أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصيدة / شوك المهانة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8579)

يتيم الشعر 21-09-2001 11:53 PM

قصيدة / شوك المهانة
 
--------------------------------------------------------------------------------
" لا أظن التكلف بها يخفى على أحد ، ولكن حسبها أنها تعجبني و تعجب من يعجبني إعجابه "
الهَمُّ يطنِبُ والسعادة توجزُ
والسَّعد يَخفى والشقاوة تبرزُ
الحزن يُغدِق من عطايا فيضه
والغمُّ يُنفِق والمسرَّة تكنُزُ
والقبر للمهموم أرحبُ مسكنٍ
إن ضاق عيشٌ أو تضايق حيِّزُ
الصبح قد شدَّ الرِّحال مهاجراً
والليل جاثٍ بالكآبةِ يوعِزُ
البدر مشدود الوثاق مقيَّدٌ
والنجم يرعش والغمام مُهَزْهزُ
تتصارع الأفكاربين جوانحي
الفقر يدفع والكرامة تحجزُ
صعلوك ليلٍ غير أني للردى
توَّاق نفسٍ للردى متجهِّزُ
إنَّ الردى .. لو كنتَ تعلم ما الردى
أملي الردى وأرى الردى يتجوَّزُ
وتلوكني حِقَبٌ عجافٌ مُرَّةٌ
والدهر يختلس الكرام يُبَزْبِزُ
وأسير في ركب الحياة وكلما
قعستْ مطايا الحال حيناً أُلْكَزُ
يُمسي البخيل مُنعَّماً في ماله
وأخو السحابة والشهامة مُعْوِزُ
" شوك المهانة " في فؤادي يوخزُ
النُّبل ينزع والمذلَّة تغرزُ
فأقول يا نفسي يقال بما مضى
" العين تُبصر والأيادي تعجز "
النفس تتلفها مواعيد المنى
العمر يُخلف والمنيَّة تُنجزُ
والنفس تنفر من سماع منيةٍ
وأرى النفوس إلى المنايا تأرزُ
والمرءَ تصرعه الحياة وهمُّها
الدهر يطعن والنوائب تُجهِزُ
بقي الذين همُ اللئام وخُلِّدوا
ومضى الذين همُ الكرام وفوِّزوا
فشماتة الأعداء تفري أكبدي
وغدٌ يعرِّض بالحديث ويلمزُ
وأمضُّ ما قد ذاق قلبي من أسى
أنَّ ابن عمي بينهم يتغامزُ
وحسبتُ أسياف الصحاب لنصرتي
فإذا السيوف لقتلتي تتحفَّزُ
إني لأُخْفِض للصحاب جوانحي
وأطير نحو المعتدين وأجمُزُ
أهجو الأعادي لا أهاب جدالهم
فإذا الصحاب تحدَّثوا أتحرَّزُ
من كان يهذي بالوعيد فقل له :
سترى إذا حُمَّ الوغى من يأبزُ
لا تفخرنْ قبل النزال بصولةٍ
يوم الكريهةِ يُبصر المتفَجِّزُ
إني من القوم الذين تسامقوا
فوق الثريَّا والمكارم أحرزوا
إن لم أكن قبل الطلائع مقدماً
فمن الذي عند الصبيحة يبرزُ
فلكم تراشقنا المنايا بيننا
والنصل في صدر الأعادي يُركزُ
فترى الأعادي في الفلاة تجندلوا
السيف يشدو والمنية ترجزُ

الصمصام 23-09-2001 02:57 PM

وهاهو يتيم الشعر يعود بعد طول غياب
ولكنه يعود متصعلكا بعد أن ترك الديار
ولحق بعروة بن الورد وأصحابه
.
.حياك الله أخى معين تحية من القلب من غير تكلف
سعدنا بعودة حرفك وإطلالتك.

عمر مطر 01-10-2001 01:26 AM

أخي معين،
السلام عليكم
اشتقنا لوجودك بيننا، ولروحك المرحة، كيف حالك؟ لا أدري إن وصلك ردي على آخر استفسار لك في الرسائل الخاصة أم لم يصل، أرجو أن تخبرني حتى نعاود الكرة.

بالنسبة للقصيدة:

نـُقل إلينا في كتاب البيان والتبيين للجاحظ الآتي:

قيل للفارسي: ما البلاغة؟ قال: معرفة الفصل من الوصل.

وقيل للرومي: ما البلاغة؟ قال: حسن الارتجال عند البداهة والغزارة يوم الإطالة.

وقيل للهندي: ما البلاغة؟ قال: وضوح الدلالة، وانتهاز الفرصة، وحسن الإشارة.

وأول البلاغة اجتماع آلة البلاغة، وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش، ساكن الجوارح، قليل اللحظ، متخير اللفظ، لا يكلم السيد بكلام الأمة، ولا الملوك بكلام السوقة.

ومما روي عن معاوية بن سفيان، أنه قال لأحد الخطباء الشعراء: ماهذه البلاغة التي فيكم؟ قال: شيء تجيش به صدورنا، فتقذفه على ألسنتنا. وقال له معاوية: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز. قال معاوية: وما الإيجاز؟ قال: "أن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ."

انتهى كلام الجاحظ.

وباختصار فإن الفارسي رأى أن البلاغة هي معرفة مواطن الوصل بين الجمل بحرف عطف، والمواطن التي يكون فيها الفصل أولى.

والرومي يرى أن البلاغة هي ما نسميه بمعرفة مقتضى الحال، وهو معرفة حال المستمع وتنسيق الكلام لمناسبة حال ذلك المستمع، فيسهب حين يكون الإسهاب ضروريا، ويختصر حين يقتضي الحال الاختصار.

أما الهندي -وهو أحسنهم تعريفا للبلاغة- فإنه يرى البلاغة وضوح الدلالة (علم البيان)، وحسن الإشارة (علم البديع)، وانتهاز الفرصة (مقتضى الحال-علم المعاني).

وينهي بتعريف العرب، الذين يرون البلاغة في الإيجاز، ويعرفه بأن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ، أي أن يكون البليغ سريع قدح الخاطر فلا يتونى بالرد على سائله، وأن لا يكثر الكلام في الرد فيتسرب الخطأ إليه.

ما علاقة كل هذا الكلام بالقصيدة؟ حسنا، دعنا نتحدث عن القصيدة في نقاط، ونحاول الربط بينها وبين ما نعرفه من علوم البلاغة.

عند قراءة القصيدة نلاحظ التالي:

1. الإغراق في الطباق، وجاءت المقابلة في بعض الأبيات لطيفة دون إغراق.

(لا أحتاج إلى أمثلة هنا فلا يخلو بيت من الطباق).

2. معرفة الوصل من الفصل:

تبدأ القصيدة بصور كثيرة وجميلة، ولكن ينقصها الوصل بينها بشكل سلس متزن، لا يحتاج القارئ (السامع) لإعمال فكره في كنه العلاقة بين الصور.

تابع معي كيف أن الأبيات ينقصها الوصل بطريقة ما. ملاحظة: (*) أقصد بها أن هناك فصلا غير مستساغ.

الهَمُّ يطنِبُ والسعادة توجزُ
والسَّعد يَخفى والشقاوة تبرزُ
(*)الحزن يُغدِق من عطايا فيضه
والغمُّ يُنفِق والمسرَّة تكنُزُ
والقبر للمهموم أرحبُ مسكنٍ
إن ضاق عيشٌ أو تضايق حيِّزُ
(*)الصبح قد شدَّ الرِّحال مهاجراً
والليل جاثٍ بالكآبةِ يوعِزُ
(*)البدر مشدود الوثاق مقيَّدٌ
والنجم يرعش والغمام مُهَزْهزُ

وفي نهاية القصيدة نجد الشاعر قد تنبه لهذه النقطة فأصبح يصل بين أبياته بشكل أجمل وأبلغ.

تابع معي بين القوسين كيف يكون العطف مناسبا لربط الأبيات.

بقي الذين همُ اللئام وخُلِّدوا
(و)مضى الذين همُ الكرام وفوِّزوا
(فـ)شماتة الأعداء تفري أكبدي
وغدٌ يعرِّض بالحديث ويلمزُ
(و)أمضُّ ما قد ذاق قلبي من أسى
أنَّ ابن عمي بينهم يتغامزُ
(و)حسبتُ أسياف الصحاب لنصرتي
(فـ)ـإذا السيوف لقتلتي تتحفَّزُ
إني لأُخْفِض للصحاب جوانحي
(و)أطير نحو المعتدين وأجمُزُ
أهجو الأعادي لا أهاب جدالهم
(فـ)ـإذا الصحاب تحدَّثوا أتحرَّزُ
من كان يهذي بالوعيد فقل له :
سترى إذا حُمَّ الوغى من يأبزُ
لا تفخرنْ قبل النزال بصولةٍ
يوم الكريهةِ يُبصر المتفَجِّزُ
إني من القوم الذين تسامقوا
فوق الثريَّا والمكارم أحرزوا
إن لم أكن قبل الطلائع مقدماً
(فـ)ـمن الذي عند الصبيحة يبرزُ
(فـ)ـلكم تراشقنا المنايا بيننا
(و)النصل في صدر الأعادي يُركزُ
(فـ)ـترى الأعادي في الفلاة تجندلوا
السيف يشدو والمنية ترجزُ

3. نجد في القصيدة إكثار من استخدام الجمل الإسمية، وفي ذلك منقصة بأن الجمل الإسمية تنزع عنصر الوقت من القصيدة، فلا يبقى فيها تسلسل زمني.

وتابع معي كيف أن المواطن التي ترتاح لها عندما تقرأ القصيدة وتشعر أنك تتابع الأحداث هي الأبيات التي تبدأ بأفعال.

(وتلوكني) حِقَبٌ عجافٌ مُرَّةٌ
والدهر يختلس الكرام يُبَزْبِزُ
(وأسير) في ركب الحياة وكلما
قعستْ مطايا الحال حيناً أُلْكَزُ
(يُمسي) البخيل مُنعَّماً في ماله
وأخو السحابة والشهامة مُعْوِزُ
" شوك المهانة " في فؤادي يوخزُ
النُّبل ينزع والمذلَّة تغرزُ
(فأقول) يا نفسي يقال بما مضى
" العين تُبصر والأيادي تعجز "

4. لا شك أن القصيدة مليئة بالصور الجميلة وذلك يدل على عمق خيال الشاعر.

5. أرى القصيدة تزداد جمالا بنقصان بعض الأبيات منها، لا لشيء في الأبيات ولكن للأسباب التي ذكرناها سابقا.

فعلى سبيل المثال:

الهَمُّ يطنِبُ والسعادة توجزُ
.......................... والسَّعد يَخفى والشقاوة تبرزُ
يا عاذلي، فيما تعنفني؟ أفي
............................... غمٍّ يبذرُ أم سرور ٍ يكنُزُ
فالصبح قد شدَّ الرِّحال مهاجراً
............................ والليل جاثٍ بالكآبةِ يوعِزُ
ذا قبريَ المحفور أكرم منزلا
...................... إن ضاق عيشٌ أو تضايق حيِّزُ
تتصارع الأفكاربين جوانحي
......................... الفقر يدفع والكرامة تحجزُ
صعلوك ليلٍ غير أني للردى
.......................... توَّاق نفسٍ حاضرٌ متجهِّزُ
إنَّ الردى .. لو كنتَ تعلم ما الردى
................. أملي الردى وأرى الردى يتجوَّزُ
وتلوكني حِقَبٌ عجافٌ مُرَّةٌ
...................... والدهر يختلس الكرام يُبَزْبِزُ
وأسير في ركب الحياة وكلما
................... قعستْ مطايا الحال حيناً أُلْكَزُ
يُمسي البخيل مُنعَّماً في ماله
................. وأخو السحابة والشهامة مُعْوِزُ
" شوك المهانة " في فؤادي يوخزُ
........................ النُّبل ينزع والمذلَّة تغرزُ
فأقول يا نفسي يقال بما مضى
................. " العين تُبصر والأيادي تعجز "
كالنفس تخلفها مواعيد المنى
..................... حتى إذا جاء الحمام فتـُنجزُ
والمرءَ تصرعه الحياة وهمُّها
.................. الدهر يطعن والنوائب تُجهِزُ
بقي الذين همُ اللئام وخُلِّدوا
............. ومضى الذين همُ الكرام وفوِّزوا
فشماتة الأعداء تفري أكبدي
................. وغدٌ يعرِّض بالحديث ويلمزُ
وأمضُّ ما قد ذاق قلبي من أسى
.................... أنَّ ابن عمي بينهم يتغامزُ
وحسبتُ أسياف الصحاب لنصرتي
................... فإذا السيوف لقتلتي تتحفَّزُ
إني لأُخْفِض للصحاب جوانحي
................ وأطير نحو المعتدين وأجمُزُ
أهجو الأعادي لا أهاب جدالهم
............... فإذا الصحاب تحدَّثوا أتحرَّزُ
من كان يهذي بالوعيد فقل له :
.............. سترى إذا حُمَّ الوغى من يأبزُ
لا تفخرنْ قبل النزال بصولةٍ
................ يوم الكريهةِ يُبصر المتفَجِّزُ
إني من القوم الذين تسامقوا
.............. فوق الثريَّا والمكارم أحرزوا
إن لم أكن قبل الطلائع مقدماً
............ فمن الذي عند الصبيحة يبرزُ
فلكم تراشقنا المنايا بيننا
...... والنصل في صدر الأعادي يُركزُ
فترى الأعادي في الفلاة تجندلوا
............. السيف يشدو والمنية ترجزُ

هذا ما لدي أخي معين، وأنتظر تعليقك.

يتيم الشعر 04-10-2001 12:32 AM

العزيز / الصمصام

أشكرك أيها العزيز على مشاركتك وترحيبك وكم سعدتُ بذلك جداً وأرجو منك دوام التواصل

العزيز / عمر

يا عمي أنا يماني غلبان مالي ومال الحكمة الهندية والفارسية :)

أشكرك حقاً على تعقيبك والذي أفادني للغاية وأسعدني جداً وأتفق معك في بعض ما ذكرته

أما بالنسبة للرسالة فلم يصني شيء أيها العزيز

الصمصام 04-10-2001 01:45 PM

أخى معين:
بل انا الأسعد بعودتك
ولكن أنت من حرمنا الوصال بابتعاده
أرجو أن لا تطيل السفر هذه المرة.

عمر مطر 04-10-2001 07:00 PM

لو لم تكن يمانيا لما قلنا ما قلنا. :)

ما هي أخبار المشروع إياه؟ أنتظر البشارة. :)

يتيم الشعر 05-10-2001 07:55 PM

العزيز / الصمصام

جزاك الله خيراً يا أخي وتأكد أن الخيمة بيتي ولي فيها أهل وأحباب

العزيز / عمر

أرجو منك أن تكتب لي بخصوص المشروع الذي كلمتك عنه وسأحاول أن أرسل لك ملفاً يحوي بعض المعلومات الموجزة والأفكار الأولية .. ولك تحياتي

يتيم الشعر 05-08-2002 09:57 PM

سأظل أعيد في تصفح القديم إلى أن يسوق الله لنا شعراً جديداً ..

عمر مطر 07-08-2002 11:45 AM

بشراك بشراك.

قريبا :)

محمد ب 07-08-2002 01:04 PM

"طابشها" يا عمر اليوم بالتعليقات..ما شاء الله.على طول الخط عمر مطر آخر مشاركة عيني عليك باردة:

القافية على الزاي تعد بالفعل من القوافي الصعبة.
ولعلكم تذكرون قصيدة المتنبي
كفرندي فرند سيف الجراز..
وهي لم تعجب النقاد
ولكنها هنا بالفعل لا بس بها ولها وجه يصرفها عن التكلف أو يصرف أغلب الأبيات خلافاً لرأي الشاعر..
أما تعليق الأستاذ مطر فمن فرائده المفقودة أعادها الله وأعاد أحسن منها..بعد أن انقطع لفترة فهذه إن شاء الله تباشير العودة تجلت في هذا النشاط غير المألوف اليوم..
مع التحية للجميع


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.