عتاب لا بد منه
 

هذا عتاب أخوي لا بد منه ..
ألاحظ أن بعض الأخوة في ( الخيمة الأدبية ) يخرجون عن الموضوع الأدبي إلى حوارات جانبية ، مما يفقد في أكثر الأحيان جمال المساجلات والموضوعات المطروحة ..
لذلك فضلا من جميع الأخوة :
ملاحظة هذا الأمر ..
وشكرا جزيلا للجميع ..
ثم حتى لا يكون عتابي هذا خارج عن الموضوع فإني أرجو من الإخوة أن يكتبوا هنا عن أجمل ما قيل في العتاب من شعر ونثر ..

يحضرني الآن قول ابن الدمينة :
صحائف عندي للعتاب طويتها .. ستنشر يوما و العتاب يطول
سأسكت حتى يجمع الله بيننا .. فأن نلتقي يوما فسوف أقول
فلا تحملي إثمي فأنتِ ضعيفة .. فحمل دمي يوم الحساب ثقيل

ملاحظة جيدة وليتنا نفرد صفحة لكل باب. وأقترح أن نجمع الاعتذار والعتاب في هذا الباب
لشدة انصالهما.
أمر والد المعتمد (ابن عباد) ولده المعتمد بأن يرفع مجلسه عن مجلس مؤدبه ابن زيدون،
ففعل نزولاً عند أمر أبيه وخاطب مؤدبه قائلا:

أيها المنحط عني مجلساً
..........وله في النفس أعلى مجلس
بفؤادي لك حب يقتضي
............أن تُرى تُرفع فوق الأرؤس

ومما قاله أبو تمام:
بأي نجوم وجهك يستضاء
...........أبا حسنٍ وشيمتك الإباء
أتترك حاجتي غرض التواني
.........وأنت الدلو منها والّرشاء

حسناً .. فكرة رائعة .
أذكر أن أخاً لي في دولة أخرى عاتبني منذ سنين على قلة مراسلتي له فأجبته بأبيات لعلني أذكر منها :

قالوا خليلك قد شكى طول الجفا*** ويخال عهد الود ّمنك قد اختفى

تترى رسائله تصلك ولم تصل *** منكم رسائل مفعمات بالوفا

فأجبت ألا تكثروا من عتبكم *** إني برغم العتب من أهل الصفا

إني وإن أخّرت بعث رسائلي *** فرسائلي في القلب من وجدي شفا

فإذا بعثت بها إليه أصابني *** ألمٌ يثير من المواجع ما خفى

............ ثمّ عرضتها على الشيخ سعيد الطنطاوي حفظه الله أخي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله الأصغر .
فكانت النسبة التي ذكرها لي 93% .
حفظه الله فلولا فضل وحشةٍ من الناس فيه لاستفاد الناس من ورائه علماً جمّاً يفوق به أخاه حفظاً وضبطاً وإحكاماً . وهذا ما يشهد به من عرفه . فلا تكاد تذكر لفه لفظةً من ألفاظ اللغة إلا واستشهد لها من حفظه . علاوةً على فقه في الأنساب يفوق به صاحب النسب نفسه
معذرةً إن تشعب بي الحديث فهو ذو شجون .
وأكثروا رحمكم الله من مثل هذه الموضوعات .

المعتمد

وقال عبدالله بن المعتز :
يا نازحاً أحرجت من ذكره ..... قد ذاق قلبي منك ما خافا
فابخل بإخوانك واستبقهم ..... لا تنفق الإخوان إسرافا

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل من أجمل ما قرأت في العتاب، عتاب الشاعر الفذ المتنبي لسيف الدولة الحمداني في قصيدته الشهيرة التي تجمع العتاب والمدح والفخر والهجاء في قالب فريد (واحر قلباه)
ومن أبيات العتاب فيها:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ***** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة ***** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

إلى أن يقول:
يا من يعز علينا أن نفارقهم ***** وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقنا منك بتكرمة ***** لو أن أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا ***** فما لجرح إذا أرضاكم ألم

أيا معرضا عني ولست بمذنب
*****بماذا تجازيني إذا كنت مذنبا
فإن كنت تجفيني أقابلك بالرضى
*****وإن زدتني بعدا أزدك تقرب
أندلسي

و يحضرني الآن قول أحد الشعراء معاتبا صديقه :

جفوت و ما فيما مضى كنت تفعل .. و أغفلت ما لم نلفه عنك يغفل

و عجلت قطع الوصل في ذات بيننا .. بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل

فأقسم لولا أن حـقـك واجب .. علي و إني بالوفاء موكل

لكنت عزوف النفس عن كل مدبر .. و بعض عزوف النفس عن ذاك أجمل

و لكنني أرعى الحقوق و أستحي .. و أحمل من ذي الود ما ليس يـحمل