أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الواحة الخضراء (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8471)

سمير العمري 11-02-2001 09:08 PM

الواحة الخضراء
 
الواحة الخضراء قصيدة على غير العادة .... أرجو أن تحوز على إعجابكم ....


أحبـُّـــكِ حبّ أزهــار الربيــــع تعانقـتْ من كلِّ جنسِ

كمثل شـــذى بنفســجةٍ تميــل مع الريـــاح بدون لمسِ

كمثل الطــير منطلقـــاً علــى قمم الروابي بعــد حبسِ

كمثل الفجـــر ينشــر نوره بعـد الظــلام ببحــر نحسِ

كمثل رؤى الســعادة في الخواطر بعد أوهـــامٍ وبؤسِ

أحبُّــكِ كالغريق يرى الحياة تفـــرُّ من أحضـان رَمْسِ

فكنتِ الحاضر الزاهي يســاعدني على نســيان أمسي

وأنتِ الآن لي أمــــلٌ يقـــاوم حيرتي ويشــــــلّ يأسي

وأنتِ الواحة الخضراء تلقي الظلَّ في صـحراء نفسي

فأنتِ ، وأنتِ لي مذ كنتُ أدركتُ الحقيقــة دون لَبْــسِ

وهبتُكِ كلّ مايهبُ الكريـم من النــدى عن طيب نفسِ

وأعطيتُ الرضى والصدق والأفكار في طيّات رأسي

وعشــتُ بك الهـوى صِــرفاً نقـياً غير مخلــوطٍ بدنسِ

أنــام على خيـــوطٍ من سناكِ تثير بي شـــوقي وأُنسي

وأُغمض حالماً فرحاً بطيفكِ يحتسي صــمتي وهمسي

وأصــحو والحــنين يهزّ قلبي يحتــوي عقـــلي وبأسي

وأصبـح كالوليد الظامــئ الولهــــان للصـدر المؤسّي

وأغـــدو كالعليــــــل المســــتجير بكلّ أنــواع التأسـي

وأشـــعر لهفتي تجتاحني عنـــد النوى وكذاك أُمســـي

أظلّ أعانــق النجـــوى لعلّ الطيـــف يشـفيني ويُنسـي

فأنتِ ربيع أفكاري إذا ما احترت في أعمــاق حدســي

وأنتِ العمـــر أنثرهُ وروداً تحتســي بالشـــهد كأســـي

فما لي لا أحبّكِ بعــد أنْ قدْ صرت لي قمري وشمسي

ومثلك لـم أرى حسـناً ولا عقـــلاً على عربٍ وفُــرسِ

أحبـّكِ حبّ أيـّــامي وأحــلامي وأشــــعاري وحسـّــي

أحبــــــّــكِ ما يُحَبُّ كمثلهِ حــبٌّ ، ولا ليـــلى وقيــسِ

وأنتِ لتهـنئي يا حلوتي أنْ صرتِ لي نبضي وجرسي


سلاف 11-02-2001 11:41 PM

أخي سمير
صباح يوم صيفي، نسمات عليلة، وطلٌّ تغطي قطراته الورود، أرأيت ما يبعثه ذلك في النفس، هذا ما أحسست به وأنا أقرأ قصيدتك. ولعل التفاعيل الخمسَ -على غير المألوف - فرضت استمرارية القراءة الشعريه للأبيات دون التوقف بين عجز وصدر وهو ما زاد من تدفق الموسيقى ، أضف إلى ذلك روي السين الذي ذكرني بسينية البحتري ، فقد جاء متناغما مع هذا الجو ومعمقا له.
بوركتَ من شاعر.
هذا انطباعي الأول والمباشر والقصيدة تستحق العودة لها.


عمر مطر 13-02-2001 01:54 AM

أبيات لطيفة، وفكرة -عروضية- فريدة.

أجمل صورة في القصيدة قولك:

أحبُّــكِ كالغريق يرى الحياة تفـــرُّ من أحضـان رَمْسِ

عمر مطر

جمال حمدان 13-02-2001 10:06 PM

وانا اوافقكم الراي وأرى القصيدة جميلة والأجمل منها الذي كتبها


سمير العمري 13-02-2001 10:47 PM

أخي سلاف:

شفاف .. حساس .. لمّاح ... ذلك هو ما خطر ببالي حينما قرأت تعليقك الرقيق رقة النسيم الدافئ دفء شمس آذار....

حقاً أخي فقد أردت من هذه القصيدة أكثر من مجرد الغزل الرقيق أو الصور المتدفقة. لقد كتبت هذه القصيدة رداَ وبرهاناً لكل من يظن أن الشعر العربي الأصيل ( القريض ) لا يحتمل تدفق المعاني والصور ولا رقة الألفاظ والسفر حينما تحدى بعض أولئك أن أثبت عكس ذلك ولذا كانت هذه القصيدة على غير أسلوبي الشعري الذي يميل للرصانة والقوة فلم أركب عاتي أمواج بحوري القوية ، فكتبت في تفعيلات خمس من الوافر ليكون النفس طويلاً ، ولجأت إلى روي السين ليزداد رقة وطولا ، وجعلت المعاني تتدفق بلا توقف في ألفاظ رقيقة تنساب من صور خلابة حتى أثبت له أن الشعر يستطيع حتى أن يقطع النفس في انسيابه وتدفق معانيه ، ولقد اصطدت - وربما اصطادتني - صور بلاغية قوية وبعضها جاء إبداعياً أي لم يسبقني إليه أحد في معناه أو مبناه مثل:

أحبُّــكِ كالغريق يرى الحياة تفـــرُّ من أحضـان رَمْسِ

حيث صورت حبي لها كحب الغريق الذي يحب الحياة وهي تفر من أحضان الموت في صور بلاغية متداخلة متناسقة وهي صورة ظاهرها على غير باطنها ...

وأيضاً مثل:

وأصبـح كالوليد الظامــئ الولهــــان للصـدر المؤسّي

حيث أصور حالة الشوق والحنين كطفل أصبح ظامئاً لحنان الأم قبل حليبها بعد ليل طويل ...

الحديث يطول ولكني أضيف قبل الختام بأن هذه القصيدة مختلفة المنهج أيضاً عما اعتدت أن أكتب من شعر يفيض بالحزن والألم أكثر .....

أشكر لك حسن القبول وأرجو أن يستمتع بها الجميع ...


سمير العمري 14-02-2001 09:45 PM

أخي عمر:

أسعدني تقبلك للقصيدة وللفكرة وكنت قد رددت على أخي السلاف دون أن أرى ردك فاعذرني .....

كم كان يسعدني أكثر أن تؤكد على جمال ذلك البيت بصوره المتعددة المتلاحقة ... ولا أكون طماعاً فأتمنى نقداً لكامل القصيدة على غرار ما يتحفنا به الأخ الغائب الحاضر سامي ...

أشكرك على كل حال...


سمير العمري 14-02-2001 09:49 PM

أخي الجميل جمال:

أين أنا ممن حوى الجمال اسماً ومعنى ....

ركز على القصيدة ولا تفتح عليّ عيون الصبايا...




Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.