[الدارقطني]

( الجواب )

هذا جوابي بالتمثيل والعــبرِ **** لا بالطويل ولا بالبيّن القصـرِ

هما خليلان دام الود بينــهما **** ما شاب صفوَهما شيءٌ من الكَدَر

فسار بينهما الواشي على حسد **** كحاصد أمَّ زرعا زاهيَ الثمـر

ألقى وِشايتَه في أذْنِ مصغيـــةٍ **** وصَدَّق الخِلُّ لا مستوثقَ الخبـــر

فساء ظنا وبات القلب محترقــا **** والنـار أولها مستصغر الشرر

وجاء صاحبه شوقا لرؤيتــــه **** لم يــدر ما بثه ـ زورا ـ فمُ الأشِرِ

فرده خـلـه جهـــــلا وقابله **** بِقالة لفـظها من أبشع الصور

فعـــاد صاحبه والقلب منصدع **** والعقل مندهش والدمع كالنَّهَر

وحصحــص الحق للباغي وبان له **** أن الوشاية كانت فِرْيةَ الغُدَرِ

فرامَ صــــاحبَه سعيا فأدركه **** عند الغروب يشد الرحل للسفر

فقال : مهـلا أتاك الخل معترفا **** بمـــا جنى وأسال الدمع كالمطر

أمري بِكَفِّك فاجلدني علانيــــة **** أو فارجمَنّي بمــا ترضى من الحجر

وطأطأ الرأس في ذل ومسكنـــة **** يرجو وينتظر الألطاف في القدر

فمد صاحبه كفا وعانقــــــه **** وقال : زال عتابي وانقضى وطري

تلك الخواطر مجبـــــور بمنكسر **** دمع بدمعٍ ، ومفطور بمنفطرِ