ما وراء الصورة
 

تظهر صورة الرجل في الصفحة الأولى من الجريدة أو غلاف المجلة ، فهو رجل المجتمع المتفوق أو رجل السلطة العظيم .
وتحتفي قنوات التلفزة بأخبار الرجل وصوره ، يوزع التصريحات والابتسامات ، إنه رجل ناجح ، حلم كل امرأة ونموذج كل رجل .
ليكن "بر نار طابي" مثالا ، يملأ الدنيا ويشغل الناس سياسيا ورجل أعمال ، ترشحه المجلات النسائية ، كل سنة ملكا للأناقة ، ويرأس فريقا كبيرا لكرة القدم ، كاستثمار ،ولأن الرياضة تعطيه الشعبية التي ستكون رصيده السياسي في انتخابات البرلمان… ولم لا رئاسة الجمهورية ؟.
وفجأة ، يسقط عشب صغير في الإناء ، ليفضح هؤلاء البشر الممتازين الذين تتغدى بأخبارهم وصورهم ، الصحف والمجلات وقنوات التلفزة . كأنما هناك "إن" كبيرة وراء كل نجاح ، فبر نار طابي ، النجم يزور ويرشى .
وفي الدار البيضاء المغربية ، يكتشف الأمن مخازن مخدرات في ضيعة رجل أعمال ، كان بائعا متجولا ،وليمكن صورة تحوله كأنما بفعل قمقم العفريت ، يرشح نفسه للانتخابات ، على أمل أن يعطيه البرلمان حصانة يحتاج إليها في "تدوير" أعماله . ومن الأكيد أن صوره صدرت تبشر به مرشحا نزيها .
أسماء ووجود كثيرة تتصدر الحياة العامة ، في موقع من مواقع النفوذ ، سلطة أو مالا أو نشاطا اجتماعيا ، بعض هذه الأسماء والوجوه يسقط سقطة مدوية بفضيحة من الفضائح ، قد تكون شراء انتصار في مقابلة لكرة القدم ، وقد تكون ارتباطا من موقع رئيس الحكومة مع مافيا الفساد والمخدرات ، وبعض هذه الأسماء والوجوه ، يجتازوا المزالق والفضائح ، كما لو كان يلبس طاقية إخفاء ، وقد تجده رئيسا أو وزيرا .
ومن حسن الحظ ، أن هذه النماذج لا تقتصر على مجتمعاتنا العربية .
ومع ذلك أقول لك : حين تشاهد صورة إنسان في صحيفة أو على شاشة التلفزة ، فلتسأل : ماذا وراءه ؟ .
عبد الحبار السحيمي – بخط اليد - سلسلة شراع