نبذة من عقيدة ابن عاشر رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد فهذه نبذة يسيرة في التعريف بنظم ابن عاشر ، وتعريف مقتضب بالنظم وصاحبه ومن شرح النظم أو وضع عليه حاشية ، وذلك نزولا عند رغبة الأخ صوفي حفظه الله تعالى ، وابتغاء لإفادة الأخوة الكرام بمتون الأئمة الأعلام . متن ابن عاشر يا سادة يا كرام هو درة من درر مذهب إمام دار الهجرة ، وغرة من غرره ، وهو واسطة العقد بين كتب المذهب ، الإمام عكف عليه العلماء شرحا وتحشية ودراسة وتدريسا ، فألقى الله في قلوب المالكية حبه ، وتلك علامة على إخلاص مؤلفه سيدي عبدالواحد بن أحمد بن علي عاشر الأنصاري الأندلسي ، المولود عام (990 هـ) والمتوفى عام (1040هـ) . ونظمه المذكور اسمه ( المرشد المعين على الضروري من علوم الدين) وأشهر من شرحه العلامة ميارة ، وله شرحان ، كبير وصغير ، وعرف بين المالكية بميارة الصغير وميارة الكبير ، ووضع العلامة ابن حمدون حاشية على ميارة الصغير ، وهي حاشية حافلة في من الفوائد ما تشد له الرحال . وللعلامة الطيب بن كيران شرح على عقيدة ، وقام الشيخ إدريس الوزاني بوضع حاشية عليه سماها (النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب) وهي مطبوعة في مصر طبعة غاية في السوء والرداءة ، وبالرغم من أنهم وضعوا جدولا للأخطاء المطبعية ، إلا أنه حتى الجدول لم يسلم من الأخطاء المطبعية الفاحشة ، نسأل الله أنه يسخر له من يقوم على خدمته . وآخر ما طبع من شروحه ، شرح العلامة أحمد بن البشير القلاوي الشنقيطي ، وقد طبعه المجمع الثقافي في أبو ظبي ، وسمى شرحه (مفيد العباد سواء العكف فيه والبادي) . وإليكم أبياتا من العقيدة التي تضمنها هذا النظم : يقول رحمه الله تعالى : يجب لله الوجود والقدم **** كذا البقاء والغنى المطلق عم وخلقه لخلقه بلا مثال **** ووحدة الذات ووصفٍ والفعال وقدرة إرادة علم حياة **** سمع كلام بصر ذي واجبات ويستحيل ضد هذه الصفاتْ **** العدو الحدوث ذا للحادثات كذا الفنا والافتقار عده **** أن يماثل ونفي الوحده عجز كراهة وجهل وممات **** وصصم وبكم عمى صُماتْ يجوز في حقه فعل الممكنات **** بأسرها وتركها في العدمات وجوده له دليل قاطعْ **** حاجة كل محدث للصانعْ لو حدثت بنفسها الأكوان **** لاجتمع التساوي والرجحانُ وذا محال وحدوث العالم **** من حدث الأعراض مع تلازم لو لم يكن القدم وصفه لزم **** حدوثه دور تسلسل حتم لو أمكن الفناء لانتفى القدم **** لو ماثل الخلق حدوثه انحتم لو لم يكن وصف الغنى له افتقرْ **** لو لم يكن بواحد لما قدر لو لم يكن حيا مريدا عالما **** وقادرا لما رأيت عالَما والتال في الست القضايا باطل **** قطعا مقدم إذا مماثل والسمع والبصر والكلام **** بالنقل مع كماله ترامُ لو استحال ممكنا أو وجبا **** قلبَ الحقائق لزوما أوجبا إلى آخر هذه الأبيات الرائعة رحم الله علماءنا الأبرار |
شكرا أخي العويني وحفظك الله فى الدارين ونفعنا الله بك وبعلمك
ولا تقطع عنا أخباركم ودعواتكم |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.