أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الفاضل راعي الخيام
إلى الأخ جمال حمدان
إلى جميع من يهمهم أمر الخيمة
السلام عليكم ورحمة الله وبعد،

محزن وأليم هذا الذي يجري في الخيمة الأدبية.
كنت أول ستة هم مجدي والسندباد وعبدالله وكليم ومانوليا تقع عينه على شعر للأخ جمال حمدان، فوجدت شيئا متميزا وزاد إعجابي عندما عرفت أنه راعي الخيمة الأدبية، وقلت إن كان هذا الراعي، فلأر الرعية، وأعجبني ما رأيت من إنتاج الفاضلين الأستاذين الذهبي وميموزا. فرجعت إليهم ببشرى الرائد أن هلموا إلى كلأ البيان وماء الأدب، فلبوا مسرعين، وفي أول حضورنا قرأت شعرا للأخ جمال ظننته موجها ضدي إثر شعر لي حيث وقر بذهني أنه ربما فهم أني أتنقصه، فكتبت أوضح الموقف فما كان منه إلا أن قال إنه بكى أن كان مظنة لتلك الإساءة، واعتذر عن توجيه ذلك الكلام حتى لمن أساء إليه.
فازداد في عيوننا إجلال خلق إلى إعجاب شعر، وازداد انتماؤنا إلى الخيمة الأدبية التي ما لبثت تترعرع وتزدهر يوما إثر يوم، وما لبثت حديث كل منا مع أهله وسماره، بما هي عليه من رقي وتميز ليس على مستوى مواقع الحوار العربية على الشبكة أو البرامج الأدبية في القنوات الفضائية العربية، بل على مستوى مثيلاتها العالمي، لا سيما وأن ثلة من المشاركين يتقن كل منهم لغة أو أكثر من اللغات العالمية، ولم يكن هذا التميز لجهة النوعية والمستوى فحسب، بل لجهة أن جل مواضيعها من إنتاج مشاركيها. ثم ما لبثت هذه العلائق الأدبية الفكرية أن تطورت إلى وشائج قربى، فغدت الخيمة منتدى أهل وأحبة، يسودهم ما يسود الأهل والأحباب من تفاهم واختلاف وأمل وألم. وصار وقت الخيمة لدى كل منا مقدما على كثير من سواه حتى ليزاحم وقت العمل والأسرة.
سقت ما تقدم على أمل أن يدرك من يهمه أمر الخيمة المأساة التي تواحهنا وتواجه الخيمة بل وتواجه الرسالة السامية التي تؤديها من جراء انسحاب عمودها وانسلال أوتادها.
والبيت لا يبتنى إلا له عمدٌ --- ولا عماد إذا لم ترس أوتادُ
أما عمود الخيمة فهو أخونا وحبيبنا جمال وها نحن نرى المشاركين وهم بمثابة الأوتاد ينسحبون إعلانا كمجدي والذهبي أو بصمت كالآخرين، ومن لم ينسحب فقد ألجمه الحزن والهم.
والسؤال أنه لا بأس من التضحية بالخيمة لة إن كان وراء تلك التضحية أو ذلك الموقف قضية أو مبدأ، فما الذي وراء ذلك؟ وما هي القضية ؟ ومن هم الأشخاص؟ ذلك ما ومن ترونه وتسمعونه في الخيمة المفتوحة. وهو ما لا أرغب بالخوض فيه بأكثر مما حضرني من قوله تعالى:"أتستدبلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" صدق الله العظيم.
يا صاحب الخيمة إن كانت لك فائدة مادية في الخيمة - وأنا لا أعرف الكثير عن هذا-فإن لأمتك هاهنا فائدة حضارية، وأهم من ذلك كله أنك مأجور إن شاء الله بالخدمة التي تؤديها الخيمة الأدبية لهذه اللغة وفكرها.
صرنا نتداول فيما بيننا السؤال لماذا لا يجري نشر إنتاج الخيمة في مطبوعات دورية، بل لماذا لا يجري التفكير إلى تحويل الخيمة إلى نواة جامعية على غرار ما أعلن عنه في الغرب.
ووسط هذه الآمال نفاجأ بهذه الآلام.
أشعر ويشعر معي بعض من لا يزال مثلي يقدم اهتمامه بمصير الخيمة على مشاعره الشخصية وإن أوجمته الدهشة وشلته المكفاجأة ، أوفاعلا يستمر ممسكا بالدفة مغالبا الأمواج من حوله والآلام داخله ليصحح المسار وينقذ السفينة وأخص بالذات الأستاذة ميموزا، وكلانا يشعر بالحاجة إلى معونة صاحب الخيمة
أيها الراعي الفاضل، أملنا فيك وحقنا عليك كبيران بأن تساعدنا. فيما نحاوله في وجه إحباطاتنا ويأسنا، وذلك بواحدة لا ثانية لها وهي:
إجابتنا عن رأيك فيما يجرى أو على الأقل محاورتنا فيه. فإن وصلنا فيه إلى قناعة مشتركة صارت لدينا حجة نتوقع أن تساعدنا في إقناع الآخرين، وإن لم نصل أعطيتنا من اهتمامك ما يهون علينا بعض الشيء أحد مُرّين الاستمرار بعد غياب الأحبة، أو الالتحاق بهم. وأرجو أن لا تحتار المرّ الثالث بإهمال هذه المناشدة فتقرر لنا أن نتجرع الكأس حتى الثمالة بدون أي جهد منك للتخفبف من مرارته.
أرجو أن تعذر النبرة الشخصية وكثافة المشاعر في كلامي ذلك أن الأمر لا يتعلق برسالة أو فكرة فأقتصر فيه على الموضوعية، بل إن ها هنا يا سيدي جزءا من ذواتنا فكرا وأحاسيس يشجينا موته. فنحن جزء من هذه الخيمة ولسنا مستظلين بها.
وإنا بانتظار ردكم على صفحات الخيمة، وسيكون فصل الخطاب، وندعو الله لكم بالسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.