مذْ أنتَ
 

مذْ أنت غبت فلا خبزٌ ولاماءُ
.......ولا غصون على الأشجار خضراءُ
حتى العصافير من وُكُناتِها رحلتْ
.........لا الجوّ صحوٌ ولا الأيكاتُ غنّاءُ
ما للمسافات أبعادٌ تميزها
........وحال في البحر دون السفْنِ أنواءُ
لا الشمس تأتي وما في الليل من قمرٍ
........فقد تساوت ونورَ الصبح ظلماءُ
تسربلتها الدّنى طرّاً كأنّ على
.............صدر الحياةِ من الظلماءِ أرزاءُ
تفكّك الوقتُ ساعاتٍ مبعثرةً
..........تبعثُرَ الروح موصولا بها الداءُ
فلا الصباح يرى من همّه فرجا
............ولا الأمانيُّ ترنو فهي عشواءُ
تداخَلَ العرض في طولٍ كما اختلطت
............. مع المكان ومرِّ الوقت أشياءُ
كأنما العينُ ما قد أبصرت أبداً
............. ولا شفاهي عنها قيلَ:لمياءُ
ولا بقلبيَ غنّى بلبلٌ طرباً
..............كأنّ ما بشراييني جرى ماءُ
ما قيلَ من فرحٍ إنّي أشك به
..............وطّنت نفسيَ فالسرّاءُ ضرّاءُ
حسبي بأن الأسى قد صارَ يسكنُني
...........وعيشتي مثل ظني فهي سوداءُ
مذ غبتَ عنّيَ كم في القلبِ من قُرَحٍ
........ضاعت من الشعر حاءٌ تلوها باءُ
----
عن أفكار بنت الريف http://www.qal3ah.com/vb/showthread....590#post178590