كئيب ذلك الفجر
 

كئيب ذلك الفجر
برغم الليل ينتصر
يطالبني بأغنية
وقلبي الآن يحتضر
وقد كانت لنا ليلة
رؤوم قلبها نضر
أتانا الفجر مفترسًا
طريد جاءه الخفر
مريض نابه الخبر
ويطلب أن نسامحه
وأنى القلب يغتفر

كئيب ذلك الفجر
برغم الليل ينتصر
يهيج خاطري دومًا
لأقوام بنا مكروا
وأقوام بنا غدروا
وأقوام بنا سخروا
هنا قد عشت مكتئبًا
وثم النور والقمر
ينير الكون من حولي
وقلبي نوره شرر
ألا يا فجر تأتيني
بقلب ليله ليل؟
وهل يا فجر تأتيني
بقلب فجره فجر؟

السيد عاطف
تحية طيبة وبعد

بعد تأمل جيد في القصيدة أقول لك التالي:

1- القصيدة جميلة تدخلني في جوها وكأنـني أشاهد دراما جذابة, هذا رأيـي بكل صدق ولعلك لاحظت عدم مجاملتي ومن أقل أضرار المجاملة أنها تجعل السيء جيدا ويوضع قولك في حسابك عند الحكم على قصيدة, فالقصيدة جميلة وسلمت يداك.

2- هناك موضع في السطر الثالث حتى يسلم من الإعتراض فلو تجعله كالتالي:

يطالبني بأغنية
وقلبي الآن يحتـضر

3- مريض نابه الخبر, ليتك تشرح لي المراد منها لأنـني لم أفهمه للأسف وهذا قصور مني لتعدد الاحتمالات البعيدة وأرى اتساع خيالك فلا بد من فهمه على مرادك.

4- يخيل إلي مواضع فيها تـناقض على ظاهرها ولا أظنها كذلك لأنك وحدك من يفهمها على وجهها الصحيح فليتك أيضا تشرح تلك المواضع.

مثلا: قلت عن الفجر بأنه كئيب لكنه ينـتصر رغم الليل وهذا يعني عدم رغبتك بالليل ثم قلت وقد كانت لنا ليله رءوم قلبها نضر فهل الليلة مستـثـناة من عدم رغبتك بالليل؟
ثم قلت بأن الفجر أتاك مفـترسا طريدا ..... فهنا لم أفهم مرادك

أرجو أن يتسع صدرك لكلامي وما هذا إلا حبا بهذه القصيدة وكما قلت بأنني معجب بها.

واسلم لأخيك مجدي

أخي الكريم مجدي، أولاً الحمد لله أن هذه الخاطرة أعجبتك من بعد ان كدت أيأس وأندم على أن أنزلتها؛ لإحساسي بأنها دون المستوى.. لكن حسبي أنني أكتب ما يعتمل في نفسي.. من باب الفضفضة.
أولاً: من السفه أن أغصب من ملاحظات شاعر كبير هو أنت.ً لذا فإن أي إضافة منك أقبلها وأرحب بها.
ثانيًا: ليس من الصحيح في رأيي أن يرفض الشاعر إذا سئل عن شيء في عمله بحجة أن العمل ينطق عن نفسه، ولا يحتاج إلى تفسير. أنا لا آخذ الأمور بهذا المنطق، وإلا فلم النقد وهو في الأول والآخر شرح وتوضيح للعمل. "مريض نابه الخبر".. الخبر هو الموت.. "فلان جاء خبره"، ولها عدة معانٍ أخري تحمل عليها، ولا بأس، فكله ثراء في الشعر. لكن ما قصدته كان هذا.
ثالثًا: لا تناقض في كلامي.. أنا لا أريد الفجر، ولا أحبه.. أنا أحب الليل؛ لأنه يسترني ويحتويني بداخله.. أما الفجر عندي فيفضح، ويهيج علينا المواجع.. لكنه واأسفاه ينتصر في النهاية، ويزيل الليل.. وأذكر سبب كراهيتي للفجر بتلك الليلة التي قضي عليها وأنهاها، ولم تعد من وقتها. داهمنا الفجر كما يداهم الخفر الطريد. انظر كيف يكون تعجرفهم، وكالموت عندما يداهم المريض..
طريد وليس طريدًا؛ لأن "طريدًا" بالنصب يكون حالاً للفجر، أما طريد بالرفع يكوِّن جملة أقصد بها أن الفجر بمداهمته كما يفعل الخفر عندما يداهمون طريدًا.. ولو كان المقصود بالطريد الفجر لنصبته كما قلت على الحالية. فما رأيك يا أخي؟

الأخ الكريم عاطف, تحية طيـبة وبعد

أشكرك أولا على حسن ظنك بي وهذا بناءً منك على ما تراه من أبـيات أكتبها ولحسن حظي في كل مرة تساعدني الصدف وإلا فأنا لست كما تظن بل أفرح بمؤاخاة مثلكم والتـتلمذ على يديكم وخصوصا أنك تعرف في النحو وهذا يعجـبني أيما إعجاب.

كما توقعت: أنت وحدك من يتـقن فهم هذه المعاني وها قد خرجت القصيدة الآن بحلتها الزاهية وشرح مرادك كان كالتاج للعروس فشكرا لك ولا تقطعنا من هذا السلسبـيل.

طريد ظنـنـتك قصدت الفجر وأنك إما رفعته على أنه خبر مبتدإ محذوف " هو " والجملة الفعلية نعت للخبر بمعنى من المعاني, وإما جررته على تقدير جره بالكاف أي كطريد وأنه إن كان طريدا ً فهو مخيف أيضا لأن الطريد يفـقد اتـزانه فيصير بالنسبة للبعض كالمطار ِد, وهذا كقول الشاعر:
إذا قيل أي الناس شر قبـيلة ٍ .... أشارت كـُـلـَـيـب ٍ بالأكف ِّ الأصابع ُ

أي إلى كليـب.

أشكرك جدا جدا على سعة صدرك وعلى توضيحك ما قصر عنه فهمي ولله درك

أخوك مجدي

أشكرك أخي جزيلاً لتمكنك أنت من لغتنا العربية، وحسن تعليلك للنص، الذي عرفني عليك أكثر.. ويكون لي الفخر أن تكون بيننا صداقة حميمة.

على الرحب والسعة سيد عاطف

أريد أن أسألك أخي جمال سؤالاً: هل يجد شعر الأطفال مكانًا عندكم، أم أنكم من المؤمنين بأنه وأدب الأطفال دون المستوى؟ هذا السؤال مهم جدًّا لي لأني كاتب أطفال.

(((( أم أنكم من المؤمنين بأنه وأدب الأطفال دون المستوى؟)))))

الأخ عاطف
لم استطع فهم جملتكم السابقة .. فهلا وضحتم السؤال جليا ,,
وشكرا..

وقع خطأ في الكتابة.. أقصد أم أنكم من المؤمنين بأن أدب الأطفال دون المستوى؟

الأخ جمال
ظاهر العبارة عندي أن الأخ عاطف يسأل إن كان كتابة نصوص تختص بالأطفال وأدب الأطفال دون المستوى المحدد للخيمة من مواضيع شعرية وأدبـية تختص بأمور الكبار

هذا ما ظهر من العبارة

لم تعطني رأيك بصورة طائر الأحزان