أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أبجدةُ الأحرف تعني أن الألفَ تليها الباءْ (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8303)

سلاف 25-06-2000 09:56 PM

أبجدةُ الأحرف تعني أن الألفَ تليها الباءْ
 
هذه قصيدة من مجلة العربي نشرت منذ سنين، دونتها
ابنتي ونسيت قائلها، وأرى فيها رقة وجمالا مميزين، وكان
إذ ذاك حوار مع ابنتي فكتبته حاذيا حذو القصيدة.
-----------------------------
((القصيدة ))
قالت لي أمي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياءْ.
أبجدةُ الأحرف تعني أن الألفَ تليها الباءْ
والسحب إذا ارتفعت لا تعجبْ إن سقط الماءْ
وعبير الورد يذيع السر، يقول: ربيع البهجة جاءْ
والقلب الشاعر لو صادف حباً، ازداد عطاءْ
…………..
قالت لي أمي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياء.
دق الناقوس فأفزعها، كادت تبكي….
قالت:
يؤلمني، يفرحني،
قالت، آلاف الكلماتْ.
وضعت في راحتها وجهاً حلو القسماتْ
ومشت، ساهمة، ناسية أن تأخذ وعداً بلقاءْ
فذهبت لأمي أسألها، تفسير اللغز فقالت لي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياء.
أعطتني دفترها، طلبت أن أكتب صفحته الأولى
فكتبت لها نصحاً أبوياً مشفوعاً (مكتوما؟)
خوفاً من عين الرقباءْ
قرأت، غضبت، ذهبت، عادت..
مزقت الصفحة ألقتها
ركعت -في رفق- تجمعها
وتلم شتات الأشياء
فذهبت لأمي، أسألها تفسير اللغز فقالت لي:
يا ولدي حاول أن تربط بين الأشياءْ
-------------------------------
((وقلت))
قالت لي بنتي:
أبتي هيا نمشي صوب الماءْ
فالماء جميل وله في الأفق رواءْ
وله الغيم السابح طُهْراً في الأجواءْ
وإذا هطل المطر استبشرت الأحياءْ
والقلب بقلب الماء يزيد عطاءْ
قالت لي بنتي :
يا أبتي هيا خذني صوب الماء
ودلفْتُ الى الصنبور فما أعجبها
قالت يا أبتي، سكتت، نظرت نظرة حبٍّ وذكاءْ
نشرت من عينيها الواسعتين جمالاً ورجاءْ
هيا نذهب يا بنتي عند فلان بركة ماءْ
ما قالت شيئاً بل بان عليها الإعياءْ
ظنت أن أباها لا يفهمها، أألـم به بعض غباء؟
البحر بعيد يا بنتي، لكنْ قلبي فيض عطاء
قلبي بحر من حب لا ينضبُ وبه صيفٌ وربيعٌ وشتاءْ
زهرتُه أنتِ ودرّتُه وسناكِ فيه ضياءْ
ابتسمت بنتي ضمتني بلّت خدي من عينيها قطرة ماء.




عبدالله 25-06-2000 10:25 PM

سلمت يداك أخي الكريم

جمال حمدان 25-06-2000 10:28 PM

الأخ السلاف

لقد سبقني الأخ عبد الله كعادته لكل مكرمة وفوق (لا فض فوك ) سيأتيك ردي شعرا بإذن الله لان درة كهذه لن أدعها تمر مرور غيمة صيف فقد أوحت لي بالكثير الكثير.. ...... فأرتقب رحمكم الله .. ولكم مني أجمل تحية وتقدير .......
أخوكم : جمال حمدان

ميموزا 27-06-2000 09:10 AM

سلاف ... القصيدة جميلة جداًّ ، تمتزج بالفلسفة امتزاجاً رائعاً ، الأم وهي توجه صغيرها وتعلمه أن يربط بين الأشياء ، والابن الذي يأبى أن يستوعب الدرس السهل الممتنع !
أما حوارك مع ابنتك يا سلاف لم يقل روعة عن النص الأصلي ، ولكني قرأت القصيدة أكثر من مرة ، ولم أجدك قلت لابنتك في الفم ماء !!! لا تحد من طموحها يا سلاف ، الفتاة تريد البحر ، وأنت تأخذها إلى بركة ! حقاًّ قلبك بحر من حب !
والقلب الشاعر لو صادف حباًّ ، ازداد عطاء !

شكراً لابنتك التي أهدتنا هاتين الرائعتين !


جمال حمدان 02-07-2000 06:21 AM




أربط ما بين الاشياء

.............والفظ ما في الفم من ماء

فالقصة تبدأ يا ولدي

.............أبعد من الف أو ياء

فإليك بداية قصتنا

.............وإليك العلة والداء

كنا يا ولدي في أمس

.............نلثم أتربة البيداء

ونغار عليها من دنس

...........أو موضع قدم الغرباء

فأطلت داحس والغبرا

..............والفرقة بين اشقاء

وطلبنا العون وأفتينا

.............بجواز أخاء الأعداء

فاربط ما بين الاشياء

..........والفظ ما في الفم من ماء

فالقصة يا ولدي بدأت

............قبل ( الغرناط ) وحمراء

مذ صار الحق لنا منا

................نعطاه كدفع لبلاء

ورضينا الذل وأمعنا

.............نستمري سم الرقطاء

نلقي بالزيت ويقتلنا

..............البرد ونار الرمضاء

فلتربط بين الأشياء

...........أو فأقرا سفر الرعناء !!


ولله نشكو

نع تحيات
أخوكم : جمال حمدان



ميموزا 02-07-2000 07:01 AM

جمال ... رائع يبدو أنه قريباً جداًّ سيتخلص من كل الماء في فمه ! وسيتقن الربط بين الأشياء ، وإن كان الربط بين الأشياء عملية ذهنية مرهقة !

سلاف 02-07-2000 01:28 PM

أستاذتي

شكرا، أنا ابحث عن الأبيات التي حييتك بها ذات مرة، فلا أجدها، هلا تكرمت
بكتابتها هنا تكرارا للتحية من جهة، ولكي أحفظها من جهة أخرى.

أخي جمال،

يبدو أنني أنا الذي سأحاول ثنيك عن مج كل الماء من فيك لا فُضّ.

يا من أكملتَ ليَ المشوار ثناءْ
من غيرك حقا يجرؤ أن يربط بين الأشياءْ
ما بين اللد وغرناطةَ والحمراءْ
في عمقٍ لا تتحمله الأجواءْ
في فكرك نورٌ علْويٌّ وسناءْ
غيرك يتعلم أن الألف تليها الباءْ
لكنك تحتاجُ إلى أن تبقي بعض الماءْ
كي لا تربط [علنا] كلّ الأشياءْ
أنسيتَ وكالاتِ الأنباءْ
والضابطَ ذي اللكمةِ في الأمعاءْ
وأمور الأمّة قبضٌ وعطاءْ
فإذا ما اشتقت لحيفا قل هيفاءْ
قل (أَعْريبا) فأنا أفهم هذا الإقواءْ
فَلْنَـتَوامَأْ إنا تفهمُ بالإيماءْ
أخشى أن تلحقك وتلحقني اللأواءْ
لطفاً بصديقي فله في القلب ضياءْ
وجمالٌ ووفاءٌ ورجاءْ ورُواءْ
فلنـتعلمْ فك وتركيب الأشياءْ
من ( فاعولٍ ) و( فعيلٍ ) و ( فِعاءْ)
وتمسك بالألف ستوصلنا- إن عشنا- للياءْ
وسيأتي يوم إن شاء الله سنلفظ فيه الماءْ.
من بعد الغربة والإقلاعِ لنا إرساءْ.
لن يمحو آياتِ الله بيومٍ سفرُ الرعناءْ



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.