![]() |
نقابة الخياطين
نموذج آخر لنقد ساخر :
يقتضي الأمر قبل خياطة هذه الخاطرة التقيد بتقاليد الخياطة –ومن تقاليد الخياطة احترام الخياطين والخياطات-وأنا كما تعلمون لست خياطا لكنني أحترم هذا الفن الأنيق. إذن السلام على الخياطات و الخياطين،مدنيين و عسكريين،أريد أن أقول : لا شأن لي فيما أنا عازم عليه الآن بمن يخيط الجلابيب و القفاطين أو السموكين. إن نيتي معقودة على خياطة من نوع آخر ما زالت مزدهرة في العالم العربي تخصص لها كثير من الدول العربية ميزانيات مهمة وتنشئ لها مؤسسات وتكون من أجلها الأطر. إنها خياطة الأفواه و العقول. ونظرا لتراكم الخبرات والتقنيات العالية،في هذا النوع من الخياطة،رأيت أنه من الإنصاف إدخاله في زمرة الفنون. من هنا يمكن اعتبار كثير من وزراء الداخلية العرب خياطين ممتازين. وهؤلاء الخياطون كرماء ما حرموا مواطنا عربيا من فنهم، وقد رفعوا شعار "مخيط لكل فم" وحققوا عدالة باهرة في توزيعه. إنهم رحماء يحافظون عن طريق فن الخياطة على صحة الأمة العربية،فهم يخيطون الأفواه إيمانا بالحكمة القائلة : "الفم المسدود لا يدخله الذباب". إنهم يهيئون المواطن العربي لمعركة المصير ضد العدو القومي،وهذا يقتضي ألا يتركوا فمه مفتوحا حتى تتسرب إليه "الميكروبات". إلى الأمام… دائما إلى الأمام بأفواه محكمة الخياطة.إن كل من يفتح فمه عميل للعدو. 'نهم يخيطون أفواهكم من أجل "النصر" و الحصول على النصر مثل السعي للحصول على الكنز يقتضي السكوت حتى لا تفسد العزيمة. النفس أمارة بالسوء،والفم المفتوح عرضة لغوايتها،وخياطته تقتل سوسة الغواية. إن النصر قريب… فلا تدعوا أفواهكم مفتوحة. لتبق أفواه الخياطين فقط مفتوحة،لأن قواعد فن الخياطة تقتضي ذلك. للمقال بقية جواهري - أصحاب السعادة |
أسلوبه فذ في السخرية ! هل كتب المقال قبل السلطة أو بعدها ؟
وشكراً لك يا عبدربه . |
المقال قديم حالي 1990 وكان بمناسبة اجتماع وزراء الداخلية العرب
|
وهل نشر في حينه ؟! وقرأه وزراء الداخلية ؟!
|
ذكرتني بالوزارات العربية التالية
1- وزارة الدفاع والشؤون الاجتماعية 2- وزارة الداخلية والفنون 3- وزارة الخارجية والإفتاء 4- وزارة السياحة والأوقاف فهل من مزيد؟ |
نعم نشر المقال في حينه وكانت الجريدة التي يكتب فيها تنفذ باكرا حتى العامة الذين لا يعرفون القراءة يتهافتون عليها ليروا من يقرؤها لهم.
|
أسلوب فعلا متميز, أولا شدني إسم المقال, قلت ما قصة الخياطين ونقابتهم؟ فوجدت ما وجدت يا ناصر الخياطين
|
أمر رائع أن يكون الكاتب محبوباً ، ويحظى بهذا الإقبال ، أعجبني جداًّ أن يتهافت على قراءته من لا يجيدون القراءة ، هذا وسام يعلقه على صدره ، إذا كان حقاًّ لسان من لا لسان لهم ! ثقة الناس كنز نادر !
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.