أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   شعوري الغريب .. ( من الإرشيف ) . (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8483)

صالح زيادنة 15-02-2001 05:41 AM

شعوري الغريب .. ( من الإرشيف ) .
 
شعوري الغريب
شعورٌ غريبٌ يلازمني ، وإحساسٌ مبهَمٌ غير مفهوم يستَكنّ بين جوانحي ، يجعلني أشعر بالغربة والوحدة ، وأشعر بأنني أختلف عن الآخرين ، أو أنني نوعٌ غريبٌ من البشر .
فأتعذّب وأنا أشعر بهذا الشعور ، وأتألّم وأنا أحسّ بالغربة والوحدة والضياع ، فما الوحدة إلاّ نوع من الإنغماس في اللاشيء ، والإنزواء في أركان المبهَمِ والمجهول .
وألوم نفسي وأنعتها بصفاتٍ تؤلمها ، وأصفها بأنها متخلفةٌ وغير طبيعية ، فما هذه الإنطوائية إلا ضرب من الشذوذ ، والهروب من الواقع وعدم المشاركة الفعلية في الحياة .
وكلما أصفع قلبي مؤنباً ، يحتدّ وينتابه حزنٌ شديد ، إلا أنه يتمالك نفسه ويبلع سُخطَه ويمسك بيدي ويقودني الى نافذة صغيرة تُطلّ على العالم الخارجي ، ويقول لي : ها هم الناس انظر إليهم .
وأنظر من خلال الكُوّة الصغيرة فأرى الناس على حقيقتهم ، ينتشرون في كل مكان ، بعضهم يتسلّل في الظلام وبعضهم يسير في وضح النهار ، بعضهم قويّ شرس كالنمر يثور ويزمجر لأتفه الأسباب ، وينقضّ ليفترس دون رحمة ، وبعضهم كالثعبان يلدغ وينساب بين الأعشاب دون أن يراه أو يحسّ به أحد .
إنهم يشبهون تماماً تلك الحيوانات التي تعيش في الغابة ، كلّ فريق منهم يسير في إتجاه ، ولكن قاعدة واحدة تنطبق عليهم جميعاً ودون إستثناء ، وهي ان الكبير منهم يفترس من هو أصغر منه .
نظرت طويلاً وطويلاً ، ورأيت ما كنت أتصوّر ، وما لم يخطر على بالي أبداً ، رأيت ما كنت أُحِبّ وما كنت أَكره ، لكنني كنتُ هادئاً ممسكاً أعصابي ، فقد عاهدت نفسي منذ زمن طويل ألاّ أتدخّل في شؤون الآخرين ، وأن أبقى مخلصاً لله ولنفسي ليس أكثر .
وعندما مللتُ من النظر وتعبتُ من المشاهدة تركتُ النافذة وعدتُ إلى نفسي وإلى قلبي وعاد يُلازمني شعوري الغريب .

عمر مطر 15-02-2001 12:56 PM

الله الله
مقالة جميلة حقا، وكأننا في الخيمة ابتدأنا نخوض بحور المقالة والخاطرة، وهذا أمر مشجع حقا.

بصراحة، ليس أجمل من أن يعتزل الإنسان الناس بين الحين والآخر، ويخلو لنفسه على الأقل، فإنه يستطيع حينها أن يحاسب نفسه على ما أبداه من خطأ في حق غيره، أو في حق الله وفي حق نفسه.

زدنا من أمثالها أبا جمال.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.