عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-11-2001, 01:43 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي مضاهاة - وروعة العربية

روعة العربية واللغة الشعرية
ملكت عليّ هذه اللغة من نفسي زمامها ومن قلبي سؤدده ومن عقلي تركيزه، ولعله بعد كتاب الله لا يوجد مجال يظهر روعتها كالشعر العربي كما عرفناه، وأحيانا أشعر أن هناك معمارا معينا في نظم الشعر العربي وقد كشف الوزن الرقمي لي جانبا منه ولكن الأمر ليس مقتصرا على الوزن والقافية وإنما له علاقة بعلوم العربية كافة من بلاغة ونحو وساهما بل ولعله يتعدى علوم العربية المحضة إلى سواها مما له علاقة بالثقافة العربية من دين وسيرة وتاريخ وظروف زمانية ومكانية شتى.
وقد خطر لي تحوير قصيدتين عن أصلهما بتغيير الروي فيهما، مع استلهام أكبر قدر مستطاع من هذه المؤثرات في المحافظة على اللغة والمعمار الشعريين الخاصين بالشاعرين والقصيدتين، ورب متسائل لماذا أفعل ذلك. والجواب أني أجد في ذلك مشاركة للشاعر في تجربته الفنية والوجدانية كتلك التي وجدها كل من شارك في عملية التشطير.
والمرجو أن يدلي كل من الإخوان بدلوه في تعيين كل من النص الأصلي والنص المعدل، راجيا ممن يعرف الجواب من اطلاعه على أحد المراجع أن يمسك عن المشاركة وإن شارك فليمتنع عن الإشارة إلى اطلاعه على المصدر. وفي النهاية سأشير إلى الصواب في الأمر. آملا أن تجدوا في هذا متعة أدبية تتجلى في الإشارة إلى عناصر المعمار الشعري وإن لم تحددها. كما يبين ذلك أثر المطلع على القصيدة عامّة.
نصا القصيدة الأولى من من الشعر القديم
النص أ:
تنامُ تظنّ الدهرَ ما زال نائما
....................ويبقى رفيق البثّ بالوجد ساهما
فتقذف بي عشواءُ في كلّ مهمهٍ
......................وقد يُظلم المظلومُ إن ظُنّ ظالما
فهذي طريقٌ أغفلت داعي الهوى
..................وأخرى بها الأحزانُ لاحت سوائما
وفي كبدي نار اشتياقٍ كأنّما
..................بها دائنٌ يستنجز الدفعَ غارما
لذكرى زمانٍ كان في سُرّ من رأى
......................بديعا كنوّار الخميلة ناعما
كتمتكَ لم أخبرْك عن ذلّ عاشقٍ
....................همَتْ عينُه إذ قلبُه ظلّ هائما
وإني بريءٌ من وداد جماعةٍ
................ودادُهم يبقى على الدومِ غائما
فلا أنا ريّانٌ بوسميِّ قطرهم
...............ولا صحوهم باليأسِ يوقظ حالما
شبيهان إحساني لهم وإساءتي
....................ومثلانِ مدّاحاً أتيتُ ولائما

ب- النص الثاني
أفقْ إنّ ظلم الدهرِ غيرُ مفيقِ
...........................وإنّ رفيقَ البثّ شرّ رفيقِ
تشعّبُ بي مستأنَفاتُ فنونه
......................طريقا إلى الأشجانِ غيرَ طريقي
فنفسي فريقا قِسْمَةٍ أغفل الهوى
..........................فريقا وأودى شُغلُه بفريقِ
وفي كبدي نار اشتياقٍ كأنّها
.......................إذا أُضرِمت للبعد نارُ حريقِ
لذكرى زمانٍ بان منّا بِنُضرةٍ
......................وعيشٍ مضى بالرّقّتينِ رقيقِ
كتمتكَ لم أخبرْك عن ذلّ عاشقٍ
.......................تمادى به وجْدٌ ودَلُّ عشيقِ
وإني بريءٌ من وِداد أصادقٍ
...................ودادُهمُ بالغيب غيرُ صدوقِ
شبيهان إحساني بهم وإساءتي
....................ومثلانِ برّي عندهم وعقوقي
وليلاحظ القارئ الكريم الجهد المبذول في تمثل نفسية الشاعر وبيئته ولغته وأسلوبه، في عملية أشبه بالتقمص، وليت من يقدم رأيه يشفعه بمبرراته - إن استطاع - ففي ذلك درس في النقد. بل لعل أحدا بعد إشارته إلى الأصل يحوره بطريقة أخرى كأن يكمل أيا من المطلعين التاليين أو يأتي بآخر من عنده
فإن كان المطلع الأصل كما يراه القارئ هو (أ) فليكمل على أساس المطلع المحوّر
تنام تظن الدهر ما انفكّ غافلا
.................فقد سامنا خسفا وأفنى الأوائِلا
وإن كان يرى الأصل (ب) فليكمل على أساس المطلع المحوّر
أفقْ إنّ هذا الدهرَ يأتي ويذهبُ
...........................وكم فيه طخياءٌ وإن ظُنّ يلعبُ

--------------
نصّا القصيدة الثانية من الشعر الحديث جدا
النص - أ
قمْ في ثنايا جُرحنا يا (مئيرْ )
............واسق اللظى بين الحشى والضميرْ
وانحر قرابينك في ملتقى
.................فطيرة الغفران وارع النذورْ
ومُدّ رجليكَ كما تشتهي
...............واغسلهما شفعاً بخفق الصدورْ
ودونَك الدارُ فنكّل بها
....................ولا يَضيرنّك زيْفُ النّكيرْ
نحن زرعناك بآفاقنا
.......................ريحا رباعِيّةَ وجهٍ عقورْ
فكيف لا تهتك أستارَنا
................وكيفَ لا تحرق حرثَ الغُرور
وكيف لا تكتب في هامِنا
..................بأحرف الطين سواد المصيرْ
وهل يلومُ الغيرَ مَن نفسَه
.....................أسلمها للقيظِ والزمهريرْ

--
النص - ب
قمْ في ثنايا جُرحنا يا (شَرونْ)
.................ولْتسقِنا - نفديك - ريْبَ المنونْ
وانحر قرابينك في ملتقى
...................أسيادِنا جاؤوك ترعى الشّؤونْ
ومُدّ رجليكَ كما تشتهي
.....................لا تخشَهم؛ حبُّك دنيا ودينْ
ودونَك الدارُ فنكّل بها
.........................ولا يغرُّنُّكَ منهم طنينْ
نحن زرعناك بآفاقنا
.....................سوادَ غيماتٍ فجدْ يا هتونْ
فكيف لا تمطر أحلامَنا
...................إلامَ نبقى من أسارى الظّنونْ
وكيف لا تكتب في هامِنا
.......................سطورَ مستقبلنا المستكينْ
رُعاتنا الذّئبُ قرينٌ لهم
...........................فيا لَسَوْآتهِمُ والقرينْ
الرد مع إقتباس