أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   إعدام شعور (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=9283)

بوفاتح 01-11-2001 06:49 PM

إعدام شعور
 
إعدام شعور
عادت إليه نوبة الصداع من جديد ، إنه مرض العصر ، في ظل هذه المشاكل والصدمات اليومية المتتالية للمرء ، كيف لا يحدث له المرض اللعين ، تاكد صالح بأنه يرهق نفسه منذ سنوات في العمل ، كل هذا على حساب أعصابه ومتطلبات حياته الأخرى .
- لا تستخف بصحتك يا بني ، إذهب الى الطبيب . قالها والده بنوع من الإهتمام
- لقد كبرت ياهذا ، أولى بك أن تهتم بصحتك هل تنتظر أن يأخدك أبوك الى الطبيب.
قالها صديقه عمار بكل بساطة
- إذا أردت أن تحافظ على توازنك النفسي والإجتماعي ، أنصحك بدخول القفص الذهبي ولن تسمع بالصداع بعد اليوم . قالها الطبيب وأعطاه الوصفة
لاحت عن بعد صيدلية ، الربيع، فدخل مع الداخلين وإنتظر دوره ، أخد يتأمل الديكور وطريقة ترتيب الأدوية ، حقيقة مصائب قوم عند قوم فوائد ، نحن نمرض وهم يحققون الأرباح ، الطاقم المشرف على الصيدلية يتكون من كهل وشاب وشابة ، لم تكن واضحة المعالم لأنها كانت تبحث عن الأدوية في أحد الرفوف ، ولكن ما إن مرت قربه حتى أحس بأنه تحول الى موجة ذات توتر عالي ، إنها آية في الجمال ، هذا أول إنطباع سطع في ذهنه، أبحرت به الىشاطئ الأحلام ، تساءل في أعماق ذاته ، هل ستكون فارسة أحلامه التي يبحث عنها منذ قرون ، لطالما تراءت له في ليالي عمره الطويل .
أخيرا تجلى الحلم وأصبح حقيقة ، كان صالح قلقا من طول الإنتظار ولكنه ما ان رأى الملاك ، لم يعد يهمه الوقت ولا الأشخاص ،بل أصبح يعطي دوره لأي داخل جديد ، إنه مستعد بأن يشتري الزمان والمكان من أجل تحويل الحلم الى واقع ، أحس بأنه لم يعد ثمة صداع ، بل شعر بقلبه يخفق بطريقة سريعة ، هل ممكن أن يحدث له هذا، أول حب من أول وصفة ولما لا نفس السيناريو يتكرر منذ بدء الخليقة ، كل شئ يتطور ولكن ذالك الشعور بقي نفسه نابعا من مصدر واحد ووحيد .
عندما سيخرج من هذه الصيدلية سيصبح شخصا آخر على المستوى الحسي ، سيرى الحياة بمنظار جديد ، حقا إنها صيدلية الربيع ، ولو كانت فيها زهرة وحيدة ولكن خلابة ، أخد الحبل البشري يتضاءل شيئا فشيئا ،لأنه لم يدخل زبائن جدد وفي نفس الوقت يخرج إثنان أو أكثر بسبب عدم وجود الأدوية ، هناك تفكير غريب ينتاب رواد الصيدليات ومفاده أن كل واحد يتمنى أن لا يجد سابقيه في الدور الدواء حتى يأتي دوره بسرعة في حين أنه ينسى إمكانية تعرضه لنفس المصير .
أخد يقترب من فارسة أحلامه ، تعمد أن يترك مكانه لشاب كان وراءه حتى تكون خدمتها من نصيبه ، تبدو محتشمة ومحافظة ، في هذا الزمن الرديء ، من حسن حظ المرء أن يجد فتاة بهذه المواصفات ، كل تصرفاتها مميزة ومحفزة ، ليس هناك مجال للتعارف ومافاته كثير عليه أن يسأل عنها ويخطبها في أسرع وقت ممكن .
وما إن حانت خبطة العمر ، أعطاها الوصفة وفي أعماقه يعطيها كل الوقت للبحث عن دواءه حتى لوبقيت الدهر كله فهو غير مستعجل بل يجد في تأخرها راحة وسرعتها مرارة .
- من حسن حظك كل الأدوية موجودة
شكرها متمنيا أن يكون له الحظ في أشياء أخرى .
- ألف دينار ،لا تستغرب فالأدوية إرتفعت أسعارها هذه الأيام
أدخل يده في جيبه بطريقة آلية لعطيه النقود ، في هذه الأثناء ،رن جرس الهاتف الموضوع قرب الكهل .
- السيدة نوال ، زوجك على الخط
صعق صالح لهول ما سمع ، مفاجأة لم تكن متوقعة، أحلامه تبخرت في رنين هاتف ، جاءه شعور كاذب يخبره بأن الكهل يقصد سيدة موجودة بالداخل ، ولكن هذا الشعور تم إعدامه خارج نطاق القضاء بمجرد توجه فارسة أحلامه السابقة نحو الهاتف ، دفع ما عليه وخرج كما دخل بصداع قوي ن فقد تحولت الأزهار الى أوراق صفراء ذابلة وأضحى الربيع خريفا .

جمال حمدان 01-11-2001 10:56 PM

((( إنه مستعد بأن يشتري الزمان والمكان من أجل تحويل الحلم الى واقع ، أحس بأنه لم يعد ثمة صداع ، بل شعر بقلبه يخفق بطريقة سريعة ، هل ممكن أن يحدث له هذا، أول حب من أول وصفة ولما لا نفس السيناريو يتكرر منذ بدء الخليقة ، كل شئ يتطور ولكن ذلك الشعور بقي نفسه نابعا من مصدر واحد ووحيد )))

ابداع + عبقرية+ فلسفة = بالفاتح

هات وامتعنا ايها الربان

محمد ب 02-11-2001 07:58 AM

كنت قديما قد نشرت مقالا عن قصص لبيراندلو ترجمها خليفة التليسي وفي هذا المقال اثبت فيما احسب ان بيراندلو في قصصه لاحقه وسولس واحد سميته وسواس القصاص كان في حالة بيراندلو فكرة استبدال شيء بشيء
الآن أجد وبالمقارنة مع قصة اخرى لبوفاتح ان عنده عقدة ضياع امل او مصادرته من شخص آخر والقصة الاخرى هي عن شقراء القطار ففي الحالتين طار امل ممثل في امراة جميلة بعد وجوده بقليل وهو على ما يظهر الوسواس الذي يلاحق هذا القاص الجيد الذي اتمنى منه تشذيب بعض كتابته مثل حديثه المباشر عن الظروف الاجتماعية التي عصفت بصالح الذي عادى القمر
ولا شك ان له مستقبلا باهرا إن شاء الله في عالم القصة القصيرة

بوفاتح 02-11-2001 10:27 AM

الإخوة الكرام : جمال حمدان, عمر مطر , محمد ب , الحاوي...
تحية طيبة عطرة سعيدا أنا بردكم وأشكركم على الإهتمام الكبير الذي تولونه لما أكتب
أنا أعتبر بأن كتابتي للقصة القصيرةرسالةهادفة وهي منبر مهم لمعرفة هموم الإنسان وتطلعاته ،أعتقد أن كل ما نعيشه يومياقابل للصياغة في شكل قصة قصيرة ،وكما أن للشعر طقوسه فإن للقصة طقوسها
وبالنسبة لي فإنني أحرص دائما في ما أكتب على أن القارئ عندما يبدأ بقراءة قصة من قصصي يجد نفسه
يواصل القراءة الى النهاية، وأعتقد بأن وظيفة الكاتب طرح الأسئلة وليس تقديم إجابات ،وكلما تعددت وإختلفت إستنتاجات وتأويلات القراء،كلما
كان هذا يدل وصول الهدف الى مبتغاه ،و
أنا شخصيا عندما أقرا أعمالي من جديد أكتشف معطيات جديدة,

وأخيرا تقبلوا أخلص التحيات وأعدكم بالمشاركة المستمرة والسلام

بوفاتح

بوفاتح 02-11-2001 10:44 AM

الإخوة الكرام : جمال حمدان, عمر مطر , محمد ب , الحاوي...
تحية طيبة عطرة سعيدا أنا بردكم وأشكركم على الإهتمام الكبير الذي تولونه لما أكتب
أنا أعتبر بأن كتابتي للقصة القصيرةرسالةهادفة وهي منبر مهم لمعرفة هموم الإنسان وتطلعاته ،أعتقد أن كل ما نعيشه يومياقابل للصياغة في شكل قصة قصيرة ،وكما أن للشعر طقوسه فإن للقصة طقوسها
وبالنسبة لي فإنني أحرص دائما في ما أكتب على أن القارئ عندما يبدأ بقراءة قصة من قصصي يجد نفسه
يواصل القراءة الى النهاية، وأعتقد بأن وظيفة الكاتب طرح الأسئلة وليس تقديم إجابات ،وكلما تعددت وإختلفت إستنتاجات وتأويلات القراء،كلما
كان هذا يدل وصول الهدف الى مبتغاه ،و
أنا شخصيا عندما أقرا أعمالي من جديد أكتشف معطيات جديدة,

وأخيرا تقبلوا أخلص التحيات وأعدكم بالمشاركة المستمرة والسلام

بوفاتح


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.