قتـلوك يا دُرّ الجواهر
 

قتـلوك يا دُرّ الجواهر

مهداة إلى الشهيد محمد الدرة وإلى كل من لديه بقية ضمير وعقل في هذه الأمة

قتلوكَ يـا دُرّ الجواهر ويحهم *** ماذا فعلـتَ لكي تخرّ صريعا
أحملتَ أحجـاراً رجمتهمُ بها*** وفررتَ من وجه العدو سريعا
وكررتَ بعدُ عليهمُ وأخفتَهم *** وزرعتَ رعباً في القلوب فظيعا
ومضيتَ نحو القدس تحمي تربها*** وجعلتَ عيشـهمُ هناك مُريعا
لا ما فعلتَ ولا نزلتَ بساحهم *** بل كنتَ طفلاً هادئاً ووديـعا
لكنّهم جبنـاء هـذا وصفهم***خافوك طفلاً في المهاد رضيعا
خافوك بل خافوا رفاقك كلهم *** والخوف يأسـرهم هناك جميعا
يخشَونَ أن يشتدَّ عود صغارنا*** فـإذا أُعِـدّوا يعظمون صنيعا
هذي رسـالتهم لنـا ولقادةٍ *** عقدوا السلام وروجوا التطبيعا
من كان مخدوعاً فهذا طبعهم *** والخطب في كلّ البـلاد أذيعا
فلتنزعوا طوقاً لسلمٍ كـاذبٍ *** ولتحملوا راي الجهـاد جميعا
أمـا إذا بعتـم فشـأن آخر *** يا تعس شعبٍ بالكراسي بيعا

أبو معاذ

[ 27-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أبو معاذ ]

بارك الله فيك أخي أبا معاذ،

بل قتلوه خوف أن يتعلم رجال المسلمين منه كيف يحمون أوطانهم. وهنيئا لكل حاكم يرضى أن يرى أطفالنا يقتلون هكذا ونحن ننظر إليهم.

يهنيك با ملك البلاد العرش ما
........... يرضى بغيرك إن تكون مطيعا

مطيعا لسيده طبعا.

وبارك فيكم يا أخي
كانت هذه أولى مساهماتي الأدبية في الخيمة وأحب أن أعرف رأيكم بها

[ 27-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أبو معاذ ]

أخي أبا معاذ،

قصيدة لا غبار عليها، تسلسل منطقي في الأفكار، فبدأت بالاستفهام عن سبب قتله الدرة، ثم بإثبات صفات نرجو من هذا البطل وأمثاله إذا كبر، وأتيت بها بأسلوب استفهامي للاستنكار، وهذا غرض بلاغي مؤثر، ثم نفيت عنه هذه الصفات وبذلك نفيت أسباب قتلهم له، وذكرت أنه طفل بريء ذلك الذي قتلته بنادقهم، ثم انتقلت إلى وصف العدو بالجبن، بل شبهت الخوف بالقيد الذي يقيد حركتهم، ويجعلهم عاجزين عن مزاولة حياتهم العادية، ثم تعلل سبب قتلهم للدرة وهو في البلاغة ما يسمى بحسن التعليل، إذا أنك تجاهلت الأسباب البدهية، وذهبت إلى ما هو أعمق، وأعملت فكرك، فقلت أن العدو لم يقتل الدرة كرد فعل على شيء فعله، ولكنهم يخافون إن هو اشتد عوده في مثل هذه الأجواء، فإنه سيكبر ويعظم صنيعه فيهم، بل وزدت على ذلك، أن قتله كان رسالة لحكام المسلمين الذي عقدوا السلام مع اليهود، وسعوا في تطبيع بلادهم، بأن لا سلام يرجى منهم، ثم تنهي القصيدة بالعبرة الغائبة عن الأذهان، وهي أن اليهود فيهم المكر طبع، لا يركن إليهم بسلام أو غيره، ولا يغرّ المرء منهم إبداء حسن النية، وأن هذه الحقيقة قد أظهرتها حادثة الدرة فذاعت في البلاد.

بارك الله في قلمك، ولي ملاحظة وحيدة، وهي أن بعض النقاد يعتبرون تكرار اللفظ بنفس المعنى في قصيدة قصيرة مثل هذه مما يقلل من شأنها، وقد وردت لديك كلمة (جميعا) مرتين تفصلها ثلاثة أبيات، وقد أجيز في الطوال ذلك واشترط الفصل بخمسة إلى سبعة أبيات.

بارك الله فيكم أخي العزيز، ولا حرمنا من متعة النظر في قصائدكم.

عمر مطر

جزاك الله خيراً وملاحظتك في محلها فأنا ألاحظها في كثير مما أكتب وأسأل الله أن أتغلب عليها في المستقبل