أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصيدتان إلى ولدي علي- لعبد الوهاب البياتي (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8563)

صالح زيادنة 19-02-2001 07:13 PM

قصيدتان إلى ولدي علي- لعبد الوهاب البياتي
 
- 1 -
قمري الحزينْ البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى المبحوح عاد
والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ
فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاءْ
والقُبَّرَاتْ
طارت ، فيا قمري الحزين
الكنز في المجرى دفين
في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ
لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد
والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات
أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟
ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟
أهكذا شمس النهار
تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟
- 2 -
مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام
وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون
ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون
وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ
وفي بطاقاتِ البريدْ
مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد
هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ
فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا
وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع
والليلُ ماتْ
والمركبات
عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع
وسائقوها ميتون
أهكذا تمضي السنون ؟
ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت

جمال حمدان 19-02-2001 07:55 PM

اخي ابا جمال
كنا نتوقع ان ناتي بإبداع لا بشعر يمشي على (حل شعره )....
أين إبداعك يرحمك الله ؟ الم يبق إلا البياتي وغدا بدر شاكر السياب ومن ثم نازك الملائكة .....

أتعشم منكم يا اخي - كما عهدناكم - أن تظلوا واحدا من سدنة الشعر التقليدي وشكرا

أخوكم : جمال حمدان

صالح زيادنة 19-02-2001 08:05 PM

أخي العزيز جمال
شكراً على التوجيه ، ولكن دعني أتساءل : ماذا أسميها ؟ صفعة خفيفة أم فَرْكة أذن ؟
إن كان ما نشارك به يثير حفيظتكم فما أسهل ما نضيع بين الزحام.
ملاحظة : هناك قصيدة جديدة ستأتيكم تجرجر أثوابها في القريب إن شاء الله .

جمال حمدان 19-02-2001 08:50 PM

اخي ابا جمال
ما عاش من يصفعك أو يفرك أذنك فلم تكن رسالتي هذه إلا قبلة محبة وغيرة على إبداعكم وها أنتم تعدون بقصيدة تجرجر أردانها فنحمد الله أن وصلت قبلتي كما شئت لها .... ولكم محبتي أيها الأخ العزيز

أخوكم : جمال حمدان

صالح زيادنة 19-02-2001 09:39 PM

أخي العزيز جمال حمدان
شكراً أخي على هذه الأخلاق السامية والروح النبيلة .
لم أضع قصيدة البياتي سدى ، أو لمجرد ملء الفراغ ، ولكن لأن بها بعض الأبيات الحزينة التي حركت كوامن الألم في نفسي ، فأحببت أن أنقلها لرواد الخيمة ، كنوع من العزاء لما آل إليه وضع مثل هولاء الشعراء الكبار حيث قضى أكثرهم في الغربة والمنفى ، بعيدين عن بيوتهم وأوطانهم ، أما أبيات البياتي فهي :
أهكذا تمضي السنون ؟
ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ
فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت
وقد عبر فيها عن حسرته وألمه وهو في منفاه ، وهو يتوقع أنه سيقضي وهو على هذه الحال ، بعيداً عن وطنه الأم وعن بيته وأهله ورفاق صباه ، وعن الأرض التي ترعرع فيها وأحبها ..
ومن المهزلة أن الحكومات تقوم بنصب تماثيل لهؤلاء الشعراء ( تكريماً لهم ) بعد مماتهم ، في حين لا يجدون ما يقتاتون به في حياتهم ،
وقد يحق لنا أن نردد مع أحد الشعراء قوله :
مساكين أهل الشعر حتى قبورهم ....................... عليها تراب الذل بين الخلائقِ
هذا كان الدافع لنشر القصيدة وليس شيئاً آخر .. وربما كان من الأفضل أن أشرح السبب الذي نشرتها من أجله ، ولكنها _ غابت عن بالي – والبدو يقولون – الغانمة بتغيب وبتحضر – وهذا ما حصل . فنرجو المعذرة .


عمر مطر 19-02-2001 10:04 PM

بارك الله فيكما، والحمد لله أنكما لم تدعا الشيطان ينزغ بينكما.

قبلة مني على محياكما

جمال حمدان 19-02-2001 11:56 PM

الاخ العزيز ابو جمال

العفو اخي والمعذرة إن كنت في كلامي لكم قد اسأت التعبير أو أخذ قصدي على غير محمله فأنتم أنتم أخي صالح وعذرا مرة أخرى لما بدر مني ولكم أن أعتذر لكم حتى ترضون.

أخوكم : جمال حمدان


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.