أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   خماسيات الغربة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=9195)

مصرية مسلمة 22-10-2001 12:57 PM

خماسيات الغربة
 
ومسافر لبلاد حلم لم يزل يجتاحه تيه الطريق
متطاير مابين أضغاث التوهم فى ضياع لا يفيق
متسائل فى كل ثانية تمر بنبضه :هل من صديق؟؟
فيطل من كبد الإجابة سيل أسئلة تؤجج فى الحريق
وتصيح :سر يا أيها الإنسان وحدك واحتمل ما لا تطيق..
عبثاً يُلملم أحرفاً من بين غابات الدفاتر والسطور
وبمغزل الأعماق يغزلها لتنجب من ظلامٍ خيط نور
فإذا بها تنسلُّ من بين الأنامل نحو أحضان الفتور
وتعود تغرس نفسها فى صمت دنياه المكلل بالسعير
فتشبُّ نبتاً ذابلًا رثَّ الثياب معربداً وبلا جذور
من بين ألواح الزجاج يطل إعياء الملامح والعيون
مازال يجترُّ الترقب والصراع على التعقل والجنون
مازال ينفث فى الخيال قصور وهمٍ كاذبٍ عمداً يخون
وحطام ظلٍّ هاربٍ خلف السنين الخائفات من الشجون
فنظل نسعى فى الظلام بلا دليل غير همهمة الظنون
وقف الغريب مخضَّباً بدمائه متحدياً صمت الدروب
شفتاه تفترَّان عن ألم ابتسامةِ مثقلٍ ألفَ الغروب
ويداه تمتدان نحو طريقه كى لا تفرَّ إلى المغيب
ويعيد رسم خطاه فوق صخورها بدبيب دقات القلوب
أتُراه يفلح فى اقتلاع نيوب أشباح المآسى والخطوب؟؟؟
كل العيون تقافزت نحو الذى هدمت معاوله الضياع
كل العيون تحفزت وترقبت ..ماذا سينجبهُ الصراع؟؟
وتشابكت أرواح كل الناس والأمل المغَلَّف بالتياع
لكنه رسم ابتسامته الأبية فوق أشرعة الوداع
وأدار ظهراً للحياة وفى يديه تراب أرض لا تباع...
***********************

محمد ب 22-10-2001 01:31 PM

هذا من أروع الشعر حقيقة

مصرية مسلمة 22-10-2001 06:07 PM

أخى العزيز محمد
أشكرك كثيرا على ردك الرقيق..لكنه الألم يا أخى الذى يجعلنا نكتب..مادامت الكتابة الآن هى الوسيلة الوحيدة التى نستطيع التعبير بها عما يجول فى أعماقنا..
شكرا لك مرة ثانية..
د/حنان فاروق

عمر مطر 24-10-2001 12:53 AM

قصيدة جميلة د. حنان، ويبدو لي أنها ملأى بالمعاني الدفينة، التي لا يعلمها حقا إلا دافنتها.

أعجبتني الخاتمة، وكأن فيها إشارة قوية، تفسر كثيرا مما يدور في قلب القصيدة.

وأدار ظهراً للحياة وفى يديه تراب أرض لا تباع...

قرأت القصيدة ثلاث مرات، وأعتقد أنها تتكلم عن الغربة كما هو العنوان، ولكني لا أستبعد أن تحمل ما هو أعمق من هذا.

هل تطلعيننا على بعض ما فيها؟
أم أن المعنى سيبقى في قلب الشاعرة؟

سلاف 24-10-2001 09:47 AM

ومسافر لبلاد حلم لم يزل يجتاحه تيه الطريق

رغم اتساع الأرض إلا أنه متشائمٌ في ألف ضيق

متطاير ما بين أضغاث التوهم فى ضياع لا يفيق

كم ذا رأى نورا على لهفٍ إذا ما جاءه فقد البريقْ

متسائل فى كل ثانية تمر بنبضه :هل من صديق؟؟

وإذا يقول لربما قالت تجاربه اتعظ ما من صديقْ

فيطل من كبد الإجابة سيل أسئلة تؤجج فى الحريق:

أنّى، متى؟ مِنْ أين؟ قل بالله في الصحراء ترتشف الرحيقْ

تتمسك الأذنان في صوتٍ يجيب كما يد نحو الغريقْ

فيقول :سر يا أيها الإنسان وحدك واحتمل ما لا تطيق

[ 24-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: سلاف ]

جمال حمدان 24-10-2001 02:00 PM

ومسافر بين الثغور كتائه ضل الطريق
لم تُجْدِ بوصلةٌ ولا نجمٌ بدا منه بريق
يمضي بلا زاد ولا ماء وما وجد الرفيق
عين يجافيها الكرى ويؤز اخرى ما تريق
يا صاح لا تبك الفراق فدوحنا يهوى النعيق !

...........

مصرية مسلمة 24-10-2001 02:45 PM

أخى العزيز عمر..
أولا سعدت جدا بقراءتك نصى ..وآسف جدا لأنى أجهدتك فى فهمه..خصوصا وان الترميز ليس أسلوبى فى الكتابة..لكنى أسألك..وهل واقعنا الذى نعيشه ونحياه طوعا وكرها ..هل فيه شىء مفهوم؟؟سيدى إننا نتأرجح ما بين الضياع والغربة..نرى قضيتنا نصب أعيننا تستحلفنا بالله أن نفعل شيئا..ولا نحرك ساكنا..الغريب هنا سيدى هو كلنا ..غريب يرى الحقيقة ولا يتقدم..ليس لديه سوى حروف وكلمات ..أو بمعنى أصح هذا ما تبقى له بعدما أهلك نفسه فى رحلة البحث عن لقمة العيش..كلنا بحثنا عن الفرع وتركنا الأصل..نستقى أخبارنا وأحداثنا بل وتوجهاتنا من ألواح الزجاج المنزلية..تلك التى كانت لها اليد الطولى فى ضياعنا وتغييبنا وتغريبنا..
أطلت عليك..لكنى فقط أحاول أن أحل لك شفرة القصيدةJ
أشكرك مرة أخرى..

مصرية مسلمة 25-10-2001 01:41 AM

أخى السلاف
أستاذ أنت فى فن التشطير بلا منازع ..وصدقنى فقد لبست أبياتى ثوبا آخرا أكثر بهاءا ورقة ..

مصرية مسلمة 25-10-2001 01:44 AM

أخى جمال
أبيات قوية تفيض صدقا وحزنا..تحياتى لحرفك النابض وقلبك الثائر..

mubarrah 25-10-2001 06:49 AM

أنا مثل أخي عمر ، قرأت القصيدة مرات ثلاث ، وليس في ذلك إعياء للذهن ، بل إمتاعاً ، وتجوالاً في روض الأفكار. في كل قراءة ، تبدو صور أخرى جديدة ، أستمتع في استكناه الإيحاءات ، والمشي في ظلال النص ، لا أخفي إعجابي بهذه اللغة الشعرية ، التي تحتاج إلى قراءات متعددة ، لكنها تمد القارئ بما فيها من جمال بالزاد ليواصل القراءة مرات دون كلل. وتذكرني ببعض كتابات محمود درويش.
إضاءاتك للنص زادتني فهماً ، وجعلتني أقدر أكثر اختيار التخميس ، فقد جاء بما يشبه التفقير للنص ، للتنقل بين العواطف والأفكار التي بدأت بالإحساس بالضياع والتفرد ، إلى ردة فعل ضئيلة تبدو وكأنها كل ما يملك ، إلى الاستسلام لمؤثرات القنوط والاستبداد بالعقول ، ثم تبدأ صحوة داخلية ، يتمرد فيها على ضعفه ، حتى تتحول إلى فعل في الختام ، لا يبالي معه صاحبه بالعواقب.
إنه واقعنا ، الذي يتفاوت فيه الأفراد بين هذه المراحل ، بل تتفاوت فيه نفوسنا في أوقات مختلفة بينها، وإن كنا لم نصل بعد إلا قليلاً إلى مواجهة الواقع ، وتحديه ، غير عابئين بالعواقب الانية ، أمام حجم المعاناة وعظم المصائب.
الصور في المقطع الثاني جديدة ، غاية في الجمال ، وهي في مجملها ترسم صورة كلية رائعة ، أردت الاقتباس منها ، فوجدت أني سأعيد كتابتها. واللغة الشعرية في القصيدة كلها قوية كما عودتنا


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.