![]() |
البائس
أصلحك الله يا ميموزا أكان لا بدّ أن تثيري شجني على تلك التي أقول لها:
وقعتِ على شاعرٍ بائسٍ *** بثوب الرزايا العِظام اكتسى فأشعلت نيرانه بغتةً *** وجرَّعتِه اليوم طعم الأسى فأصبح يندب أيامه *** قبيل التقائِكِ ذات مسا وقد كان يكره ذاك الهدوء *** فأصبح خِدناً له مؤنسا َإذا أسدل الليل أثوابهُ *** وألبسَ أمواجه الحندسا قطعتُ بدمعي أطوالهُ *** وذكرى تضيءُ لي المجلسا فما عدتُ أملك غير النحيـب *** وشعرٍ يصيّرني أبأسا وإن رنّ هاتِفُكِ العذبُ طار *** فؤادي إليهِ وقد أبلسا البائس |
المعتمد لست بائساً وأرجو أن تتخلص من نبرة الحزن هذه قريباً .
لن أعلق على القصيدة ؛ لأنها جميلة حقاًّ ، وصورها تحفر صورة البؤس حفراً في عواطف المتلقي ووجدانه من البيت الأول الشاعر البائس اكتسى بثوب الرزايا ، ثم تتوالى الصور تؤكد المعنى ذاته ، ( وجرَّعتِه اليوم طعم الأسى ) و ( وألبسَ أمواجه الحندسا ) . ما أثارني فعلاً في القصيدة وذكرني بقضية مهمة في النقد هو قولك : فما عدتُ أملك غير النحيـب *** وشعرٍ يصيّرني أبأسا هل الشعر متنفس لصاحبه ، يخفف عنه ما يجده ؟؟؟ أو هو مجال خصب لزيادة الهموم وترسيخها في النفس ؟؟؟!!! ويحضرني هنا قول ابن الملوح : فما أشرف الأيفاع إلا صبابة ....... ولا أنشد الأشعار إلا تداويا |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.