![]() |
من قتل الفتى "أدمون" ؟
لغز الفتى "أدمون"
**************** بالقرب من مكتب بريد لايما كاليفورنيا ، و قبيل سقوط الشمس بين أكتاف التلال وقف أخصائى الانعاش القلبي متاكئا على باب عربة الاسعاف الخلفى المفتوح ، حاملا بيده كأسا بلاستيكيا من القهوة الخفيفة ، ثم أدار رأسه باتجاه "تيد" قائد العربة والذي كان يجلس على سرير الاسعاف الخلفى ، وكان يبدو على كل منهما الضجر والانهاك بسبب طول الانتظار . - لا يبدو أنها ستكون ليلة نهاية أسبوع مريحة ... هه تيد ؟ - لا اظن ذلك يا جاش فالمكان لا يزال يعج بأفراد المباحث الفدرالية أظنها ستكون ليلة طويلة . - ولم لا يتركوننا ننقل جثة ذلك الفتى ... ماذا كان اسمه يا تيد ؟ - " أدمون " ... " ديفيد أدمون "... - " أدمون " ؟؟؟ ... أهو يهودي ؟ - لا بل هو من الأميش ... على ما أظن ، ولن يدعوننا ننقله قبل استصدار اذن من النائب العام ، فثمة شكوك تدور حول مقتله . - ولكن الاشارة التي وصلتنا تدعي انتحاره فى مكان عمله ، مكتب البريد ... أليس كذلك ؟ - ... ... ... وفجأة قفز تيد الى خارج الاسعاف ثم صرخ " هيه .. ويلي " وأخذ يهرول خلف رجل يلبس بدلة سوداء كان قد خرج لتوه من مبنى مكتب البريد الذي تحاصره العشرات من سيارات البوليس الباسيفيكي والمباحث الفدرالية . - أووه ويلي ! كيف حالك ؟ - أوه تيد ... أنت أيضا هنا ! - نعم .. و منذ الصباح .. تعال لتقابل صديقي جاش .. - ..... عندها استدارا معا باتجاه سيارة الاسعاف حيث كان يقف جاش وما أن وصلا حتى بادر تيد ..... - هيه جاش ... هذا صديقي الملازم "ويليام كوبر" من عناصر الأمن القومي . - هاي ويلي ... مارأيك بفنجان من القهوة ؟ - شكرا يا جاش .. ولكني شربت ما فيه الكفاية . ثم وجه تيد حديثه ثانية الى الملازم ويليام كوبر أو ويلي كما يحلو لتيد أن يناديه . - هه ويلي ألا تخبرنا بحق الجحيم ... ماذا يجري بالداخل ؟ - لقد صدر الامر من ادارتنا العليا الى المباحث الفدرالية برفع الأثر من الموقع ، لذا فانى أتوقع أن يصدر الاذن لكم بازالة الجثة خلال نصف ساعة من الآن . - جيد ... - أرجو المعذرة يا تيد فأنه يتحتم علي التوجه الى مكتب المفوض "رامسي" الآن ... أسعدني لقاؤك يا جاش ... - وأنا كذلك ... وبعد ساعة من ذلك الوقت ، حل الهدوء والظلام من جديد على ذلك الحي الصغير وكأن أحد لم يمر بذلك المكان منذ سنوات ، بينما كان مكتب المفوض الفيدرالي الكولونيل "ماك رامسي" يعج بالموظفين والزائرين من مختلف الادارات الامنية والقانونية من أجل العديد من القضايا ، والتي كانت قضية الفتى "أدمون" أهمها . - مرحبا عزيزتي السكرتيرة "سارا" أيمكنني الدخول الى مكتب المفوض ؟ - أهلا .. أهلا .. ملازم "ويليام" .. تفضل المفوض بانتظارك . ......... - مساء الخير يا سيدي المفوض ، اليك اذن اللجنة الفنية . - أهلا ويلي ، هل تحوي أوراقك اذن التحقيق الفيدرالي ؟ - نعم يا سيدي ... تفضل .. عندها ضغط المفوض على جهاز المناداة وأوعز الى سكرتيرته : - سارا .. - نعم يا سيدي .. - اطلبي فرع التحقيق المحلي وصليهم بهاتفي المباشر أريد أن أكلم الرائد "هيوز" - أجل سيدي .... - شكرا يا ويلي تستطيع المغادرة الآن .......... أهلا هيوز ... هل ما زلتم تستجوبون المشتبه بها ؟ - نعم يا سيدي .. ولكنها بعيدة عن الشبهات ، فهي سيدة عجوز تعمل مسئولة نظافة فى مصلحة البريد ، وهي من أبلغ عن وجود الجثة ، المشكلة ياسيدي أننا لم نستطع بعد اثيات وجود جريمة قتل فى أحداث موت الفتى أدمون ، فلولا ضغوط لجنة الأمن القومي لأمكننا أغلاق ملف القضية واعتبارها قضية انتحار ، فلجنة الامن القومي ترى أن هذه المنطقة منطقة تصفيات عنصرية . - و ما الذي يجعلك تعتقد أنها ليست بجريمة مدبرة ؟ - يا سيدي لقد وجدت الجثة مدلاة من سقف غرفة تخزين صغيرة تقع في الباحة الخلفية بواسطة حبل مربوط بحلقة مثبتة بالسقف ، ولعله الاسلوب التقليدي الذي يتبعه المنتحرون الذين يعانون من الاكتئاب المصحوب بالسخط العام . - هه .. لاشك أن الضحية منتحر .. فما الذي يحمل اللجنة على الاعتقاد بأن ثمة جريمة مدبرة وراء القضية ؟ - أن القضية أعقد من ذلك يا سيدي .. فالغرفة كانت فارغة من أي محتويات أو أثاث كما كانت موصدة بقفل المفتاح وثلاثة أقفال أخرى ذات مزاليج ، علما بأن الغرفة مصمته ولا تحوي نوفذ أو فتحات تهوية أو تكييف ، بسبب كونها غرفة تخزين معزولة عن المبنى . - ولكن هذا الأمر يؤيد فكرة الانتحار ... يا عزيزي هيوز .. - بقي شيئ آخر يجب أن تعرفه يا سيدي .. لقد كانت الضحية موثوقة الرباط بحبل غليظ من أعلى الكتفين وحتى الساقين ، واليدان مكبلتان خلف ظهر الضحية بنفس القيود الحديدية التي تستعملها شرطة الباسيفيك . - وهذا الامر أيضا يؤيد فكرة الانتحار ... - ولكن لجنة الامن القومي تطلب منا يا عزيزي المفوض أن نوضح الكيفية التى استطاعت الضحية المعدومة الارادة اغلاق الباب وتوثيق نفسها و من ثم الصعود الى مستوى الحبل وبالتالي اعدام نفسها مع العلم أن الغرفة فارغة تماما من الأثاث أو المحتويات ولا يوجد بها غير الجثة الموثقة ، نحن يا سيدي بصدد قضية معقدة للغاية ، فهل تجد يا سيدي تفسيرا لهذا ...؟؟؟ - ميجور "هيوز" أنت من يجب عليه أن يجد تفسيرا للقضية لا أنا .. ويستحسن أن يتم ذلك قبل دخول موسم الصيف ، حتى أتمكن من قضاء اجازتي فى البهاماز ... باي ... - ليلة سعيدة يا سيدي ... خرج المفوض من مكتبه مشوش التفكير ، فلم يسبق له من قبل أن واجه مثل هذه القضية الغامضة ، لقد بلغت من غموضها أنها تسببت فى سابقة فريدة من نوعها الا وهي تضارب تقارير المباحث بالامن القومي ، لقد كان المفوض آخر الخارجين من العمل فى تلك الليلة الباردة ، فما كان منه الا أن أمر "سارا" بالمغادرة ، وأقفل بنفسه مكتبه الذ كان قد نسي تقرير اللجنة عليه ودلف وهو يتمتم : - "لايما" .. "لايما" .. يبدو أن داء المدن قد أصابك ... وانت عزيزي القارئ ما تعليقك على هذه القضية ، أكانت جريمة أم قضية انتحار عادية ، وما تعليلك وتكييفك لذلك ....؟؟؟؟؟؟ _______________انتهى_____________________ قصة:واقعية سيناريو وحوار : فواز ولكم جزيل الشكر يا أصدقائى ************************** |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.