام أحمد عن قوله تعالى: وجاء ربك. أي جاءت قدرته, قال: إن القرءان مواعظ وحكم. قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه, أي صحيح. ولو أردنا سرد الأدلة لجئنا بما لا يسع ذكره هنا. وما معنى قوله تعالى: واصنع الفلك بأعيننا. ؟ هل تقول - لأنك لا تصرف اللفظ عن ظاهره - بأن لله عينا والعياذ بالله, تُصنع فيها الفلك؟ هذا لا يقوله مسلم عرف الله, فلا بد من صرف اللفظ عن ظاهره واعتقاد أن له معنىً يليق بالله العظيم, وهكذا تكون صرفت اللفظ عن ظاهره شئت أم أبيت. الفاروق |
السلام عليكم ،
منذ فترة وأنا أطلع على حوار الخيمة وقدسرني مارايت من تنزيه لله تعالى وساءني ما رأيته من أقوال المجسمةتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه،بارك الله في الذين يبينون عقيدة انبياء الله ويحذرون من عقائد اليهود والوثنيين . |
أخي الفاروق حفظه الله،،،
المعذرة عن مشاركتي بدون تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، كم كنت أتمنّى يا أخي أن نقتصر على مثال واحد تجنّباً للتشعّب. القاعدة التي أعرفها هي: أنه لا يجوز الصرف عن المعنى الظاهر إلا بدليل يوجب الصرف. أنا أصرف قوله تعالى: "وهو معكم أينما كنتم" عن ظاهره لأن لديّ سبب قوي لفعل ذلك، والسبب هو: أنه من المعلوم من الدين بالضرورة أنّ الله بائن عن خلقه منفصل عنهم، فلا بد إذن من صرف الآية عن ظاهرها فنقول أن معناها: وهو معكم بعلمه. والآن أخي: ما هو السبب القوي الذي يدفعنا لصرف "كلتا يديه" عن ظاهرها وهو إثبات أن لله يدين على الحقيقة؟ ما المانع من أن نقول أن لله يدين على الحقيقة ولكنها تختلف عن أيدي المخلوقين؟ أرجو منك أخي الكريم أن تختصر في الإجابة قدر الإمكان. |
الأخ هيثم
كما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الله يستحيل عليه التجزؤ, فكذلك يستحيل أن يوصف بالجسمية, لأنه تعالى هو خالق الأجسام وقد قال سيدنا أبو حنيفة: أنى يشبه الخالق مخلوقه. يعني لا يشبه الخالق مخلوقه. فلو كان الله جسما لكان له طول وبُعد وعمق وعرض, فيكون مشابها للمخلوقات وهذا كفر, فلهذا بما أنه استحال أن يوصف الله بالجسمية فكذلك من باب اللزوم استحال أن تكون اليد بمعنى الجارحة, فإن هذا من أصول الكفر, وقد قال الإمام الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر ومن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر. ولا يخفى أن الإمام الطحاوي من مشاهير السلف وهو إمام مجتهد, ولو كانت اليدان يدين حقيقيتان لما وصفتا بأنهما " يمين ", فإن اليدين يد يسرى ويد يمنى. والذي يوجب صرف اللفظ عن ظاهره قوله تعالى: ولله المثل الأعلى. فلو كانت له يد بمعنى الجارحة - الجسم - لكان كاذبا, والله تعالى يتعالى عن تخيلات الكفار أنى كانوا, ولا عبرة بالقول فقط بل لا بد من التطبيق فمن قال بأن لله يدا حقيقية فلا ينفعه قوله ليس كمثله شىء لأنه حكم على نفسه بالتناقض, فالله له المثل الأعلى. ولو كانت له يد جارحة ولو لم تكن تشبه أيدي المخلوقين - وهذا كلام تقشعر منه الأبدان - فإن كونها جارحة تشبيه لله بخلقه فإن الجوارح من صفات المخلوقين. ومن وصف الله بالجسمية فهو كافر ليس مسلما ولو تشهد في اليوم ألف ألف مرة وهو على هذا الاعتقاد الفاسد والحمد لله رب العالمين الفاروق |
أخي الفاروق:
أرى -يا أخي- أنك ألزمت نفسك بأمور ليس عليها دليل: 1) ما الدليل على أن إثبات صفة اليدين لله تعالى (كلتا يديه) يلزم منه أن الله "جسمٌ" وأنه متّصف "بالجسمية" والطول والعرض والعمق والبعد ... إلخ ؟ 2) من قال أن إثبات صفة اليدين لله تعالى (كلتا يديه) يلزم منه أن هاتين اليدين "جارحتين" ؟ بل قد نفى شيخ الإسلام ابن تيمية صفة "الجارحة" عن يديه -عز وجل-. 3) أليس العلم والحكمة والقدرة من أوصاف المخلوقين أيضاً، فلما يجوز وصف الله -جل وعلا- بها ؟ نقول: إنّ لله يداً حقيقية لا تشبه يد المخلوقين ... ونَقِفُ ... بالضبط كما نقول: إن لله قدرةً لا تشبة قدرة المخلوقين ... وَنَقِفُ ... دون أن نلزم أنفسنا بلوازم لا داعي لها. رزقنا الله الهداية وإياكم. |
الأخ هيثم
بل أنت قلت عني ما لم أقل فاحرص على أن تكون قراءتك لما كتبه غيرك متقنة واحرص أيضا على أن تعبر بالألفاظ الصحيحة لما تريد أن تقوله وذلك للآتي: سؤالك الأول ما الدليل على أن إثبات صفة اليدين........ هنا أقول لك بأني لم أنكر صفة اليدين معاذ الله فهذا وارد ولا يجوز رده, فانتبه إلى كلمة صفة. وبهذا يزول الإشكال, والدليل على أن اليدين ليستا جارحتين قوله صلى الله عليه وسلم: يمين. فلو كانت جارحتين لكانت واحدة يسرى وواحدة يمنى. وبما أن نفي الجارحة عن الله متفق عليه فلا إشكال, لكن الاشكال في التعبير بـ: الحقيقة. فإن اليد الحقيقية هي الجارحة والمجازية هي التي ليست الجارحة, كما إذا قلت: خرج الأمر من يدي أي من إرادتي. فإن الله موصوف بصفة اليدين لكنهما ليستا جارحتين يقينا ومن اعتقد هذا كفر لأنه من لوازم الجسمية التي تنزه الرحمن عنها وعن مشابهة المخلوقين. قال الإمام الطحاوي: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. أرى أنه لا إشكال في إثبات الصفة مع إنكار الجارحة, فهذا عين مذهب أهل السنة, وفيه إجماع السلف قبل ابن تيمية بمئات السنين. والحمد لله رب العالمين |
قال الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي في المنهاج القويم ص 224:
واعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك. انتهى فليلزم كل واحد حده ولا يتمادى ويظن أن وهمه صار يقينا, ومن اعتقد الجهة والجسمية فليعلم أنه ليس مسلما ولينطق بالشهادتين بنية الدخول في الاسلام |
1) القول بأن اليد الحقيقية هي الجارحة فيه "تكييف" لصفة اليد. نحن نقول أنّ لله -عز وجل- يدٌ حقيقية هو أعلم بكيفيتها، فنحن نثبت الصفة ونفوّض الكيف.
2) لا مانع أخي من أن تكون الصفة حقيقية وفي نفس الوقت يأتي استعمالها في تعبيرات مجازية: -) فمثلاً: كون عبارة "خرج الأمر من يدي" مجازية لا يتعارض مع أن الإنسان له يدان حقيقيتان، بل لولا أن للإنسان يدين حقيقيتين لما كان لعبارة "خرج الأمر من يدي" معنى بتاتاً. ومثله قول الأم لابنها "قلبي معك" هو قولٌ مجازيٌ، ولكن هذا لا يعني أن الأم ليس لها قلب حقيقي، ولولا أن لها قلب حقيقي لما كان لكلامها معنى. فالذي يقول أن عبارة "ولتصنع على عيني" مجازية ولذا فإن الله ليست له عين حقيقية هو المطالب بالدليل. والله أعلم وله المثل الأعلى سبحانه. |
أخفقت في هذه أخ هيثم
وماذا تقول في قول ابن عباس عن الآية: يوم يكشف عن ساق. أي شدة؟ هل علمت أن للحرب ساقا حقيقية؟ تمثيلك غير صحيح البتة, بل إن ما تمسكت به شبهة ليس دليلا. أما عن قولك عن اليد: هو أعلم بكيفيتها - باطل لم يقل به مسلم -فإن كلامك يعني أن له كيفية لكنه هو الذي يعلمها وتكون بهذا أثبت الكيف أكرر إعرف كيف تصوغ العبارة. فإن الكيف مستحيل في حق الله تعالى ولا نريد للحوار أن يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. قياسك الخالق على المخلوق يوقعك في مثل هذا, فإن قوله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم: إني ذاهب إلى ربي. أنه لولا أنه لم يكن ربه هناك لما كان له معنى. هذا قياس فاسد وأول قياس فاسد حصل هو قياس إبليس لتفضيله النار على الطين. وانظر إلى قولك: كون عبارة "خرج الأمر من يدي" مجازية لا يتعارض مع أن الإنسان له يدان حقيقيتان. هل هكذا تعرف ربك بقياسه على المخلوقين؟ أرجو أن يتوقف الكلام هنا فإن كلامك لا يخلو من شائبة التشبيه وهذا لا أريده هنا أبدا أبدا أبدا. انتبه فإن التنزيه قول وعمل ليس قولا فقط. انتهى الكلام في هذا الموضوع. قول المسلمين عن الكعبة: بيت الله. هل تقول: لولا أنه لم يكن هناك بيت حقيقي لله لما كان للكلام معنى؟ أعوذ بالله. هذا تحذير أخير لك |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.