نــــــــريد إبــــداعا وليس نظما
 

الاخوة الشعراء
كنت في حوار مع الاخوة عمر المطر ومجدي وتحدثنا عن الإبداع في الشعر وسانقل بإذن الله تحت باب مستقل بعد يوم أو يومين بعضا من ابيات قالها شعراء الخيمة وساوضح رائيي في الشعر والنظم مستشهدا بامثلة واقعية ..
وبهذه المناسبة اهيب بالاخوة الشعراء أن يأتونا (هنا ) باشعار بالفعل تستوقف القارئ بسبكها ومعناها وليتنا نركز على الإبداع أي بمعني ان تكون أشعارنا موافقة لقول الشاعر :

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه .. فليس خليقا أن يقال له شعر

وانظروا لبيت قاله السندباد لاخينا السلاف في مرضه وتاملوه ::

الداء فيك .. وفيَّ الآه والألم ...... كأنّه الدهر مني فيك ينتقمُ

وبيت لاستاذنا ومعلمنا السلاف ::

و سيف الجفا مهما تزايد ضربه .. ليبقى على العشاق - يا صاح – ماضيا

فهل من ناسج على منواليهما ؟؟؟؟

أخي جمال،

لا شك أن في الخيمة من هم مبدعون حقا، وليس بيت السلاف إلا صورة عن بعض إبداعه، فلو تتبعت شعره لأعياك تدوين ما تفرد فيه، ولعل بيت السندباد يشرح قصدك من هذا الموضوع.

كلما قرأت بيت السندباد شدهني، وقبض أنفاسي إلى أن تعيدني الحياة إلى خضم واقعها، وما قرأت بيته هذا على أحد إلى ظنه للمتنبي أو لأبي فراس، ولو أن كل شاعر هنا رقى بشعره ليصل إلى مثل هذا المستوى، وترفع عن الهزيل من الشعر، وحذف من قصائده بيتا لا يضيف إلى القصيدة معنى جديدا، وحذف كل بيت أجبرته القافية على قوله، ومنع على نفسه الحشو كما يمنع عن نفسه الطعام إذا زاد وزنه، لكانت القصائد التي تنشر هنا كلها بمثل هذين البيتين.

وأنا أول من يقبل النقد، ويطلب من أهل النقد -أمثالكم- أن يلفت نظري إلى أي بيت أكتبه في الخيمة يقل عن المستوى المقبول.

بارك الله فيكم.

عمر مطر

ملاحظة: أخي السندباد، حرام عليك أن تحرمنا وجودك بيننا، لماذا كل هذا الإقلال؟ ألا ترى تلهفنا لسماع صوتك؟

شكرا أخوي عمر وجمال.
ولكن فيما يخص الإبداع، فهو بتعريفه ندرة حتى في شعر الشاعر نفسه، وما يكون البيت الفذ إلا في أبيات كثيرة دونه مستوى، ولو اقتصرنا على هذا المستوى فربما ضمرت المشاركات أو كادت، وليس معنى ذلك أن لا نأخذ بما نصحتما، ولكن التوسط في الأمر أرشد، فلا قصر على إبداع ولا إلقاء للكلام على عواهنه. وأنتما تريان قلة المشاركات بطبيعة الحال.
وأرى في المطالبة بقصر المشاركة على هذا المستوى كمن يطالب الأمة كلها بالوعي الفكري المستنير الذي لا يتأتى إلا لقلة القلة، وما تكون القلة إلا وسط الكثرة.
ولا ينبغي أن يغيب عن بالنا أن من مهام الخيمة الأخذ بيد بعض مشاركيها إلى الأفضل ولا يكون ذلك إلا بالتشجيع والنقد البناء، وقد يكون في بعض النقد والتصويب اللذان لا يأتيان بدون خطإ وتقصير فائدة لغوية لمتتبعي الخيمة من غير المشاركين بها. وقد دعوت من أعتز بمستواه الأدبي فتهيب الدخول للخيمة لما يراه من علو مستواها.
في معالجة أمر ما أرى أن نأخذ الآثار الجانبية للعلاج إن وجدت بعين الاعتبار، فبعض العلاج قد يكون ضرر آثاره الجانبية أكثر من نفعه.
ولعل لمقالكما مقاما معينا هو فيه صواب بالمطلق، ولكن انطباقه على سواه ليس بنفس الدرجة. ولا يخلو فيه الأمر من تمازج.

الاخ السلاف
بارك الله بكم وفيكم فيما قلتم وإني لمدرك تمام الإدراك صحة ما جئتم به ولم يغب ذلك عن بالي ولكن كما هو مدلول العنوان حيث لم تكن إلا أمنية تمنيتها على نفسي وعلى بقية أخواني من الشعراء ولعل اخي عمر المطر كفاني مؤونة الإطناب في الشرح ..وأما بالنسبة لإبداع الشاعر في بيت ما في القصيدة فاعود واقول كما قال الأخ عمر بأنه لو أن كل شاعر تأمل قصيدته ونقحها وحذف ما لا يلزم من حشو وحاول ان يزين شعره بقدر إستطاعته لكان مردود ذلك خيرا عليه كشاعر وعلى المشاركين والخيمة ....
ولعلكم أخي قد اثرتم موضوعا لطالما اختلفت بشانه الآراء ألا وهو الأخذ بيد الذين يحتاجون للتوجيه وهذا أمر جيد ولا باس به بشرط ألا يؤثر ذلك على إنشغال الشعراء بالتوجيه والتصليح مما سيقلل من مشاركاتهم الشخصية ...- وبالطبع هذه الأمور تعود للشاعر نفسه ولا ينبغي لاحد أن يملي عليه ما يفعله -
على اي حال دعنا لا نستبق الأمور وإني متأكد بان جميع الأخوة المشاركين ينشدون نفس الغاية التي نحرص عليها ألا وهي الرقي بمستوى الخيمة والحفاظ على تميزها ..

اما بالنسبة لقلة المشاركات فهذا نلحظه ونلمسه ونتألم له في نفس الوقت ولكن أخي دعني أتكلم بصراحة واضع يدي على بعض المستجدات التي طرات على خيمتنا في الآونة الأخيرة حيث لم تكن
موجودة بيننا من قبل ألا وهي ..
غياب شئ من روح المحبة والإيثار بين بعض المشاركين وحرصه على التركيز على موضوعاته التي يشارك بها وتجاهله لمشاركات الأخرين وهذه من وجهة نظري أنانية لا يجب لها أن تجد محلا بيننا ...وشئ أخر ألا وهو منطق ( التكتيك ) المكشوف الذي يتبعه بعض المشاركين من أمتناعه عن الرد على تساؤل لاحد المشاركين وتأجيله لذلك لمدة اسبوع أو اسبوعين ومن ثم المجئ للرد على المتسائل بغرض إحياء موضوعه من جديد .... فهذه الأمور نلحظها ولا نجد لها مبررا إلا أنها تترك في أنفسنا الكثير من علامات الإستفهام حول نفسية من يقوم بمثل هذه ( التكتيكات )

وشئ ثالث وهو الأخطر :: هو ملاحظتي لوجود بعض التكتلات ( المقصودة ) بين فئات من المشاركين بمعنى أن المشارك ( سين ) لا يدخل إلا على موضوعات المشارك ( ص ) ويتجاهل -عن عمد- الآخرين.. وهذه التصرفات ايضا واضحة وهي من الأمور البغيضة التي إستجدت على خيمتنا .....!!!!!!!!!!

لذلك إني أهيب بالجميع هنا أن يظهروا روح الإيثار لا ألأثرة وأن يحرصوا على روح المحبة بيننا وعدم التصرف بمنطق حب الذات أو الأنا ..وسوف أقوم بإذن الله بمعالجة كل هذه الظواهر الغير مستحبة والتي لا نرضى ولا نقبل بوجودهابيننا لاحقا .

ولي عودة لاكمل ما قصدته بالإبداع من عدمه بإذن الله وما الأبيات التي ذكرتها إلا مقدمة لموضوعي الذي انا بصدد تناوله بتفصيل أكثر .
شكرا لكم جميعا

السلام عليكم

أخي السلاف،

لا شك أنني لا أدعو إلى الإبداع في كل بيت من أبيات القصيدة، ولكني دعوت إلى أن يكون الشعر خاليا من الحشو، حاملا لمعاني جديدة، وصور معبرة، وتشابيه مقربة للمعنى، لا أن يكون الشعر "نظما"، وكنت سأرد في الموضوع الأصلي عن الفرق بين الشعر والنظم ولكن لا بأس أن نذكر الفرق هنا.

النظم يستخدمه العلماء في العلوم، وليسوا مطالبين أن يكون في نظمهم صورا ولا تشابيه ولا ...، ولكننا إذا وجدنا من يكتب "الشعر" فيخلوا شعره من الصور والأخيلة ومن مقومات الشعر، فلا شك أنه أقرب إلى النظم منه إلى الشعر.

كأن يقول القائل:

أنا أحب زوجتي ... وهْي تحبّ ولدي

هذا ليس نظما في أي العلوم، ولكن قائله لا يستطيع أن يقول عنه شعرا، هذا الذي نريد أن نوصله للجميع، وليس أن يكون كل بيت سابق فيه صاحبه كل الشعراء، ولكن أن يتميز كل بيت بما يكتمل به البيت، وأن يخلو الشعر من الحشو ومما ينزل بالشعر إلى ما نسميه النظم.

لا نريد أن نشق على الشعراء بالطبع، ولكننا لا نريد أن نصفق لكل من نظم بيتين ونطالب الجميع أن يمتدحه...

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه .. فليس خليقا أن يقال له شعر

نريد أن نسمو بمستو شعرائنا جميعا، وليس أن نشق عليهم أو أن نقلل مشاركاتهم، معظم المشاركين هنا يمتازون بقدرتهم على كتابة القريض، والتفنن فيه، فلماذا لا نستحثهم ليقدموا لنا ما يمتازون به؟