أنـا و البتـراء …وأنـت
شمس يوم آخر تغرب عن البتراء.. المدينة الوردية أرض من طوّعوا الصخر بأناملهم الرقيقة وترنيماتهم العذبة… الذين سطروا أسماءهم في كتاب التاريخ وحفروا في الصخر أجمل وأروع ما تركت اليد البشرية من آثارٍ شاهده على أنهم الأرقى فيمن سكنوا هذه البسيطة… شمس يوم آخر تغرب مودعةً البتراء ومَنْ فيها من سكنة الكهوف الذين خلدوا للنوم الأبدي بين حنايا الصخر أولئك الذين شيدوا المعابد والمدافن على القمم ليكونوا للسماء أقرب …
فيا أيها الحارث يا ابن الأنباط صَنَعْت المجد والتاريخ… يا وريث الحس النبطي المرهف… احتار عندما اكتب هل أحاورك أم أحاور البتراء مدينة الحلم والجمال التي جمعنا حبُها كتبت…عندما اكتب اجلس أمام الخزنه احلق في تفاصيلها التي اعشقها… كنت أرى الخزنه ويتراءى لي خيالك في جنباتها … فيا أيها الحارث كما تبحث عني أبحث عنك أنا وعندما تخطو قدماي خطواتها الأولى متوجهة إلى البتراء أو جبل النبي هارون يتراقص خيالك أمامي ويمسك بيدي يرشدني لأطلع على أدق التفاصيـل وعلى خبايا المدينـة التي لـم يطلـع عليها أحدٌ من قبـل… أزورهـا وخيالـك دليلي لألتقي بك في حضرة آبائنا الأماجد … نلتقي لنتوحد بالتاريخ ونتنسم رائحة الحضارة العبقة بالإنجاز … ألتقي وإياك على قمة الجبل الأشم لتعانق نواظرنا وادي موسى الحبيبه فنراها من بعيد عروسةً جبليه تتدارا بحُسنِها الأخاذ عن عيون الحاسدين…
فيا حارثي الذي أرجوه من دنياي حتى متى يبقى خيالك من اعرفه ومتى نلتقي أنا والبتراء وانت حقيقه فيختفي خيالك الذي طغى على كل من حولي… متى أراك والبتراء لتكتحل بك نواظرنا ونتوحد جمعياً في حضن الموروث النبطي العظيم … متـى؟؟؟؟
|