![]() |
إله الهوى ...
مكثتُ أسبوعا في منزل صديق لي، فلاحظت أمراً عجيباً، قد أعتاد صاحبي – وكذلك أصدقاؤه – على التجمّع يوميا (للترفيه) عن أنفسهم بأوراق اللعب (يسمّونها عندنا الشَدَّة، وفي مِصر الكوتشينه).
ولاحظت أن تجمعهم هذا قد أمسى ضرب عبادة، فهم لا ينفكون يلعبون بالأوراق كل يوم حتى تفضح الشمس ما ستر الليل. وقد أثارتني بعض المشاهد لكتابة قصيدتي هذه ومنها أن الأوراق إذا وَزّعت ترى آثارها في وجوه اللاعبين فكأن الرجل منهم قد أوتي كتابه إما بيمينه أو بشماله، وتجد أن الذي رأى تعس حظه لا ينفك يثير المشاكل حتى يقتتل اللاعبون جميعا ويلعنون الأوراق واليوم الذي عرفوها فيه، ويذهب كلٌّ منهم مغضبا إلى بيته. ثم في اليوم التالي يتحاورون في أيّ بيت يجتمعون كأن شيئا لم يكن في الأمس، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذه القصيدة التهكمية التي أسدلت عليها طابع العبادة وكثيرا من المصطلحات الدينية لتأكيد التشابه. رأيت رجالاً يحجّونَ صوبَ ................... إلهٍ صغيرٍ عجيبِ الفعالْ يغيبون عنهُ طوال النهار ................... فإن جنّ ليلٌ أتوه عجالْ وإن شاغلتهم ظروفُ الحياةِ .................. وبغيُ العداةِ فذا شرُّ فالْ تراهم أتوه يجرّونَ ذيلاً .............. من الذلِّ يكسو الربا والجبالْ وكلٌّ يقدّمُ عذراً ونَذراً .................... بأن لا يعودَ وقربانَ مالْ وأما الذينَ على العهدِ كانوا .................. ولم يغفلوا وِردهم باشتغالْ فبشرىً لكم أيها العابدونَ ................. ترقّبُ أمرٍ وحسنُ امتثالْ فيجتمعونَ ويقتسمونَ ................ عطايا إلهِ الهوى والضلالْ لكلٍ نصيبٌ فمنهم سعيدٌ ............. ومنهم تعيسٌ كزنديق خالْ كأنَّ النصيبَ كتابٌ تـُؤتـّـاهُ - ............ يومَ القيامةِ - منه الشمالْ وكل نصيبٍ إذا قيل حيهلْ ............ لشيطانَ جِنٍّ تراهُ استحالْ فيدخلُ في الجوفِ بينَ الضلوعِ ........... ويضرمُ فيهنِّ حبََّ القتالْ فيبدأ من ظنَّ فيهِ السعادةَ ........... كيدَ الذي فيهِ تعسُ المآلْ فيقتتلانِ وما كانَ يرضى ............... إلهُ الضلالِ بغيرِ القتالْ فحقدٌ وبغضٌ يسوقُ التعيسَ .............. لسبِّ الإلهِ وفحشِ المقالْ ويحلفُ أن لن يطيعَ إلهً ................... يثيرُ المضاغنَ بينَ الرجالْ ويصبأ كلُّ الذينَ أضلَّ ................. يقولونَ ما ذو التعاسةِ قالْ فكيفَ تمكّنَ منهم هواهم .............. فبئسَ الهوى من رشادٍ ينالْ وما أن يشقَّ النهارُ الظلامَ ............. ترى القومَ أهواؤهم لا تزالْ فبينَ نَسِيٍّ لعهدِ الظلامِ ............... ومن يتناسى مُصابَ الليالْ يتيهونَ في الأرضِ – وا ندماهُ .............. يناجونَ كيفَ العثارُ يقالْ عصينا إلهَ الهوى يندبونَ ............ ودمعُ الثكالى على الخدِّ سالْ فليتَ الإلهَ الذي يعبدونَ ............ إذا حلََّ خطبٌ عليهِ اتكالْ فليسَ يفرّجُ كرباً وليسَ ................. يسوقُ الغمامَ ويكسو العيالْ وليسَ يُحلّلُ أمراً حراماً ................ وليسَ يحرّمُ أمراً حلالْ ألا لا إله خلا الله حقٌ ................. وليسَ سواهُ يجيبُ السؤالْ عمر مطر – أوشن ستي ماريلاند الولايات المتحدة 4-7-2000 |
لا فض فوك أخي أبا الغيث .فقصيدتكم تتناول موضوعا جد مهم وليت شبابنا يدركون معنى الوقت وبما يهدرونه في زمن الفضاء والإكتشافات .
********************** نصحت الصحاب , وسقت المثال ........ فليت الرفاق يعوا للمقال سقى الله يوما علا فيه عز ........ وكان الرجال بحق رجال فما فاز قوم للهو تنادوا .......... وماذا بكف لهم من غلال فلله ندعوا لهم أن يثوبوا ........ ويوقيهم الله شر الضلال وأدعوا لكم يا أخيَّ وزوجك ......... يسرا بدنيا وحسن المأل ************************************ أخوكم : جمال حمدان |
سلمت أخِي يا بليغَ المقالْ
..................ويسلم فوك فبالحقَّ قالْ فنعمَ الدعاءُ إلى الله (ثوبوا) ................وليس على الله ذاك محالْ كما بدّلَ الظلماتِ بنورٍ ...................يُبدّلُ ربّكَ حالاً بحالْ عمر مطر حيّاك الله يا أبا محمد والله أشتقنا لك ولأيام خلت ![]() أعادها الله علينا قريبا |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.