أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الثِّفَال – في اللغة والأدب . (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8592)

صالح زيادنة 22-02-2001 01:26 PM

الثِّفَال – في اللغة والأدب .
 
الثِّفَال :
الثِّفَال بالكسر هو الجلد الذي يُبسط تحت رحى اليد ليقي الطحين من التراب ، هكذا ورد اسمه في معاجم اللغة العربية ، ولكن العامة يلفظونه بالذال وليس بالثاء فيقولون ذِفَال ، ولم أسمع أبداً مَنْ يلفظه من العامة بالثاء ، وقد ورد ذكره كثيراً في الشعر الجاهلي وفي الشعر العربي القديم فنرى زهير بن أبي سلمى في معلقته يصف الحرب ويقول :
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرِّحَى بِثِفَالِهَا
.................. وَتَلْقَحْ كِشَافَاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
أما عمرو بن كلثوم فيذكره في معلقته أيضاً ويقول :
يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ
.................. وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِينَا
أما الفرزدق فيذكره في قصيدة يمدح بها سليمان بن عبد الملك ويهجو الحجاج بن يوسف :
فَبُدّلْتُمُُ جَودَ الرّبيعِ وحُوِّلَتْ
.................. رَحىً عَنْكُمُ كانتْ مُلِحَّاً ثِفَالُهَا
وكذلك في قصيدة أخرى يمدح بها الوليد بن يزيد بن عبد الملك :
إذَا مَا رَحَىً زَالَتْ بقَوْمٍ ضَرَبْتَهَا
.................. على الدينِ حتى يستَقِيمَ ثِفَالُهَا
أما ذو الرمّة فيقول :
إذَا شَاءَ بعضَ الليلِ حَفَّتْ لِصَوْتِهِ
.................. حفيفَ الرَّحَى من جِلْدِ عَوْدٍ ثِفَالُهَا
أما الشاعر الأندلسي أبو اسحاق الألبيري فيقول :
مَا فوقَ ظهرِكِ قَاطِنٌ أو ظَاعِنٌ
.................. إلاّ سَيُهْشَمُ في ثِفَالِ رَحَاكِ
ويقول ابن زيدون :
فُجِعَتْ رَحَى الإسلامِ منكَ بقُطْبِهَا
.................. ليتَ الحَسُودَ فِدَاكَ فهو ثِفَالُ
ويقول أبو العلاء المعري :
يا أبا القاسمِ الوزيرَ تَرَحَّلْتَ
.................. وخَلَّفْتَنِي ثِفَالَ رَحَايَه
أما في لسان العرب فنجد في مادة " ركا " :
إلى أَيِّمَا الحَيَّيْنِ تَرْكُوا فَإنَّكُمْ
.................. ثِفَالُ الرَّحَى مَنْ تَحْتَهَا لا يَرِيمُهَا
وفي مادة " قرن " ، ومادة " عرزل " :
تَحْكِي لَهُ القَرْنَاءُ في عِرْزَالِهَا
.................. أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفَالِهَا
ومن هنا نرى اقتران اسم الثفال بالرحى في معظم المواقع التي ذُكر فيها ، ويبدو أن الشعراء الذين ذكروا الثفال استقوا جميعهم معلوماتهم من معين واحد هو بيت زهير بن أبي سلمى المذكور ، وقد جاء ذكر الثفال وكأنه الشيء المظلوم الذي تعركه الرحى ، فيتعرض للضغط الشديد لثقل الرحى وعركها له لدى دورانها . وإن كان له دور آخر لا يقل أهمية عن سابقه يأخذه بمجرد الإنتهاء من عملية الطحن ورفع الرحى إلى مكانها حيث يستعمل لوقاية قطع العجين من التراب ، وتغطية الخبز الطازج للمحافظة عليه من لفح الريح وحمايته من الجفاف السريع حتى يظل طازجاً وطرياً . وبعد أن ظهرت الطواحين ( المطاحن ) الآلية الكبيرة قلّ دور الرحى وأصبحت وظيفته تقتصر على جرش كميات قليلة من القمح أو العدس للاستعمال المنزلي البسيط ، أما الثفال فقد تحرر من عرك الرحى ولكنه ظل كما هو عصوراً طويلة وما زال يستعمل حتى الآن ، وإن كان دوره قد أخذ في الانحسار حتى كاد ينسى تماماً .
ومن المفارقات العجيبة انني طلبت من ابنتي (10 سنوات ) أن تضع ما تبقى من الخبز بعد الأكل في الثفال ، فحملت الخبز وبدأت تدور وتلتفت يمنة ويسرة ثم عادت إليّ مستفسرة متسائلة : ما هو الثفال يا أبي ؟ وأين هو ؟
فأرشدتها إلى معنى الكلمة ، وقلت لها : إنني قلت لك ذلك حتى تعرفي هذه الكلمة فيما لو سمعتِها مرة أخرى .

عمر مطر 22-02-2001 07:27 PM

بارك الله فيك أخي العزيز، هكذا نعلم أطفالنا المحافظة على هذه اللغة، ونحمي مفرداتها من الانقراض.

صالح زيادنة 22-02-2001 09:25 PM

بارك الله فيك أخي عمر ، وأشكرك على التشجيع ، ودمت ذخراً للخيمة وروادها .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.