أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غياب النقد الذاتي (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=6795)

YARA 26-03-2001 04:52 PM

غياب النقد الذاتي
 
السلام عليكم
في مطالعتي لأحد المواضيع وجدت عرضا عن غياب النقد الذاتي عند الأفراد والجماعات ،و
هذا نصه :
"يشكل النقد حساسية مفرطة في المجتمع الاسلامي عامة ولدى الدعاة على وجه التخصيص ،وربما تعود هذه الحساسية إلى الفكرة الغالبة بأن أي
دعوة تمثل حركة الإسلام نفسه وإن ( الحركة ) أو الجماعة وتمثل الأمل المرجو في استعادة مؤسسة الخلافة المفقودة ،
كما تعود إلى التقويم الخاص الذي ينظر إليه معظم خريجي المعاهد والكليات الدينية إلى أنفسهم ،فهم ،بمعنى ما _
يمثلون علم الكتاب والسنة ،ولعلهم
يظنون أن لكلامهم نفس قدسية كلام الكتاب والسنة ،وجلهم يرى نفسه أستاذا يملك حق تفسير النصوص
دون غيره ،وإن كان البعض هو الذي يصرّح بذلك علانية ."


YARA 27-03-2001 03:47 PM

مفهوم النقد الذاتي يعتبر غريبا على المسلمين ،فهم يرون فيه مصطلحا إسلاميا ،
ولا يفهمون تحته إلا التشهير .وهذا يجب تعديله ،فطائفة ترى أنه مصطلح غير إسلامي ،لأنه
لم يأت في كتب القدامى ،أو لم يرد
باللفظ في الحديث أو القرآن ،و كأن كلمة (الضمانات الإجتماعية )جاء بها الحديث
القدسي أو تكررت في عدة سور ؟فأما اللفظ لم يرد بنصه الحرفي في الحديث أو القرآن فهذا صحيح
ولكن الألفاظ والمصطلحات هي ليست كل شيء ،وإنما ما تحمله من مفاهيم ،فالأصح إذن عموم القرآن وروحه
واتجاهه،فالعبرة هي بالفكر الذي يدور بين نصوصه ،فمفهوم النقد الذاتي بمعنى مراجعه النفس أو النشاط
فرديا كان أو جماعيا . ثم محاسبتها هو روح القرآن المكثفة ،فالآية القرآنية (ولا أقسم بالنفس اللوامة )
فيها معنيان ،الأول :العملية ،والثاني :تشكّل الخلق في هذا الصدد ،فهي ،أولا :عملية مراجعه ومحاسبة ،
ولوم النفس لما حدث ،ويقسم الله فيها لأنها
مستوى عظيم من وصول الإنسان إليه ،وهي ثانيا : لفظة تشديد (لوّامة ) أي إن هذه النفس أصبح لها هذا الأمر
ُخلقا وعادة ،وطبعا تطبّعت عليه ،بمعنى أن ممارسة النشاط أصبح مرتبطا بشكل عضوي بهذه العملية .

عمر الشادي 27-03-2001 05:10 PM


بارك الله فيك اختنا يارا

خطر لي سؤال بينما اقرأ موضوعك هذا وهو اين تقع النصيحة من النقد بكل اقسامه وانواعه؟؟ وان شاء الله نعمل على بحث وافي في هذه الفكرة

-------------------------------------- الشادي

YARA 28-03-2001 01:25 PM

إن كنا نتحدث عن النقد ( طبعا ليس التهجم ) فهناك فرق ،
أعتبر أن النقد نصيحة ولكنها نصيحة جارحة. طبعا حسب مدى القدرة على استيعاب
أسباب النقد .


YARA 28-03-2001 07:25 PM

إن موقع الأستاذية الذي يرى الداعية فيه نفسه يجعله بعيدا عن روح الرسالة الذي ينبغي أن يتحلى بها إن أراد
بالفعل خدمة من حوله بإرشادهم إلى الطريق القويم .
وما زلت أذكر ( الكاتب ) ،وما زلت أذكر كثيرا من حلقات النقاش التي أثيرت عقب ظهور كتاب (في النقد الذاتي )
وكيف كان البعض ينظر إليه باستخفاف ،ناعتا مؤلفه بصفات لا تليق أن تخرج من فم داعية جاد يسعى إلى مستقبل
أفضل من الواقع الذي لم يحقق حتى الآن طموح جماهير المسلمين ولا النخبة العاملة منهم في كل ميدان ،لقد أدركت مذاك
أننا نضيق بالنقد ونخشاه ،مع أننا في الوقت نفسه نوسع غيرنا نقدا وتجريحا ،ونحن مخطئون في موقفنا السلبي من النقد ،ومخالفون للهدي النبوي الشريف .
ولقد استمع ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي وعبد الله بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي ،
وغيرهم من أئمة المسلمين وخلفائهم وأمرائهم إلى آراء مخالفيهم ،ولم يجدوا غضاضة من العمل بمقتضاها عند ترجيح المصلحة ،
ولم نسمع منهم أنهم وجهوا سهام الاتهام لأحد نصحهم ،والنبي صلى الله عليه وسلم ،واضح في قوله :"الدين النصيحة "
قلنا :لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يقول :رحم الله امرأ
أهدى إلي عيوبي .

YARA 29-03-2001 05:46 PM

يتابع الكاتب :
وغياب النقد والنصيحة والاحتساب ،بالمعنى الذي أوضحناه ،يؤدي إلى غياب النظرة الفردية النقدية للأمور ،
وقد يؤدي إلى إلغاء شخصية الفرد المسلم ،فلا يستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ ،ولا الجد والهزل ،ولا المفيد
والمضر ،ويصبح عالة على من اعتاد منه التوجيه والتلقي ،وتراه كالهائم في صحراء لا معالم فيها ،إن هو ابتعد عن مصادر الأوامر التي يتلقاها أو التوجيه الذي ينفّذه ،ويصبح الأفراد مجرد أعداد تضاف إلى قطيع يتحرك خلف قائده دون أن يكون لأحد منهم رأي فيما يجري له أو عليه ،ونقع ساعتئذ في محظور قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تكونوا إمّعة ،تقولون :إن أحسن الناس أحسنا وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس أن تحسنوا ،وإن أساؤوا فلا تظلموا ".

YARA 30-03-2001 12:33 PM

وما نحتاجه هو إعادة صياغة لتصورنا عن النصيحة الخاصة والعامة ،وعن سبل التعبير عنها .
وفي الحديث الشريف :" إن أحدكم مرآة أخيه ،فإن رأى به أذى فليمطه عنه "
من الدلالات الواضحة على التنبيه على العيوب والتعاون على معالجتها ما يقطع كل جدل في المجتمع المسلم وبين أفراده عن هذه الميزة
وينسب إلى الإمام جعفر الصادق ،قوله ." الصديق من صدقك ،وليس الصديق من صدّقك "،فالذي يهز برأسه بالموافقة الكاملة وله رأي آخر يكتمه ،إنما يكتم عنك الخير ،والذي يرى المنكر فلا ينكره عليك خوف خسارتك صديقا ،ليس بصديق صدوق ،ولا خلّ وفي ّ .
كما نحتاج إلى عدم استصغار أحد في قضية التربية والتلقّي ،والدربة على أعمال الكبار الراشدين ،من أهل الرأي والشورى ،
فعند البيهقي من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ،قال : كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة ،فمرّ عمرو بن العاص يطوف ،
فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقة فقال :مالي أراكم نحّيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم ؟ لا تفعلوا ،وأوسعوا لهم ،وأدنوهم ،وأفهموهم
الحديث ،فإنهم صغار قوم ،يوشكون أن يكونوا كبار آخرين ،قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبار آخرين ،وقول عمرو ،وما أدراك
من هو في الدهاء والسياسة ،غنيّ عن كل قول في معالجة استعلاء الأستاذية هذه ،وفي الاهتمام بتهيئة الناشئة منذ الصغر ليكونوا كبار الغد.


YARA 01-04-2001 09:23 AM

إقرأ لعمرعبيد حسنة إدخاله نقد الأخطاء بهدف معالجتها في جملة أعمال الحسبة المشروعة ،ويدفع شبهة الإضرار بالأمة من جراء النقد الهادف المشروع ،حيث يقول :" إن التستر على الأخطاء باسم المصلحة العامة ،وحفظ الكيان ،والتوهم بأن الحسبة في الدين تؤدي
إلى البلبلة والتمزق ،أمر خطير ،ومفسدة فظيعة تدفع الأمة ثمنها الدماء العزيزة ،وليس هذا فقط بل قد يؤدي هذا إلى ذهاب الريح وافتقاد الكيان أصلا ،فالأمة بدون هذه الحسبة ،وهذا التناصح ،تعيش لونا من التوحد يشبه إلى حد بعيد الورم الممرض ."
ولا يصح أن يظنن ظان أن النقد يعني إنكار الإيجابيات ، فليس من العدل في شيء أن نحوّل النقد والنصيحة إلى تجريح وفضيحة وتسفيه ،فإن وجد أحدنا في نفسه من ذلك فليمسك ،لان أحد أهم الفوارق ما بين النظام الإسلامي والديمقراطي هي النيّة الخالصة والوسيلة المشروعة ،وليست الفضيحة من الإسلام شيئا ،ولا يجوز من المسلم إيذاء المسلم بقول أو عمل ،إنما القصد الإصلاح ،وللإصلاح سبل ومقاصد مشروعة .وقد لا نوافق كثيرا على ما يطرحه البعض من اعتماد النصيحة العلنية أولا ، فالنصيحة في العلن فضيحة ،
اللهم إلا أن تكون بحكم (آخر الدواء الكي ) وضمن الضوابط الشرعية ،وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يعمم القول
حتى لا يجرح المقصود به ،وتعميم القول يعمم الفائدة بحيث يأخذ كل ذي حظّ حظّه من النصيحة أو التوجيه ،فكان من هديه صلى الله عليه وسلّم استخدام كلمات مثل : " ما بال أقوام "؟ وهو يعني شخصا أو مجموعة بذاتها .



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.